أصدرت دار بتانة طبعة جديدة من رواية "حجر الخلفة" للروائي أسامة حبشي، لتكون ضمن الإصدارات المعروضة في جناحها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في يوبيله الذهبي.إنها رواية ألغاز بلا شك، لكنها مع ذلك تزخر بأفكار مثيرة للجدل، وبالتالي فإنها مستفزة، خصوصا وأن هذا النوع من الروايات ذات الطابع الفلسفي، إذا جاز التعبير، يندر وجوده الآن في ظل سيل منهمر من الروايات التي تشتبك مع الراهن بواقعية تكاد أن تكون تسجيلية، أو تسرد محطات من سيرة الكاتب ويومياته، أو تستدعي الماضي، سواء القريب منه أو البعيد، عبر أحداث معروفة وموثقة سلفا.ورغم المتاهة الحلزونية، التي يزخر بها هذا العمل، المهدى إلى خوان رولفو وايتالو كالفينو، يجد القارئ أنه ليس من الصعب على قراءة متأنية أن تصل إلى أن راهن مصر هو موضوع رواية "حجر الخلفة"، التي صدرت طبعتها الأولى عام 2014 في سلسلة "إبداعات الثورة"، عن الهيئة العامة لقصور الثقافة- وأن هدفها هو التبشير بمخلص على طراز فرعوني، وتحديدًا من عينة رمسيس الثالث، ذلك الملك المحارب، ليبيد "الغزاة"، الطامحين إلى تغيير هوية البلد، في مستوى واقعي لا يخلو من فانتازيا، على أن يتولى "ألف و"نون" إبادة الجنس البشري ليعودا بكوكب الأرض إلى ما كان عليه قبل "غزو" آدم وحواء، في بعد أسطوري مغرق أيضًا في الفانتازيا، أو الجموح الفني.إذن نحن بصدد عالمين رئيسيين متداخلين، شاء المؤلف أن يغلفهما معا بطابع أسطوري جامح يخصه، وإن كان يتماس مع أساطير بني الإنسان من مختلف الملل والحضارات.
مشاركة :