شاهد: الألغام خطر يهدد الحياة اليومية للسكان في شرق أوكرانيا

  • 1/28/2019
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

يعد شرق أوكرانيا، أحد أخطر مناطق العالم بالنسبة للمدنيين، بسبب الألغام الأرضية، وغيرها من المتفجرات التي خلفتها الحروب والصراع الأخير الدائر منذ سنوات. ليديا كوروليوفا، مواطنة من شرق أوكرانيا قالت لنا عن مشاهداتها: "كان لامعا ورقيقا مثل شعرة، لكن الشمس ساعدتني على رؤيته. كنا على علم بذلك، وقيل لنا إن علينا تجنب المشي هناك. لكنني ذهبت مع أشخاص آخرين".ميكولا زادوروزنيا وزوجته من شرق أوكرانيايورونيوز/ ناتاليا ليوبتشينكوفا ما رأته ليديا التي تعيش في منطقة دونيتسك، عندما كانت تحاول جمع الفطر مع أصدقائها ذلك اليوم كان "سلك مصيدة متفجرة"، لو أنها لمسته لانفجر. صحيح أن السيدة نجت لكن الكثير غيرها خانهم القدر. إذ تؤكد عدة مصادر، أنه منذ بداية الصراع في شرق أوكرانيا، في عام 2014، قتل أو جرح أكثر من 1700 شخص بسبب بقايا المواد المتفجرة. الأطفال والمراهقون أثناء اللعب وكذلك السكان المحليون عندما يجمعون الفِطر أو الحطب معرضون إلى هذا الخطر. ميكولا زادوروزنيا، مواطن محلي أخبرنا قائلا: "كنت أزرع بذور عباد الشمس، وأراقب الآثار التي تتركها عجلات الآلة على الأرض، عندما لاحظت صاروخا بطول سبعين سنتمترا. كان موجودا بين الخطين الذين خلفتهما آلة البذر. بعدها جاء مختصون وأخذوا صورا له، وتمت إزالته في اليوم التالي".ماذا يحصل عند العثور على لغم ؟يورونيوز/ ناتاليا ليوبتشينكوفا السكان المحليون يتصلون بخبراء منظمة هالو تراست عند العثور على أجسام مشبوهة. إذ تعمل حاليا في شرق أوكرانيا ثلاث منظمات دولية غير ربحية لإزالة الألغام . مراسلة يورونيوز، ناتاليا ليوبتشينكوفا ذهب إلى أحد حقول إقليم دونيتسك بشرق أوكرانيا لتتابع مراحل عملية نزع الألغام التي تجري. مارينا لانتوخ، مديرة اتصالات من منظمة هالو ترست أخبرتها : "هذا مكان جيد لمراقبة حقل الألغام. وهناك يوجد المخبأ المستخدم لحماية طاقمنا، فضلا عن كونه نقطة طبية لخبراء نزع الألغام والطواقم الطبية وقائد الفريق، وغيرهم. يمكن أن نلاحظ أيضا الجرافة الحفارة المستخدمة في عملية تطهير الأرض". اقرأ أيضا:إجلاء أكثر من 20 ألف شخص في ألمانيا قبل إزالة قنبلة تعود للحرب العالمية الثانيةأوكرانيا : كيف يمكن مواجهة تهديد حقول الألغام؟ هذه المركبة المدرعة بإحكام، يقودها سائق لحفر المساحات التي كانت مناطق عسكرية في الماضي. ولأسباب أمنية لا يسمح لأي شخص بالاقتراب خلال هذه المرحلة من العمل. فعندما كانت كاميرتنا تلتقط الصور، توجب علينا أن نختبأ في الملجأ على بعد مئة متر من ذلك المكان. في الخطوة التالية تنقل الجرافة التراب إلى منطقة أخرى لتفحصه بدقة.شرق أوكرانيا، مخلفات المواد المتفجرةيورونيوز/ ناتاليا ليوبتشينكوفا وعلى الأرض يتأكد العاملون يدويا من خلوا المنطقة من أي ذخائر قابلة للانفجار أول ألغام أرضية مضادة للمركبات. عندما يطلق الكاشف صوتا للتنبيه، لابد من وضع علامة، والبحث عن الجسم الخطير. ولدى العثور على أي شيء يبلغ الخبراء مؤسسات الدولة التي تتكفل بعملية النزع. عُثر على هذه المخلفات المتفجرة في حقل آخر بمنطقة لوهانسك بشرق أوكرانيا أيضا. و قبل نحو ثلاث سنوات في هذا القطاع، انفجر مستودع يحتوي على ثلاثة آلاف طن ونصف الطن من الذخيرة، ما تسبب بخسائر في الأرواح ودمر آلاف المنازل والمباني. تجري عملية نزع الألغام هنا بطريقة خطية، حيث ينظف القطاع تلو الآخر، بعمل دؤوب يتطلب الصبرَ وتحملَ البرد والريح. ويمكن لكل خبير ألغام أن ينجز مساحة تتراوح بين عشرة إلى أربعين مترا مربعا يوميا....دروس توعية للتعامل مع خطر الألغام توجد أنواع متعددة من المواد المتفجرة، وقد تكون أحيانا غير ملحوظة للعيان أو مخفية تحت أدوات أو ألعاب. لذا لا بد من توعية المدنيين وإعطائهم معلومات وافية عن المتفجرات التي تخلفها الحرب لحماية أرواحهم. في هذا اليوم التقى مختصون من مؤسسة سويسرية لنزع الألغام مع عمال في شركة للاستثمار الزراعي بالقرب من ماريوبول. بيتر زيباروف، المدير الإقليمي لشركة Agrotis: "لقد عثرنا على ذخائرَ في حقولنا، بعضُها خطيرةٌ جدا. لذلك كان من الضروريِّ تذكيرُ عمالِنا بما ينتظرُهم على الأرض. من أجلِ تجنبِ وقوعِ خسائرَ لا يمكن تداركها". يقول الخبراء إن أوكرانيا بعد انتهاء الصراع، تحتاج إلى خمس عشرة سنة من أجل تنظيف مخلفات الحرب من المواد المتفجرة. وهذه ليست إلا تقديرات، لأن منظمات نزع الألغام لا تستطيع أن تعمل بشكل مباشر عند الخط الفاصل أو المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون.

مشاركة :