فرنسا تتحول لدولة حركات.. انقسام الشارع بين سترات صفراء وزرقاء وأوشحة حمراء

  • 1/28/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في ديسمبر الماضي، اجتاحت تظاهرات "السترات الصفراء" شارع شانزلزيه في العاصمة الفرنسية باريس، والتي أصبحت محور حديث الإعلام العالمي، وامتدت إلى عدة عواصم حول العالم، فشاهدنا "السترات الصفراء" في صربيا وبلجيكا وإسرائيل وتركيا وهولندا وسويسرا وغيرها.وكما ألهمت السترات الصفراء العديد من الحركات التي حذت حذوها، ألهمت أيضا بخروج حركات مضادة لها، فمثلما كانت مطالبها مقبولة وشرعية، إلا أن ما قدمته من عنف كان محل استنكار كبير، خاصة بعدما أبدت حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون تراجعا في موقفها المتعنت، وكما أدين عنف الشرطة الفرنسية تجاه المتظاهرين، إلا أن عنف "السترات الصفراء" لم يتوقف حين توقف عنف الشرطة، كما امتد عنف المتمردين ليصيب أصحاب محال ومواطنين ليس لهم أي ذنب.ونظم المئات في باريس، اليوم الأحد، مسيرات سميت بـ"الأوشحة الحمراء" و"السترات الزرقاء" و"توقفوا"، للمطالبة بوقف حركة السترات الصفراء.وترى الحركات الجديدة أن "السترات الصفراء" أضرت اقتصاد البلاد بشكل كبير وكلفت دافعي الضرائب ملايين اليوروات، بإغلاقها الشوارع في العاصمة ومدن أخرى لمدة 11 يوما متتالية، وأنها أسوأ أعمال شغب في باريس منذ عقود.وبحسب تقرير قناة "فرانس 24"، تندد الحركات بـ"السترات الصفراء" باستخدام شعارات مثل "كفى"، و"انهوا العنف".وأشارت القناة إلى أن انطلاق تلك الحركات جاء في البداية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن مع استمرار صدامات "السترات الصفراء" في العام الجديد، رتبت تلك الجماعات صفوفها ونظمت احتجاجها الأول، بعد يوم من تظاهرات "السترات الصفراء" الأخيرة تحت شعار "السبت الحادي عشر". والتي شهدت اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين.وقالت الحركات في بيان مشترك لها "نحن ندين المناخ التمردي الذي نفذته السترات الصفراء، كما نرفض التهديدات والإساءات اللفظية المستمرة التي تعاني منها السترات غير الصفراء".الأوشحة الحمراءيوم السبت، أكد ما يقرب من 10 آلاف شخص على الاشتراك في "المسيرة الجمهورية للحرية"، وقال 27 ألفا آخرون إنهم مهتمون بالذهاب، عبر صفحة الحدث على "فيسبوك".ظهرت "الأوشحة الحمراء" للمرة الأولى في نوفمبر الماضي، كمجموعة على "فيسبوك"، أنشأها كريستوف فيرنر من منطقة فوكحلوز بحنوبي فرنسا، وقال فيرنر إنه أنشأ هذه المجموعة لأن المواطنين الفرنسيين يعاقبون في كل يوم. "اليوم، يخشى الكثير من الناس مغادرة منازلهم والسير في الطرقات للذهاب إلى وظائفهم.السترات الزرقاء:أُسس الخبير القانوني لوران سيجنس، 36 عاما، حركة "السترات الزرقاء"، التي انطلقت عبر "تويتر"، في نوفمبر، للاحتجاج على "الحصار والعنف والقيود غير العادلة على حرية الدخول والخروج، والهجوم على حرية الرأي "فأنت إذا لم تكن من السترات الصفراء فأنت إذًا من الأثرياء أو ربما أسوأ".قال سيجنس الذي يزعم أنه يجني أقل من 1650 يورو شهريا، ويعيش في السكن الاجتماعي، إنه أنشأ المجموعة الأولى على الرغم من أنه يعيش الظروف نفسها التي يعيشها الكثير من مؤيدي "السترات الصفراء"، إلا أنه لا يتفق معهم في أساليبهم أو مطالبهم.حركة توقفواأنشأ مهندس الطيران لوران سولي البالغ من العمر 51 عاما مجموعة "توقفوا"، في منتصف ديسمبر، ليقول للسترات الصفراء بعد 6 أسابيع وللفرنسيين الذي صمتوا لهذه المدة "يكفى هذا ..توقفوا".وقال سولي إنه يرى إنشاء المجموعة أمر ضروري لأن احتجاجات "الصدامات الصفراء" لم تهدأ على الإطلاق رغم التنازلات التي قدمتها الحكومة لتلبية بعض مطالبهم.وأضاف: لدي منزل يحتاج إلى طبقة طلاء جيدة ، لقد كنت أقود السيارة نفسها لمدة 12 عامًا، وأفحص حساباتي في نهاية كل شهر للتأكد من عدم تجاوزها.وقالت كارولين جارسين، 41 عاما، وهي ممرضة سابقة من مدينة مونبيلييه وتعيش على مخصصات العجز بسبب إصابتها بالصمم، إنها قررت الانضمام إلى "الأوشحة الحمراء" بعد أن أساء أنصار "السترات الصفراء" إليها، لأنها لم تكن ترتدي سترة صفراء: "شعرت أنني بمفردي في هذا العالم في مواجهة هذه الموجة من الكراهية.. بعد انضمامي إلى "الأوشحة الحمراء" وجدت فرنسا مستنيرة وهادئة ومحترمة.وأكدت أنها على الرغم من أنها تفهم الإحساس بالظلم الاجتماعي والضريبي لكنها ترفض أن يتخذوها كرهينة، ومن غير المقبول أن تدعم قضية تدعو إلى الإعدام دون محاكمة.

مشاركة :