تشكيلية سعودية تحلق في سماء «اللوفر» بـ 4 لوحات

  • 1/24/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لا شك أنك إذا وجدت لوحاتك تحلق في سماء أشهر وأعرق المتاحف العالمية شيء فذلك يدعو للفخر، إلا أنه يحز في النفس ألا تجدها معلقة على جدران صالات الوطن. هنوف محمد توضح أسباب ذلك كما تتناول جوانب من عالمها البراق، الذي ترسمه بالريشة بالألوان. أعمال لا توازي المعايير تقول هنوف حول عدم عرض أعمالها على أرض المملكة إن القصة تعود لسنوات مضت، حينما تواصلت مع صالات عرض محلية شهيرة، إلا أن أعمالها رُفضت كونها لا توازي المعايير الفنية، لكن اللافت في الأمر، على حد قولها، أن الأعمال نفسها التي رفضت محليا، طلبتها دور عرض عالمية، منها متحف اللوفر الفرنسي، الذي عرض أربع لوحات لها، هي: ولادة البشرية، المدينة السعيدة، زوار من القمر، والوصول إلى القمة. وتضيف "على الرغم من ذلك، تواصلت في وقت قريب جدا مع بعض الصالات المحلية، وصعقت بالمبالغ الخيالية المطلوبة، أقول خيالية لأنني على دراية تامة بأسعار صالات العرض العالمية، والمبالغ المطلوبة محليا كانت أغلى بكثير من صالات عرض لندن وباريس، ما يوضح أن هناك استغلالا صريحا وحلبا للفنانين المحليين"، وتستدرك قائلة "إقامة معرض في المملكة من أهم أولوياتي، نظرا لوجود كثيرين من محبي أعمالي، وسأقوم بذلك إذا توافرت الفرصة الملائمة". استمرارية إلى الأبد هنوف كشفت في لقاءاتها الإعلامية أنها تعرضت لكثير من السخرية أيام الدراسة، لإعلان رغبتها في أن تكون رسامة، في حين تهكم آخرون على طريقتها الغريبة في الرسم، ربما لأنها جديدة على المشهد الفني العربي والسعودي خصوصا، إلا أن هذه الموهبة كبرت ونمت اليوم، وأصبحت رقما صعبا في عالم الفن التشكيلي. تعلمت هنوف الرسم بنفسها منذ سن السادسة، ولم تدخل أي دورات أو تخصصات فنية، لكنها تتبع المدرسة التعبيرية الحديثة، ولا تخفي انبهارها بأعمال النرويجي إدفارت مونك، وبيكاسو، وإميل نولد، ومارك شاجال، والمكسيكية فريدا كاهلو. تقول عن طقوسها في الرسم إنها ليست طقوسا بالمعنى الحرفي، إلا أنه من المهم أن يكون المكان هادئا، وألا يقاطعها أي شخص خلال الرسم، أما القهوة والموسيقى فمن الأساسيات طبعا. عند حديثنا عن أحلامها وطموحاتها في عالم الرسم والفن، تقول هنوف "قد يكون ما سأقوله غريبا، لكن الرسم بحد ذاته هو الحلم بالنسبة لي، مجرد ممارسة شغفي في هذه الحياة يحقق لي اكتفاء ذاتيا عظيما جدا. طموحي أن أستمر بالرسم إلى الأبد". تقصير مؤسسي ترى الفنانة السعودية هنوف محمد أن المؤسسات الثقافية في المملكة مقصرة إلى حد ما في اللحاق بالمتغيرات الثقافية والفنية، خصوصا لدى فئة الشباب، حيث يوجد عدد كبير من المبدعين الذين لا يجدون الدعم الكافي من تلك المؤسسات. وتضيف أن الفنانين والموهوبين في المملكة يحتاجون إلى مؤسسات ثقافية بدماء جديدة وخبرة فنية عالمية، لتكون قادرة على استيعاب ودعم الفنانين المحليين. أفضل صديق مرت هنوف بمحطات فارقة في حياتها، سواء في طفولتها أو مرحلة دراستها الماجستير في بريطانيا، أو ما زارته من مدن وما صادفته من مواقف مرت بها، جعلت من لوحاتها أكثر عمقا، تحمل في طياتها معاني وأحاسيس ومشاعر، يلمسها المتذوق لهذا الفن. إجابة عن سؤال حول أغلى لوحة والأقرب إلى قلبها، تقول هنوف أن أغلى لوحة باعتها حتى الآن كانت بنحو 24 ألف ريال، فيما كانت أقرب اللوحات إلى قلبها هي لوحة "أفضل صديق"، وهي من أوائل لوحاتها. لهنوف موقع إلكتروني، وعملاء مهتمون بشراء لوحاتها، خصوصا أولئك المهتمون بجمع القطع الفنية الأصلية، فبعضهم يحب سماع قصتها الشخصية مع اللوحة والعوامل التي أدت إلى رسمها، فيما يقوم كثيرون بحجز اللوحات حتى قبل أن تنهي رسمها، لكنها لا تعرض جميع لوحاتها للاقتناء؛ كون بعضها يرتبط بمعارض مستقبلية، أما بالنسبة لجنسيات المشترين؛ فأغلبها من دول الخليج العربي، وبريطانيا، وفرنسا، وأمريكا واليابان. تقول هنوف محمد أنها شخصيا تهتم كثيرا بنوعية المقتنين وليس أعدادهم، حيث يهمها أن يكون المشتري راغبا فعلا في الأعمال الفنية ومقدرا للفن؛ وليس فقط شراء اللوحة لمجرد الديكور. يلعب معنى اللوحة دورا كبيرا جدا في تحديد سعرها، ولكن هناك عوامل أخرى كثيرة تؤثر في أسعار اللوحات بحسب هنوف؛ مثل شهرة الفنان، والقصة خلف اللوحة، ونوعية المعارض التي شاركت فيها هذه اللوحة. الجرأة مصطلح فضفاض يرى البعض لوحات الفنانة هنوف محمد جريئة، لكنها تقول لـ "الاقتصادية" حول ذلك إن "مصطلح الجرأة فضفاض جدا ومن الصعب تحديده، فما يراه شخص ما عملا جريئا قد يراه شخص آخر عملا عاديا، أو ربما حتى متحفظا، لذلك الموضوع نسبي، وفي النهاية سأرسم ما أريد بالتأكيد، ولن أقوم بمحاولة إرضاء جميع الأذواق والمعتقدات؛ لأنني سأفشل حتما، وسيكون ذلك مسيئا لفني وذاتي". لوحات هنوف تحتوي على موضوعات وأفكار فلسفية وجودية، تتناول في بعضها صراع الإنسان الداخلي، وما تعكسه من مواقف عاشتها، وجوانب من حياتها كامرأة في مجتمع شرقي، وحالاتها النفسية ومشاعرها المختلطة، مثل الحزن، والألم، والانكسار، والسلام، والفرح، والبهجة، والدهشة. ففي لوحة وضعت حزنها كله كما تقول، وفي لوحات أخرى توحي بحالة من الكآبة، دفعتها إلى العزلة والرحيل.

مشاركة :