قد نختلف في الاتجاهات والآراء لكننا لا نختلف مع الوطن حتى لو كان الوطن مجرد مكان ننام على رصيفه ليلًا. عندها يقودني قلمي وينطلق لساني ليهتف قائلا ” تحيا الثورة ! ” كأنني أقول : ” يحيا الدمار ! يحيا العقاب ! يحيا الموت!” نعم هذا حق . فالثورة التي لا يقودها الوعي تتحول إلى إرهاب , والثورة التي يغدق عليها المال تتحول إلى لصوص ومجرمين،إذا لم يكن الشعب على وعي وثقافة قبل الثورة، فلا يلوموا أحدًا عندما تسرق ثورتهم. كما حدث في ثورة التغير واختطفها الاخوان المسلمين ،فالثورة ليست أن تطيح بنظام لكي تقيم مكانه نظامًا آخر ، وإنما هي أن تقلع نظام لا يعترف أو ينادي ببناء الإنسان وإعادة صياغته . نظام يحول بين الإنسان وبين أن يخلق نفسه , وهي جرس إنذار يوجهنا إلى أن الثّائر يخلق الوسيلة ، دون النظر أن يخلق ويدعم ذاته أولا و إدراكه أن بداية الكفاح المرير الذي يستغرق سنوات طويله لكي تقف الدولة من جديد وتؤمن نفسها وتقع تحت براثن المقاومة للتغير و الإحتمالية للفشل تارة والنجاح تارة اخري فهو ليس خزانة تفتح للشعب وياخذ منها ليروي ظمأ السنين بعيد عما تحتاجة الدولة من بنية تحية سليمة تؤمن المواطن وَذُرِّيَّتِهِ .. وعندها يختلف مفهوم الإصلاح عن التحرر فالإصلاح الجاد يستحق التضحية وليس الخسارة لأنه أفضل طريق تكافح به الثورة أما التحرر ليس التغير فقط و مغامرة التبديل لا اريد أن اتجرع الذكريات الأليمة واختطاف الثورة وبيع البلد علي طبق السلطة والخلافة. فالتحرر ليس امتلاكًا إنه كالضوء ، والضوء لا يملك ، وإنما يشعّ وهذا الخطا الذي اندرجنا تحت مظلته فحدوث التقدم ليس مرتبطًا بالثورة حتى ولو حدث بعدها، بل ان أكثر البلاد ثورات هي أبطؤها تقدمًا، كما أن أكثرها تقدمًا هي أقلها ثورات أو لا ثورات فيها .. واذن فالثورات اسلوب من أساليب الوصول إلى الحكم بوسيلة عنيفة، بشعار جديد لحالة غير جديدة .. قد تكون الثورة نتيجة للتطور الاجتماعي أو الحضاري أو الفكري، غير أنها لا تكون سببًا له .. والثورة لا تحدث لأنها وسيلة للتقدم وفي رأي البعض تحدث كما تحدث الأشياء السخيفة مثل الحزن والعداوة والسباب والحسد وأمثاله .. تحدث بالانفعال لا بالفكر......بأدوات الغرور والطموح ، أما الحرية فكانت التبرير الظاهري والنهاية شعوب ودوّل وقعت في الفخ المدبر لها برؤس أفاعي إستغلت احداث واردة الحدوث في الكثير من الدول والدول العظمي صاحبة الفضل في اندلاع ثورات الربيع العربي وخراب الدول الشقيقة وتشريد العديد والعديد من الأبرياء واستغلال المرتزقة من الدول ذاتها واصحاب المصلحة وتناسوا كما وصفها جيفارا بأنها شيء تحمله في اعماقك وتموت من اجله .. وليس بالشيء الذي تحمله في فمك وتعيش على حسابه. وردي علي مؤيدي ثورات (الألف وجه) أن الأرض تمخضت لتخرج ما في قاعها منذ اكثر من أربعين عاما ووصل منسوب (الآنا )علي المستوي الفئوي إلي أقصاها وساد مفهوم (وأضرب الارض لتخرج ثمارها الان ) وانتشار فئات عاشت بالتكافل علي التغيرات الاقتصادية والإجتماعية للدولة وأخري تصدر المشكلات وتعطمها نتيجة إصدار بعض السياسات التي أجبرتنا الحالة الإقتصادية للدولة الي اللجؤ لها لإنقاذ الدولة والزج بها الي بر الإمان .فمن اجل أن لا تكسر شظايا الثورات زجاج الوطن غلفوه بالبصر والبصيرة .لاتسمح لاحد ايها المواطن الاصيل أن تكون اليد التي يضرب بها عدوك وعدو وطنك بيتك واسرتك ورمزك لتحقيق مأربه حتي لاتندرج في القائمة (خائن )إعقلها وتوكل لا نكن عبأ علي وطنك لاتحمله فوق طاقته فلايعقل أن يسدد أحدد فاتورة غيرة ولكن إصلاح اخطاء الغير وارادة وقد تحتاج إلي وقت فكن صبورا فأيهما افضل لك وطن باق ويعاني من ارتفاع الاسعار بشكل مؤقت ام وطن ترتفع به نيران الحروب والتشريد للشعوب وقتها لاينفع الدمع في وطن من حرقة الدمع ما عادت له مقل .مصر ليست مجرد وطن بحدود.. ولكنها تاريخ كتب بحروف من نور ونار تغيرت فيه الأهداف والعقول والضمائر عند البعض لكن مصر باقية إلي يوم الدين بفضل رجال عاهدوا الله علي الاستمرارية والتحدي فالنية خير والله المعين لإنهم خير جنود الارض - تحيا مصر.
مشاركة :