«تدفق غير مسبوق» للمقاتلين الأجانب: 20 ألفاً من 90 بلداً في سورية

  • 2/12/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تحدثت الإدارة الأميركية عن «تدفق غير مسبوق» للمقاتلين الأجانب إلى سورية، مقدّرة عددهم بعشرين ألفاً قدموا من تسعين بلداً. وجاءت هذه التقديرات في إفادة خطية أعدها نيكولاس راسموسن مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب الذي يجمع كل معلومات وكالات الاستخبارات الأميركية حول المخاطر الإرهابية، لتقديمه إلى الكونغرس. ومن المقرر أن يكون راسموسن أدلى بشهادته أمس أمام لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب، غير أنه تم تسريب إفادته الخطية منذ مساء الثلثاء. ولفت المركز الوطني لمكافحة الإرهاب إلى أن عدد المقاتلين الأجانب البالغ 20 ألفاً من تسعين دولة يفوق في شكل طفيف الأرقام المعتمدة حتى الآن. وبرر ذلك بأن وتيرة توافد هؤلاء المقاتلين «غير مسبوقة» ولا سيما بالمقارنة مع ما جرى في دول أخرى تشهد نزاعات مثل العراق واليمن وأفغانستان وباكستان والصومال. وأوضح راسموسن أن مواصفات هؤلاء المقاتلين متباينة للغاية لكن «ما لا يقل عن 3400 من هؤلاء المقاتلين الأجانب قادمون بحسب تقديراتنا من بلدان غربية وبينهم 150 أميركياً». وقال إن «غالبية» الذين يغادرون ينضمون إلى صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية في سورية والعراق»، مؤكداً أن «التوجهات واضحة ومقلقة». كما يشير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب إلى تزايد عدد طالبي السفر أيضاً للالتحاق بالجماعات الإسلامية. وقال راسموسن إن الشبكات الاجتماعية تسمح «وبخاصة لتنظيم الدولة الإسلامية» (داعش) باجتذاب مقاتلين وإمدادهم بمعلومات عملية للقيام بالرحلة. ولفت إلى أن قدرات التنظيم الدعائية على الإنترنت «في تزايد متواصل» مع حوالى «250 إنتاجاً رسمياً لـ (تنظيم) الدولة الإسلامية نُشرت على الإنترنت» منذ الأول من كانون الثاني (يناير). وتابع راسموسن أن التنظيم ينشر مشاهد مروعة مثل مشاهد قتل الرهائن، غير أنه يعرض أيضاً «مشاهد في الطبيعة ومشاهد عائلية» للحياة في مناطقه. وغالباً ما يستخدم التنظيم عناصر من الثقافة الغربية مثل ألعاب الفيديو لاجتذاب أشخاص يبحثون عن التشويق أو شباب «يسعون لتحقيق أنفسهم». كما يتقن التنظيم ابتكار الشعارات البسيطة التي تنتشر بسهولة على الشبكات الاجتماعية مثل «نموت مرة، لم لا نختار الشهادة؟» التي تلخص باللغة الأجنبية بشعار «يودو» (يو داي أونلي وانس). وفي ما يتعلق بالولايات المتحدة، اعتبر راسموسن أن مخاطر وقوع عمليات ينفذها أميركيون تبقى مستقرة. وقال: «نعتقد أن هذا الخطر سيبقى بمستواه الحالي، مع أقل من عشرة مخططات غير منسقة وغير معقدة، وهي أخطار مصدرها مجموعة من بضع مئات الأفراد معظمهم معروفون لدى أجهزة الاستخبارات أو الشرطة». وكان مسؤول في وزارة الخارجية كشف أخيراً أن هناك عدداً كبيراً من الأجانب بين مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» الذين قتلوا في مدينة عين العرب (كوباني) الكردية السورية التي استعادها المقاتلون الأكراد في نهاية كانون الثاني (يناير) بعد أشهر من المعارك الضارية. وكان مجلس الأمن الدولي قدّر في تشرين الثاني (نوفمبر) عدد المقاتلين الذين انضموا إلى منظمات متطرفة مثل تنظيم «الدولة الإسلامية» بـ 15 ألفاً قادمين من ثمانين بلداً. وقال مايكل ماكول رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس النواب في بيان «إنني قلق حيال قدرتنا على مكافحة هذا الخطر في الخارج إنما كذلك على أرضنا». تركيا تعتقل متطوعين وفي أنقرة (أ ف ب)، أعلنت هيئة أركان الجيش التركي الأربعاء أن قوات الأمن أوقفت الاثنين 13 أجنبياً ومواطناً تركياً كانوا يحاولون العبور إلى سورية للانضمام إلى تنظيم «الدولة». وأوضح الجيش في بيان نشر على موقعه الإلكتروني أنه تم اعتراض هذه المجموعة في قرية حدودية تقع في محافظة غازي عنتاب بجنوب شرقي تركيا. وبعد الاستجواب سُلّم الأجانب الذين لم تحدد جنسياتهم إلى الشرطة لطردهم وأطلق سبيل المواطن التركي بحسب البيان. ويأتي الإعلان عن هذه العملية فيما تواجه الحكومة التركية منذ أشهر انتقادات حادة من قبل حلفائها الغربيين الذين ينددون بعدم التزامها مكافحة شبكات تجنيد جهاديين يمرون عبر أراضيها. وأعلنت أنقرة في الشهور الأخيرة أنها شددت تدابير مراقبة حدودها مع سورية وفي مطاراتها. وتؤكد السلطات التركية أنها وضعت قائمة تتضمن عشرة آلاف أجنبي يحتمل أن يحاولوا الالتحاق بالجماعات الإسلامية ويحظر دخولهم إلى أراضيها، كما تؤكد أنها قامت بأكثر من ألف عملية طرد. وتتهم الحكومة التركية في المقابل الدول الأوروبية بعدم التعاون بما يكفي مع أجهزتها لإغلاق هذه «الطرق السريعة للجهاد». وأشار تقرير أخير لأجهزة الاستخبارات التركية نقلته الصحف المحلية إلى ارتباط حوالى ثلاثة آلاف مواطن تركي بتنظيم «الدولة». وفي سنغافورة (رويترز)، قال الجنرال المتقاعد جون آلن المبعوث الأميركي الخاص لحشد تحالف دولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، إن خطر شن المقاتلين الأجانب والمتطرفين المؤيدين لهذا التنظيم هجمات في دولهم يتصاعد على الرغم من تحقيق تقدم ميداني في المواجهة ضد «داعش». ورداً على سؤال عن خطر الأشخاص والجماعات التي تؤيد بقرار ذاتي تنظيم «الدولة» وتشن هجمات في دول منشئها، عبّر آلن للصحافيين في سنغافورة عن اعتقاده بأن «الأمر يتزايد بالفعل». وأضاف «أن المقاتلين الأجانب هو واقع سيتعين علينا جميعاً التعامل معه في المستقبل».

مشاركة :