مع تصاعد التوترات الداخلية في السودان، أكد عدد من تجار المواشي أن تداعيات هذه التوترات لم تصل بعد إلى التأثير في الحركة التجارية في قطاع المواشي، الذي يسد 30 في المائة من الطلب في السوق السعودية، وهي النسبة المئوية التي أشار أمامها التجار إلى أهمية فتح بدائل وخيارات أوسع لاستيراد المواشي. وشدّد المستثمرون في قطاع المواشي على فتح بدائل للاستيراد عوضاً عن الصومال والسودان، خاصة مع دخول منافسين من دول للاستيراد من الصومال والسودان بعد أن كانت مصدّرة للمواشي، مشيرين في هذا الجانب إلى سوقَي مصر وسورية. وأشاروا في تصريحات لـ "الاقتصادية"، أمس، إلى أن السوق السعودية استطاعت توفير أكثر من مليون رأس من الأغنام منذ مطلع الشهر الجاري، مستبعدين زيادة الأسعار خلال الفترة المقبلة في حال تطور الأوضاع في السودان. وقال سليمان الجابري رئيس لجنة المواشي في غرفة جدة، إن الكميات التي وصلت البلاد التي تتجاوز مليون رأس منذ بداية شهر ذي القعدة، والكميات المتوقع وصولها عبر ميناء جدة الإسلامي حتى التاسع من ذي الحجة ستسهم في استقرار الأسعار وتحقيق التوازن بين العرض والطلب. وطمأن الجابري المستهلكين بأن الأسواق ستشهد استقراراً في الأسعار خلال موسم الحج نظراً للدعم المقدم من قِبل الحكومة التي تشجع التجار المستوردين على توفير احتياجات السوق من المواشي الحيّة طول العام، وذلك بتسهيل إجراءات الاستيراد وفتح مناطق جديدة للاستيراد وتقديم كل أنواع الدعم اللازم. من جهته، استبعد دخيل الجهني عضو لجنة المواشي في غرفة جدة، أي تأثير في تجارة المواشي حال تطور الاضطرابات في السودان حيث الكميات الموجودة كافية لسد الطلب، يقصد خلال موسم الحج القادم. وأضاف، لكن عند استمرار تردي الأوضاع مثل باقي دول الربيع العربي سيؤثر ذلك إلى حد كبير في الأسعار ويرفعها بمعدل لا يتجاوز 20 في المائة، وقال تتأثر السعودية في حال تردي الأوضاع في السودان، خاصة أن السوق تعتمد على أكثر من 30 في المائة من الأغنام السواكني من السودان، مشدّداً على ضرورة فتح منافذ استيراد أخرى حال تطورت الأوضاع في السودان. بدوره، يتفق سلطان العتيبي عضو اللجنة نفسها، على استبعاد تأثير أي تداعيات سلبية تلحق بقطاع تصدير المواشي في السودان على موسم الحج المنتظر خلال الأسبوعين المقبلين، عطفاً على أن الكميات التي دخلت أو تدخل السوق حالياً كافية لسد الطلب خلال الموسم، وأيضا فترة محدّدة بعده. وشدّد العتيبي على ضرورة أن تعيد وزارة الزراعة النظر بمشاريع دعم المواشي محلياً، خاصة أن هناك إقبالاً كبيراً على السودان والصومال من الدول التي كانت إلى وقت قريب مصدّرة للمواشي أصبحت الآن تستورد مثل سورية ومصر، فهناك منافسة كبيرة بين الدول للاستيراد من السودان. وأشار إلى أن السوق في الوقت الجاري، تعاني انخفاض الطلب على الأغنام مقارنة بالعام الماضي من الفترة نفسها التي عادة ما يرتفع الطلب عليها من قِبل الحجاج، لكن هذا العام يشهد الطلب ضعفاً كبيراً، مضيفاً، "في كل الأحوال يجب النظر إلى تعزيز وتنويع الأسواق الدولية التي تصدّر المواشي للسوق السعودية".