كيف نوقف الأخبار الزائفة؟

  • 1/30/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تعرّض مهندس يعمل لدى إحدى الشركات المرموقة في يوليو الماضي، إلى ضرب مبرح حتى الموت، بواسطة مجموعة من الناس الذين كانوا يعتقدون أنه خاطف طفل، إذ كانوا غاضبين وعنيفين جداً، ولكن بعد فترة اكتشف هؤلاء الناس أن المعلومات التي جاءتهم كانت خاطئة تماماً، وانتشرت على تطبيق التراسل الفوري «واتس أب» التي تمتلكها فيسبوك، الأمر الذي يظهر التأثير الكبير الذي يمكن أن تحدثه الأخبار الزائفة. واستجابة لتلك الحادثة، تقوم عدد من الحكومات حول العالم بالاستعداد لإجبار الشركات التي توفر هذا النوع من الخدمات، على تبني العديد من الإجراءات الجديدة التي تتضمن كسر تشفير الرسائل الخاصة، الأمر الذي سيضر كثيراً بمسألة الخصوصية التي تعتبر من أهم الجوانب لدى المستخدمين، ولكن، ماذا إذا كانت هنالك طريقة فعالة لمحاربة المعلومات المضللة على تلك التطبيقات، مع المحافظة على الخصوصية؟. العديد من مستخدمي «واتس أب» الذين يبلغ عددهم نحو 1.5 مليار شخص حول العالم، يستخدمون التطبيق للتوصل مع الأصدقاء والأعمال والبقاء على تواصل مع أفراد الأسرة، ولكنه أصبح خلال الفترة الماضية مرتعاً للأخبار السياسية المضللة، خاصة في المناطق التي تقل فيها معدلات التعليم والحوكمة، والتي يمكن أن تكون الآثار فيها مميتة وتؤدي إلى عدم الاستقرار أحياناً. الأكيد أنه لا وجود لحل سهل لهذا الأمر، فرسائل التطبيق مشفرة بالكامل ولا يمكن لأحد الاطّلاع عليها، حتى الشركة نفسها، ولكن بمقدورها استخدام بعض الأنظمة التي تستطيع أن تكشف أطراف المحادثة بدون المساس بخصوصيتهم. ورغم أن هذا النوع من التشفير مهم جداً لتأمين خصوصية المستخدمين، بالنظر إلى أنه لا يمكن للشركة تخصيص إعلانات موجّهة، فإن الحاجة إلى إيجاد الأنظمة التي تمكن من تحديد نوعية الأخبار الزائفة أصبحت ضرورية جداً. وللإنصاف، فقد حاولت «واتس أب» إيجاد بعض الحلول لهذه المسألة، وأطلقت برامج توعوية، وحددت إمكانية مشاركة الرسائل المستعملة إلى أقل مستوى ممكن، والتي تكون احتمالية كونها أخباراً زائفة أكبر من غيرها. لا شك في أن «واتس أب»، تواجه مأزقاً كبيراً في الاختيار بين تفضيل خصوصية المستخدمين والمخاطرة بكسر التشفير لمحاربة الأخبار المضللة، ولكنه وفي الواقع، فإن الشركة لا يجب عليها أن تختار بين الأمرين، فحين تقرر الشركة كسر التشفير، فإنه لن تسلم أبداً من الانتقادات اللاذعة، حيث إن فيسبوك تعلمت الدرس جيداً ولن تخاطر بسمعتها أكثر من ذلك، ولكن الوضع أيضاً لا يمكن أن يستمر على هذا النهج الذي أصبحت آثاره السالبة طاغية. * بلومبيرج

مشاركة :