أحداث مؤلمة.. عواصف.. حروب مدمرة، تغيرات في الموازين والتحالفات العالمية، أعداء الأمس قد يصبحون أصدقاء الغد، كل تلك الأحداث والمتغيرات التي تجتاح العالم، والتي من شأنها أن تصيب الأفراد وتعكس مرارتها وقسوتها وتصيبنا بالملل والشلل، تستدعي وقفة وجرعة من الثقة واليقظة والحذر، وبث روح الأمل في النفوس، فتلك الخريطة السوداوية من شأنها أن توقف نبض الحياة. وعلى الجانب الآخر، علينا أن نصوب أنظارنا وعقولنا إلى الحذر واليقظة والحفاظ على مكتسباتنا التي تتحقق وتحققت عبر أجيال في تفعيل والالتزام بدولة القانون، فالدولة تقوم على العدالة وحكم دولة القانون، والقانون وليس غيره، ولا أحد فوق القانون. وهنا تتحقق العدالة، وهذا ما نادى به كل شريف، وعلى رأسهم أمير دولة الكويت قولاً وفعلاً. لنخفف من تصوير وتشويه صورة الوطن الجميل ونظهر للعالم وكأن معظم أفراد المجتمع فاسدون، صحيح أننا لسنا «دولة الملائكة»، إلا أن كل مخطئ بحق هذا الوطن وكل خارج عن المسيرة الخيرة لا بد أن يخضع للقانون، وهنا تتحقق العدالة الاجتماعية بأرقى معانيها. الضمير الحي والإيمان بغد افضل هما ما نصبو إليه. لنظهر تلك الصور المشرقة والمشرفة، الشباب وإنجازاته الرائعة في كل مجال، المخترعون والمخترعات، التطوع في كل موقع، المؤسسات التي تساند الدولة في اصقاع العالم، وأجيال حفروا بالصخور وجابوا أعماق البحار، وغشت عيونهم رمال الصحراء القاسية، مرحلة البناء الكبرى لوطن يرنو إلى أن يحتل الصدارة، والصدارة هي أن ننعم بمكتسبات ما تحقق للبشر لا للحجر، وقد كان! مع التطور الحضاري وتغيرات ضربت العالم من أقصاه إلى أقصاه، ونحن جزء من هذا العالم، أصابنا ما أصاب العالم من تغيرات، نجاحات وانكسارات تقدم وتأخر، كان له الأثر الكبير في الأفراد كافة، ومع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، كان لابد من وقفة وجرعات من الثقة للحفاظ على المواثيق والعهود، لا لتشويه وجه الوطن، الذي بُني على هذا الأساس، فالمراقب اليوم على الشكوى الدائمة، فليس كل الأفراد هم فاسدون فالفاسد فاسد، والسارق سارق، والمخالف مخالف، لا يمكن أن يفلت من قبضة العدالة المتمثلة في أن يعكس صورة مشرفة ومشرقة والأكثر إشراقاً هو تبوؤ الكويت موقع ومركز العمل والنشاط الإنساني فخراً واعتزازاً، والقضاء على كل السلبيات التي من شأنها أن تعيق مسار عجلة التطور والتطوير، وهذه أمانة وتحقيق للعهود والمواثيق لعبور معارج الطريق، لا بالشكوى ولا بالاستجوابات، ولا بالاستفزازات، فهناك القانون والامتثال لدولة القانون، وهناك الرقيب والمراقب الدائم، وهو الضمير ووازع الضمير الحي. فاطمة عثمان البكر
مشاركة :