توصل الباحثون إلى أسرار جديدة في عالم النحل، وتبين أن تلك الحشرة على إلمام بعلم الرياضيات في بناء خلاياها على شكل سداسي دقيق، والتي يطبقها المهندسون المعماريون في البناءات المتميزة، وكذا مهندسو تصنيع الطائرات. وتبين للعلماء أن النحل يتعمد اختيار الشكل السداسي في بناء الخلايا استثمارًا لفوائد هذا الشكل في عمليات حماية الخلايا وإنتاج الشمع بما له من تنسيق يضمن فوائد أكثر من الأشكال الهندسية الأخرى كالمربعات والدوائر، وفقًا لفضائية سكاي نيوز عربية. وأكد الباحثون أن السبب الرئيس لاهتمام النحل باختيار الشكل السداسي للخلايا؛ هو الجهود التي يبذلها في جمع الرحيق وتصنيع العسل، والشمع الذي يتطلب التحليق عبر آلاف الرحلات واختيار المناطق اللازمة لنمو النباتات اللازمة والأنسب لجمع الرحيق منها، مشيرين إلى أن إنتاج 30 جرامًا من الشمع يتطلب أن يستهلك النحل ربع كيلو جرام من العسل. وأضاف الباحثون أن البنية المذهلة للشكل السداسي لخلية النحل، تضمن تمامًا لتلك الحشرة الحفاظ على العسل داخلها بعد عناء تحليق طويل، فضلًا عن أن هذا التصميم الهندسي؛ يسمح للنحل بتخزين أكبر قدر ممكن من عسل باستخدام أقل كمية شمع كما يسع نحلة واحدة داخله. وتبين للعلماء أن الشكل السداسي يضمن للنحل أيضًا، تخزين أقل كمية ممكنة من الرحيق في مساحة تخزينية كبيرة نوعًا ما؛ لذلك يغطي الرحيق الجدران الستة للخلايا داخل الشكل الهندسي الذي يبنيه النحل بدقة متناهية. كما تخضع عملية بناء خلايا النحل إلى حسابات هندسية ورياضية دقيقة للغاية، دون وقوع أي خطأ فضلًا عن الحرص على التناسق الشديد في التصميم؛ حيث يحسب النحل خلال قيامه ببناء القرص وبسرعة ملحوظة، جميع الزوايا بين فتحات القرص؛ بحيث يضمن ميل الزوايا 13 درجة حتى يظل العسل ملتصقا بالقرص. الغريب أن العلماء يقومون حاليًا باقتباس طريقة النحل في تصميم قرص العسل، لبناء هياكل قوية وتوفر المساحة في نفس الوقت، كما يستخدم مهندسو صناعة الطائرات الواحًا تشبه، إلى حد كبير، قرص العسل لتصميم طائرات أكثر قوة وأخف وزنا في نفس الوقت؛ لضمان توفير استهلاك الوقود أثناء الرحلات التي تقطع خلالها الطائرات مسافات كبيرة.
مشاركة :