يتحدى عدد من المزارعين في الأحساء، قساوة برد الشتاء في الصباح الباكر، ليخرجوا إلى مزارعهم حاملين أدواتهم، تأهباً لاستخراج «الجذب» من بطن النخيل، باعتباره غذاء صحيا، أثبتته العديد من الدراسات البحثية والطبية.ويعتبر الشتاء موسم إعمار النخيل وبناء رحلتها التمرية لعام إنتاجي جديد، مما يضطر بعض المزارعين للاستغناء عن بعض النخيل، نظراً لعدم مناسبة مكانتها أو غير المستفاد منها بسبب قلة إنتاجها أو لعمرها الطويل، ولأن النخلة كريمة بعطائها ومكونتها، فيتم الاستفادة من جميع مكوناتها، واستخراج ليف النخل والسعف.ويبقى لب النخلة أو ما يسمى بـ «جمار النخل أو الحيب» الأكثر طلبا لدى أهالي الأحساء، نظرا لما يختزنه الجذب من فوائد صحية كبيرة لاحتوائه على الفيتامينات والبروتينات والأملاح، ولطعمه اللذيذ والطري والخفيف على المعدة.ويعتبر الفلاح الأحسائي «نايف العريفي» أحد المهتمين بمهنة الجذابة لأكثر من 24 عاماً، وتوارث هذه المهنة عن والده مع إخوانه، ليزداد نشاطه خلال الشتاء من كل عام، والذي يجد فيها مصدراً لرزقه، ذكر لـ «اليوم» أن مهنة الجذابة اشتهر بها كثير من الفلاحين في الأحساء، نظير ما تعطيه النخلة من خيرات كثيرة، التي لا تقتصر على إنتاج التمور فقط، فهناك السعف والجذوع والعذوق التي يستفاد منها في العديد من الصناعات اليدوية، في حين نحن نقوم باستخراج الجذب او لب النخلة كطعام لذيذ ومفيد.وبين المزارع العريفي: «استخراج الجذب يأتي بعد جهد كبير، باستخدم آلة الهيب والمنجل، حيث يبدأ العمل مع بداية قطع النخلة، والعمل على تجذيبها، بعد ذلك تتم عملية الخفاف، وهي نزع الليف من جوانب رأس النخلة، ثم عملية التصفية وفرز الكرب عن الجذب، ثم تتم عملية التقذيل للتنظف وتقدم للزبون جاهزة».في حين تفننت الأسر الأحسائية في طرق تناوله وطبخه، فمنهم من يستخدمه مع السلطات، وبعضهم يقومون بطبخه مع الخضار أو الشوربة، وهناك من يقوم بعمله عصيرا باردا.وأكدت دراسات بحثية فوائد تناول الجذب كونه غنيا بعناصره المعدنية والحيوية من الفيتامينات والبروتينات والأملاح بأنواعها والسكريات الصحية الملائمة لجسم الإنسان، فهو يعالج بعض أمراض البطن والسمنة، كما أنه طارد للكآبة ويروي الجسم ويطفئ العطش ويبرد على الأمعاء، ويقوي الجسم ويجدد نشاطه وحيويته، كما أنه يقوي الأسنان واللثة والبصر.ويستخدم جذب النخيل في العديد من طرق تناوله فبعضهم يستخدمه مع السلطات ويمكن أيضا إضافته إلى الشوربة والخضار وأنواع الرز المختلفة، كما يقوم البعض بخلطه مع الفواكه كعصير.