خلافة على منهاج المغول والتتار

  • 2/14/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كل من لديه غيرة حقيقية على الإسلام لا يمكن إلا أن يشعر بأن الدماء تغلي في عروقه كلما رأى داعش تعلق عبارة «خلافة على منهاج النبوة» على كل ترد جديد لها في درك قاع التوحش والسيكوباتية السادية، فلا توجد إهانة للإسلام ولمقام النبوة أكبر من هذا الزعم الباطل الذي لا ينخدع به إلا من يريد أن ينخدع به؛ لأن أمانيه الطوباوية اللاعقلانية واللامنطقية غطت على عقله لضعف بنيته الفكرية والمعرفية، والصحيح أنها خلافة على منهاج المغول والتتار، وهذه ليست سبة، إنما توصيف موضوعي لنهج داعش التي تعتمد ذات نهج المغول والتتار في اقتراف أفظع ما يمكن اقترافه لإخضاع الناس بسلطان الخوف، وهذا ليس منهاج النبوة الذي هو منهاج جذب وفتح القلوب والعقول للوعي بالمثاليات الأخلاقية والروحية، وليس جعلها تنقبض وتنفر بالصدمة والإرهاب لتخضع لسلطان العنف، منهاج النبوة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). والعلامة الفارقة للدين الحق أن له القدرة على سيادة العقول والقلوب حبا وطواعية وليس بسلطان الإكراه بالإرهاب، أما الذي يحمل عقيدة، سواء دينية أو لا دينية، ويعتقد أنها لا يمكن أن تسود إلا بالقوة القهرية العنيفة المرعبة، فهذا معناه أنه يعتقد أنها ليس لها بذاتها القدرة على جعل الناس يعتنقونها؛ لأنها تفتقر بذاتها للقدرة على إقناع الناس بأنها تمثل الحقيقة الحقيقية، ولهذا يجب قهرهم على القبول بها ولو نفاقا ورياء لتجنب التعرض للذبح والحرق والتعذيب والصلب والسبي ومصادرة الممتلكات؛ لهذا ما هو على منهاج النبوة لا يسود أبدا بالعنف، فكل أنواع الباطل يمكنها أن تسود بالعنف، بينما لا يسود بالسلم والعلم إلا ما يمثل الحقيقة الدينية والأخلاقية الحقيقية، وفي عصر الإنترنت والفضائيات كل العالم مفتوح لتقبل رسالة النبوة بالعلم.

مشاركة :