ضغطت نتائج أعمال ضعيفة، وتوقعات لآفاق سلبية في محادثات التجارة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، بالإضافة إلى عدم الوضوح في قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، على مؤشرات الأسهم العالمية أمس، وفي ظل ذلك، طغى اللون الأحمر على معظم الأسواق في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. في بورصة نيويورك للأوراق المالية، تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية أمس ليفقد مؤشر «داو جونز» أكثر من 360 نقطة مع التركيز على نتائج أعمال الشركات، وكان قطاعا التكنولوجيا والصناعة أكبر الخاسرين في «وول ستريت»، كما قاد سهم «كاتربيلر» خسائر المؤشر الصناعي «داو جونز. وتراجع سهم «كاتربيلر» بنسبة 8.4% بعد أن سجلت الشركة الأمريكية أرباحاً بأقل من تقديرات المحللين خلال الربع الأخير من عام 2018، كما تهاوى سهم «نيفيديا» بأكثر من 17% بعد أن خفض الشركة توقعات الإيرادات إلى 2.2 مليار دولار من 2.7 مليار دولار مع تباطؤ الطلب خاصة في الصين. في حين جاءت خسائر الأسهم الأمريكية رغم توصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاتفاق مع الكونجرس يسمح بإعادة فتح الحكومة حتى 15 فبراير المقبل. وكانت الأسهم الأمريكية قد ارتفعت بنهاية تعاملات الجمعة الماضية، مسجلةً مكاسبها الأسبوعية الخامسة على التوالي. وتراجع «داو جونز» الصناعي بنسبة 1.46% أو ما يعادل 361.08 نقطة، ليصل إلى 24376 نقطة، كما انخفض «ستاندرد آند بوزر» بنسبة تزيد عن 1.30% مسجلاً 2636.6 نقطة، وهبط «ناسداك» بنحو 1.76% إلى 7068.3 نقطة. وفي القارة العجوز، انخفضت الأسهم الأوروبية أمس الاثنين مع تبدد التفاؤل الذي خلفه إنهاء إغلاق الحكومة الأمريكية، فيما يتأهب مستثمرون لأسبوع حافل يتضمن تصويتاً على الانفصال البريطاني ومحادثات تجارية صينية أمريكية وقراراً لمجلس الاحتياطي الاتحادي «البنك المركزي الأمريكي». ونزل مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.5% وتراجعت معظم البورصات والقطاعات إذ أضعفت المعنويات أنباء عن هبوط الأرباح الصناعية في الصين في ديسمبر/ كانون الأول للشهر الثاني على التوالي، حيث انخفض «كاك الفرنسي» 0.58%، وهبط «داكس» الألماني 0.59%، وفوتشي البريطاني 0.53%. وكان من أكبر الخاسرين سهم ألستوم الذي فقد 3.3% بعد أن قدمت المجموعة الفرنسية وسيمنس الألمانية تنازلات جديدة في مسعى لتهدئة مخاوف المفوضية الأوروبية بشأن الاحتكار والناجمة عن خطتهما لتأسيس شركة سكك حديدية أوروبية مشتركة. وفي آسيا، غلب اللون الأحمر على معظم مؤشرات القارة، فأغلق المؤشر شنغهاي منخفضا 4.75 نقطة تمثل 0.18%، فيما ارتفع مؤشر هونج كونج بشكل طفيف قدره 0.03%، في حين أغلق نيكاي الياباني منخفضا مع تضرر معنويات المستثمرين بفعل ارتفاع الين وهو ما أثر سلبا على السوق عموما، لكن الانخفاضات كانت محدودة بفعل إحجام المستثمرين عن تكوين مراكز كبيرة قبيل تقارير نتائج الربع الثالث من العام هذا الأسبوع. وأغلق سهم نيسان موتور منخفضا 0.8% بعد أن تراجع لأدنى مستوى خلال الجلسة عقب قول بلومبيرج نقلاً عن مصادر: إن شركة صناعة السيارات تواجه تحقيقا من لجنة الأوراق المالية والبورصات بشأن ما إذا كانت أفصحت بدقة عن مدفوعات مسؤولين تنفيذيين بالولايات المتحدة. وهبط نيكاي 0.6% ليغلق المؤشر القياسي عند 20649 نقطة. وتراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.7% إلى 1555.51 نقطة، مع هبوط 32 من بين 33 قطاعا فرعيا عليه. ويوم الجمعة، تلقت «وول ستريت» الدعم بعد إعلان اتفاق لإعادة عمل الحكومة الأمريكية بعد إغلاق طويل، لكن السوق اليابانية تجاهلت النبأ. تضررت المعنويات أيضا جراء ارتفاع الين 0.2% إلى 109.33 للدولار، وأمس، شهدت السوق الرئيسية تعاملات لم تزد على 1.87 تريليون ين. وانخفضت أسهم الشركات الكبيرة مثل مجموعة سوفت بنك التي تراجعت أسهمها 1.2% في حين نزلت أسهم تي.دي.كيه كورب 1.5%. وانخفضت أسهم نينتندو 2.9%، وهبطت أسهم سوزوكي موتور 3.3% بعد أن حققت ماروتي سوزوكي الهند، المملوكة بحصة أغلبية لسوزوكي، أرباحا تقل عن التوقعات في الربع الثالث، وتجاوز عدد الأسهم الهابطة تلك الصاعدة بواقع 1498 إلى 560. خسارة أمريكية متوقعة في يناير أكد بنك «جي.بي.مورجان تشيس» أن هبوط السوق الذي تسبب في محو كافة مكاسب الأسهم الأمريكية في العام الماضي، سيكون سمة متكررة في بيئة التداول. وقال الرئيس المشارك للبنك «دانييل بينتو» في مقابلة باجتماع منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس الأسبوع الماضي، إنه بمرور الوقت من المتحمل أن نرى مزيداً من أحداث السوق المتكررة، مثل التي حدثت في ديسمبر/كانون الأول الماضي. وكان مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» دخل منطقة السوق الهابط وسط تداولات ليلة الكريسماس بخسائر تتجاوز 20% من قيمته، مقارنة مع القمة الأخيرة المسجلة، كما أن الشهر الماضي كان أسوأ ديسمبر في تاريخ الأسهم منذ 1931 وسط مخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي. وقال «بينتو» إن هذا النموذج من المحتمل أن يكرر نفسه هذا العام بفعل النمو الاقتصادي المستمر منذ وقت طويل إلى جانب التغيرات في هيكل السوق، مما يجعلها عرضة لتحركات عنيفة ومفاجئة، وأضاف أن الناس يعلمون أننا نتجه نحو نهاية الدورة الاقتصادي الحالية، وبالتالي فإن عملية التصحيح ستعود للمستوى العقلاني.
مشاركة :