أعلنت شركتا سيمنز الألمانية وألستوم الفرنسية عن تنازلات جديدة في مسعى لإقناع المفوضية الأوروبية بالموافقة على شراكتهما التي ستؤدي إلى نشوء عملاق جديد في قطاع السكك الحديد. ووفقا لـ"الفرنسية" قالت "ألستوم" في بيان لها أمس إنها قررت مع "سيمنز" إدخال مزيد من التعديلات على الإصلاحات للرد على المخاوف التي أثيرت. غير أن البيان أضاف أن قيمة الأعمال التي تنوي بيعها لم يطرأ عليها أي تغيير وتبقى نحو 4 في المائة من إجمالي مبيعاتهما، وأن العرض الجديد يحافظ على القيمة الصناعية والاقتصادية للصفقة. اعتبرت خطة الاندماج، التي كشف عنها في أيلول (سبتمبر) 2017، خطوة دفاعية في وقت يعتزم فيه العملاق الصيني "سي.آر.آرس.سي" التوسع في السوق العالمية. وفيما سينشأ عن اندماج "ألستوم- سيمنز" مع عمليات في 60 دولة ورقم أعمال سنوي يبلغ 15.6 مليار يورو (17.8 مليار دولار)، لا يزال ذلك لا يقارن بعائدات الشركة الصينية البالغة 26 مليار يورو. وما زالت "سيمنز" متمسكة بعدم التخلي عن الجيل القادم من تكنولوجيا السرعة الفائقة لضمان الحصول على الضوء الأخضر من الاتحاد الأوروبي. ورغم الدعم العلني من كبار المسؤولين الفرنسيين والألمان في الأسابيع القليلة الماضية، فإن الاتفاق واجه بشكل متزايد احتمال عدم الحصول على موافقة المفوضية. وعبرت مارجريتي فيستاجر مفوضة الشؤون التنافسية في الاتحاد الأوروبي مرارا عن الشكوك إزاء الاتفاق. ووفقا لمصدرين قريبين من الملف ستقوم الشركتان بموجب العرض الجديد بتمديد فترة تراخيص تكنولوجيا القطار الفائق السرعة وتوسيع رقعتها لتشمل دولا معينة خارج أوروبا. وتعرض الشركتان بيع أنشطة إضافية، إذ قالت "ألستوم" إنه لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان محتوى هذه الاتفاق سيبدد قلق المفوضية، مؤكدة أنه من المتوقع أن تعلق المفوضية القرار بحلول 18 شباط (فبراير).
مشاركة :