تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة لاستقبال البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، في فبراير المقبل.وقال وزير التسامح الإماراتي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إن الزيارة البابوية الأولى على الإطلاق لشبه الجزيرة العربية، ستساهم في بناء الجسور، في وقت تتزايد فيه النزعة القومية والانعزالية في جميع أنحاء العالم.وبحسب المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، فقد تحدّث الشيخ نهيان بن مبارك مع وكالة "اسوشيتد برس"، قبيل زيارة البابا فرنسيس، من 3 وحتى 5 فبراير المقبل، إلى دولة الإمارات، حيث الإسلام هو الدين الرسمي، ومن المقرر أن يجتمع البابا مع رجال دين مسلمين بارزين وشخصيات دينية متعددة في لقاء بين الأديان في أبوظبي سيحمل عنوان "لقاء الاخوّة الانسانية"، وسوف يحتفل بالقداس مع المسيحيين الذين يعيشون في المنطقة. وتم تعيين آل نهيان، ثاني وزير تسامح في البلاد، عام 2017، بعد الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وهو واحد من العديد من المناصب الحكومية الفريدة التي تم إنشاؤها في السنوات الأخيرة، إلى جانب وزراء دولة من أجل السعادة والذكاء الاصطناعي والشباب.وأشار إلى أن وزارته تهدف لبناء الجسور وكسر الجدران التي "يحاول بعض الناس إقامتها، والاختباء من ورائها"، مؤكدا أنه مكلّف للتواصل مع المقيمين في الإمارات، من مختلف الأديان والخلفيات، كي يشعروا بالأمان والاحترام.وأضاف آل نهيان متحدثًا من مجلسه في أبوظبي، وهو عبارة عن مساحة للاجتماعات التقليدية، تضم السجاد والمنسوجات الجدراية الكبيرة: "إن تعريفنا للتسامح هو فهم الآخر، والتحدث بعضنا مع بعض، وفي نفس الوقت الاحتفاظ باختلافاتنا الخاصة، واختلافاتنا، سواء كانت في دياناتنا أو ثقافاتنا أو عاداتنا، هي فسيفساء جميلة".وأردف آل نهيان، إن زيارة البابا تسلّط الضوء على انفتاح الإمارات على المواطنين من جميع أنحاء العالم، وخلال زيارته المنتظرة، من المقرّر أن يلتقي البابا فرنسيس بالشيخ أحمد الطيب، الإمام الأكبر للأزهر، المؤسسة الدينية الأولى في الإسلام السنيّ في مصر، إضافة إلى العديد من الشخصيات الدينية الأخرى. ولفت إلى أنه يتوقع أن يختتم اللقاء بإعلان سيكون بمثابة خريطة طريق للأديان المتعددة، "للعمل على خلق عالم أفضل"، مضيفا "إنها أقوى رسالة نبعث بها لأولئك الذين يحاولون تقسيمنا، ولأولئك الذين يخلقون انعدام الثقة بيننا".وتابع آل نهيان: "الجهود المبذولة لتقييد بعض الجماعات والسيطرة على المساجد موجودة، لضمان الحماية من الأفكار المتطرفة، من قبل الأشخاص الذين يرغبون في تقديم أجندتهم الخاصة، واختطاف ديننا وتشويهه، وإن لم تتم السيطرة على هذا، سيكون هناك وضع أسوأ".كانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد أعلنت عام 2019 عاما للتسامح. وتم تشجيع القطاعين العام والخاص على التمسك بمبادرة الدولة هذه، والتي تدوم عامًا كاملًا بغية تعزيز البلاد كمنارة للتسامح، حيث يعيش فيها حوالي 200 جنسية وتعمل بسلام. وتتألف الدولة من اتحاد يضم سبع إمارات، بما فيها مدينة دبي الصديقة للسياحة. وتقع البلاد على الجانب الشرقي من شبه الجزيرة العربية، ويقطنها حوالي 9 ملايين نسمة، (حوالي 8 ملايين منهم من الأجانب المقيمين).وحول تقييد بعض الجماعات ومراقبة المساجد في الدولة، ويضمن دستور البلاد حرية ممارسة العبادات الدينية، بشرط ألا تتعارض مع السياسات العامة، أو تنتهك الأخلاق العامة. كما تحظر القوانين التمييز، أو إساءة استخدام أي ضريح مقدّس، أو إهانة لأي دين. ويشكل الهنود أكثر من ثلث سكان الإمارات، مع وجود حوالي 3.3 مليون شخص يقيمون في البلاد. وهناك معبد هندوسي في دبي، وآخر كبير يبنى في أبوظبي على أرض تبرّع بها حكام البلاد. كما تعد الإمارات موطنًا لحوالي مليون كاثوليكي، من ضمنهم مجموعة كبيرة من الفيلبين. وإضافة إلى الكنائس الكاثوليكية، هنالك العديد من الكنائس في الإمارات التي تنتمي لكنائس مسيحية متعددة، ومعبد للسيخ، ومساحة للعبادة اليهودية.
مشاركة :