جاء إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، 2019 عاماً للتسامح، في أعقاب «عام زايد» ليرسّخ دور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تعزيز ركائز الانفتاح على الآخر وقبوله والتعايش المشترك بين البشر. وفي عبارة «التسامح والإمارات وجهان لعملة واحدة» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تتلخّصُ التجربة الإماراتية التي أبهرت العالم كنموذج للوسطية والاعتدال، ومثال يحتذى في المحبة والوئام والتعايش والتواصل مع شعوب العالم أجمع والأخذ بأسباب التقدم مع الحفاظ على التراث والقيم والتقاليد العربية والإسلامية الأصيلة. باتت الإمارات، بهذه التجربة الفريدة التي قدّمت للعالم مساحة وئام ولقاء وحوار في دولة يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية من جميع أنحاء العالم في تناغم وانسجام، مثالاً يحتذى في دمج مختلف الأطياف والثقافات في بيئة تعلي من قيم التسامح والتعايش الإنساني المشترك في ظل قيادة لا تألو جهداً في سبيل ترسيخ مكانة الدولة كعاصمة عالمية للثقافة والفنون ومركز يمد جسور التلاقي بين حضارات العالم يعزز التقارب بين الشعوب، ويسهم في إرساء قيم المحبة والاحترام المتبادل. وتأتي زيارة قداسة البابا فرانسيس إلى الدولة في شهر فبراير 2019 تلبية لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتؤكد جهود دولة الإمارات في ترسيخ قيم السلام العالمي والتعايش، وتسلط الضوء على السياسة المنفتحة التي تنتهجها الدولة وقيادتها الحكيمة والتي اعتبرها البابا فرانسيس مثالاً يحتذى تنبع من التسامح واحترام الغير، وحرية ممارسة الأديان. وتسهم مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون في ترجمة هذه الرؤية عبر إثراء الرؤية الثقافية الطموحة لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات، من خلال الفنون وتحفيز الوعي الثقافي، وتنمية المعرفة وترسيخ قيم الحوار الثقافي والتبادل المعرفي، والتعريف بمنجز الإمارات ونهضتها الخلاقة، ضمن الركائز الثلاث التي عملت المجموعة من أجلها منذ البداية: «المعرفة والابتكار»، «الاستثمار في الشباب»، و«حوار الثقافات»، هذه الركائز القائمة على القيمة الفضلى للتسامح تجسّد رسالة الإمارات في تسامح الرسالات وتتقاطع معها، فالثقافة في جوهرها رسالة لقاء وتعارف وتقارب بين الشعوب، تلعب دوراً محورياً في نشر قيم الاعتدال وقبول الآخر، تجعل الإنسان متسامحاً مع نفسه ومع غيره، والمثقف يسهم في إرساء وترسيخ قيم التعايش الإنساني التي عرفتها مجتمعاتنا منذ القدم، فأصبحت قيم التسامح والتعايش الإنساني جزءاً لا يتجزأ من الثقافة الإماراتية. وتنظم مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون سنوياً فعاليات مهرجان أبوظبي، منصة الحوار العالمي للثقافات على أرض الإمارات، بفضل حرص القيادة الرشيدة والدعم الكريم المتواصل من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورؤية سموه بأن: «رسالة الإمارات هي التسامح والسلام والتنمية والبناء والصداقة والتعاون والتعايش الإنساني». ويأتي مهرجان أبوظبي في دورته السادسة عشرة لعام 2019 ليُترجم إيمانه المطلق بالتسامح أداة حوار حضاري عبر المشاركة العالمية لدول بينها دولة كوريا ضيفة شرف المهرجان، فرنسا، الولايات المتحدة، تونس، روسيا، لبنان، المملكة المتحدة، سوريا، ألمانيا، فلسطين، إسبانيا، إيطاليا، لاتفيا، ولختنشتاين، ويرسل رسالة محبة وسلام من دولة الإمارات للعالم مفادها أننا شعب يحب الثقافة والفنون ويشجع الإبداع والانفتاح، ويدفع باتجاه الحوار البناء الذي يجمع الناس جميعاً لأنهم إخوانٌ في الإنسانية أولاً. كما يؤكد المهرجان في دورته السادسة عشرة التزامه بتعزيز مكانة أبوظبي كعاصمة عالمية للفنون، ومركزاً للثقافات، يواصل استقطاب أفضل العروض العالمية وتقديم أفضل ما لدى الإمارة إلى العالم، مجدداً التزامه بالارتقاء بذائقة النشء الجديد للفنون والثقافة، وتكريس روح الإبداع وحب الجمال في نفوس الشباب، فالإنسان الذي يتذوق الفنون والموسيقى إنسان متسامح يحب من حوله ويرى الخير في كل إنسان. نؤكد في «عام التسامح» دور مهرجان أبوظبي كمنصة للتسامح ومنبر للحوار، يمدُّ جسور التلاقي ليعبرها كبار الفنانين والمبدعين والمفكرين إلى أبعد ما يمكن لنخلق معاً فرص اللقاء الإنساني، ونفتحَ مساقاتٍ جديدةً للفكر والثقافة والفنون، في هذا العام، الذي يشكّل امتداداً لعام زايد، نستلهم من موروث والدنا وقائدنا زايد، طيب الله ثراه، هذه المحبة التي اجتمعت عليها الديانات، والتقت عندها العقائد والأفكار، المحبة التي تعزز انتماءنا للأسرة الإنسانية الواحدة، الأسرة التي حمل لواءها قداسة البابا فرانسيس، وهو القائل: «في الأسرة، وبين الإخوة، يتعلم المرء التعايش البشري، ويتعلم كيف يتعايش في المجتمع. وربما نحن لا نعي دائماً هذا، لكن الأسرة هي التي تُدخل الإخوّة في العالم»، فأهلاً بك بين أسرتك في إمارات زايد، أهلاً بكَ بيننا.
مشاركة :