إعداد: بنيمين زرزور عاشت مؤشرات الأسهم العالمية أسبوعاً «مغلقاً» إذا جاز التعبير، بعدوى الإغلاق الحكومي الأمريكي حيث لم تنفع نتائج الشركات التي جاءت متوافقة مع التوقعات أو تجاوزتها، في الحد من تأثير الاضطراب السياسي في واشنطن الذي أضيفت إليه نهاية الأسبوع خيبة أمل المفاوضات التجارية بين بكين وواشنطن. كانت تداولات الأسبوع الماضي انطلقت وسط جو من التفاؤل بعد انفراج في المفاوضات حيث أعلنت الصين عن استعدادها لزيادة وارداتها من الولايات المتحدة إلى نحو تريليون دولار لسد فجوة العجز في الميزان التجاري، وأشاعت تلك الأنباء جواً من التفاؤل منح الأسهم العالمية فرصة لتحقيق مكاسب جيدة. وجاءت نتائج الشركات خلال الأسبوع لتلعب دور المحفز لاستمرار النشاط والمكاسب إلا أن رياح السياسة غير المواتية لم تسعف الأسهم في الرهان على أداء اقتصادي أفضل على مستوى العالم في ظل التشاؤم الطاغي على الأجواء. وتنازعت السياسة ونتائج الشركات دور المحفز والمثبط خلال الأسبوع لتنهي الأسهم العالمية على لا شيء، فقد نجحت بعض المؤشرات في الإفلات من الخسائر على مدار الأسبوع وسط بيئة غير مستقرة، لكنها لم تحقق مكاسب تذكر حيث جاءت في أحسن الأحوال أقل من نصف بالمئة كما هو الحال في مؤشر داو جونز ومؤشر ناسداك، حيث بلغت مكاسب الأول 0.12% ومكاسب الثاني 0.11%، وهو ما يعد مكسبا أقرب للخسارة، أما مؤشر «إس أند بي500» الذي يراهن المستثمرون على صموده فوق 2600 نقطة كحد توازن حرج يتم الحكم على المستقبل من خلاله، فقد تراجع بنسبة 0.22% مستقرا عند 2664.76 نقطة ومتفردا في الخسائر في «وول ستريت». كان لافتا تراجع الأسهم الأوروبية خاصة مؤشر «فاينانشل تايمز100» في لندن الذي تصدر قائمة الخاسرين وتراجع بنسبة 2.28% مستقرا عند 8609.22 نقطة، ولم تنفع معه مكاسب قطاع التقنية التي كانت مشجعة جدا، وسط حالة من القلق المتصاعد بشأن مصير الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي حول الخروج المنتظر والذي يجب أن يستكمل قبل 31 مارس/آذار، وزاد من شدة التوترات دخول ملكة بريطانيا على خط السياسة البريطانية لأول مرة موصية بالهدوء والتوافق بعد رفض مجلس العموم الاتفاقية التي تقدمت بها رئيسة الوزراء وتلاها تصويت على الثقة بها، أما مؤشر داكس الألماني فازدادت عليه الضغوط في ظل حالة عدم اليقين السياسي وتراجع حجم الصادرات وسط القلق المتزايد من العلاقة مع الصين في ظل تردي أوضاع الشركات الألمانية الناشطة هناك، لينتهي على مكاسب بنسبة 0.68% عند 11281.79 نقطة. في آسيا منحت القرارات التحفيزية التي أصدرتها الحكومة الصينية الأسواق بعض القوة لتعينها على الإفلات من اللون الأحمر، إلا أن بيانات الاقتصاد التي كشفت عن تراجع النمو إلى ما دون 7% لأول مرة منذ ثلاثين عاما، حرمت الأسهم من تلك القوة لتبقى التداولات ضعيفة، وقد أنهى مؤشر شنغهاي المركب على صعود طفيف مماثل لمكاسب وول ستريت حيث ارتفع بنسبة 0.22% وأغلق عند 2601.22 نقطة، بينما ارتفع مؤشر نيكاي بنسبة 0.52% مغلقا على 20773.76 نقطة. استفاد النفط من التوترات السياسية في فنزويلا وسط مخاوف من وقف إنتاجها، لتحقيق بعض المكاسب بنهاية الأسبوع لكنه لم يفلت من التراجع. وأنهى الخام الأمريكي الخفيف أسبوعه على تراجع بنسبة 0.2% لأول مرة منذ أربعة أسابيع مستقرا عند 53.69 دولار للبرميل، بينما تراجع خام برنت بنسبة 1.6% لأول مرة أيضا منذ أربعة أسابيع مستقرا عند 61.70 دولار. «يو.بي.إس» تحذر من أزمة سيولة قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «يو.بي.إس» إن الافتراضات بشأن السيولة العالمية خاطئة، معتبراً أنه يمكن أن يتجمد نشاط السوق بشكل سريع. وقال سيرجيو إرموتس في حلقة نقاشية لشبكة «سي.إن.بي.سي» الأمريكية بمنتدى الاقتصاد العالمي في دافوس، أول أمس الجمعة، إن الموجة البيعية بأسواق الأسهم خلال ديسمبر كانت بسبب التقارب بين مخاوف الاقتصاد الكلي والمخاوف السياسية، وأضاف أن الافتراض المتداول بشأن توافر السيولة القادرة على التدخل لتخفيف التوترات هو افتراض خاطئ، قائلاً: «السيولة يمكن أن تتجمد بسهولة مثل المياه في دافوس».
مشاركة :