محمود الزاهي – أخيراً، وبعد طول انتظار، ستدخل الكويت عصر العدادات الذكية، وبعد انتهاء وزارة الكهرباء من تركيب 5 آلاف عداد تجريبياً، ينتظر إعطاء الأمر بتشغيلها في الأعياد الوطنية المقبلة. وسيطرح الجهاز المركزي للمناقصات خلال أيام أولى المناقصات الخاصة بـ300 ألف عداد ذكي أمام الشركات المتنافسة، وذلك بعد أن ردت وزارة الكهرباء والماء على استفسارات الجهاز بشأن المناقصة، وتحتاج البلاد إلى 400 ألف عداد أخرى. وتعود فكرة العدادات الذكية إلى ما قبل الغزو، إلا أن التنفيذ واجه الكثير من التحديات والعقبات التي أخرت هذا التحول طوال العقود الماضية، حتى وقّعت «الكهرباء» في مايو 2017 عقد المنظومة الذكية مع شركة زين والذي يختص بتركيب البنية التحتية (نظام الإرسال والاستقبال) المسؤول عن تشغيلها. مناقصة التوريد وقال وكيل وزارة الكهرباء والماء م. محمد بوشهري إن الجهاز المركزي للمناقصات أبلغنا الأسبوع الماضي بموافقته على طرح مناقصة لتوريد 200 ألف عداد ذكي للكهرباء و100 ألف للمياه. ولفت في تصريح لـ القبس إلى أن عقد تشغيل وتطوير منظومة العدادات الذكية الموقّع مع شركة زين يتضمن تركيب 5 آلاف عداد ذكي في القطاعات المختلفة، وبالفعل تم تركيب تلك العدادات، وسيتم تدشين تشغيلها في الأعياد الوطنية لتجربة المنظومة الذكية وطرق استقبال القراءات ومعرفة أي مشاكل مستقبلية تخص العدادات الذكية. وأضاف أن الوزارة تراهن على مشروع العدادات الذكية لتحقيق العديد من الفوائد للوزارة وللمستهلك في آن واحد، أهمها الخدمات المتطورة تكنولوجياً، انطلاقاً من أن القراءات ستكون إلكترونية، مما يعني إرسالها للوزارة بشكل آني، مما يعني كذلك انتفاء الحاجة إلى وجود قارئ العدادات. نمط الاستهلاك وأوضح أن من بين المزايا كذلك التحكم في نمط الاستهلاك، إذ سيكون بإمكان مستقبل الخدمة متابعة استهلاكه أولاً فأول من خلال هاتفه النقال عبر ربط العداد والقراءات الصادرة عنه بالهاتف الذكي، وفي الوقت ذاته ستحصل الوزارة أموالها بشكل فوري لأن العدادات ستعمل بنظام الدفع المسبق. وأكد أن الوزارة ستقوم عند التنفيذ بحملة إعلامية واسعة لبيان كيفية الدفع المسبق لتلك العدادات التي سيتم تركيبها في القطاعات المختلفة، ومنها السكن الخاص والاستثماري والقطاع التجاري وغيرها، مشيراً إلى أن فكرة الدفع المسبق تعني أن المستهلك لن يحمل هم الفاتورة المفاجئة. ويرى بوشهري أن من بين المزايا كذلك تمكين الوزارة من إجراء احصائيات سريعة لنمط الاستهلاك في كل قطاع لتقديمها لصانع القرار، مما يسهم في التخطيط لادارة الشبكة الكهربائية بشكل أفضل. ترشيد الاستهلاك لفت محمد بوشهري إلى أن النظام سيكون له أثر غير مباشر يتعلّق بالترشيد، نتيجة قيام المستهلك بالدفع الفوري، وهو ما سيدفعه إلى تقليل الاستهلاك، ومن المعروف أن ترشيد %1 فقط من الاستهلاك يعني توفير ملايين الدنانير سنوياً على ميزانية الدولة. 700 ألف عداد ذكر بوشهري أن الوزارة تحتاج إلى ما لا يقل عن 700 ألف عداد للكهرباء والماء لتغطية احتياجات البلاد في القطاعات المختلفة، وهذا العدد تحتاج الوزارة إلى تركيبه بين عامين إلى 4 أعوام، لتصبح الشبكة بالكامل قائمة على العدادات الذكية. وشدد على أن العداد الذكي سيسهل التحصيل، ولكنه لن يلغي مكاتب شؤون المستهلكين، كون تلك المكاتب لها وظائف عدة بخلاف التحصيل.
مشاركة :