عسكريون لــ المدينة : التقارب مع واشنطن “قبلة الحياة” للاقتصاد الإيراني ويضع النووي تحت السيطرة

  • 10/3/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد خبراء عسكريون أن التقارب الامريكى الايرانى يخدم مصالح ايران والولايات المتحدة الامريكية وأنه يثير مخاوف اسرائيل التى ترغب فى تدمير قدرات ايران العسكرية والعلمية والعمل على منعها من امتلاك السلاح النووى حتى يتم إخراجها من معادلات توازن القوى الاقليمى ، وأشاروا إلى أن التقارب يثير مخاوف بعض الاطراف الاقليمية إلا أنه قد يخفف من التوتر فى دول الاقليم مثل سوريا ولبنان ، وربما يدعم التوجه الدولى لحل الازمة السورية سياسيا كما تسعى الولايات المتحدة وروسيا عبر تفاهماتهما الاخيرة فى اطار مبادرة السلاح الكيماوى السورى وأكد وكيل المخابرات المصرية السابق اللواء محمد رشاد أن التقارب الامريكى الايرانى متوقع بعد وصول الرئيس روحانى الى السلطة ومحاولاته اظهار طابع الاعتدال فى السياسة الايرانية ، ومساعيه المتواصلة لاقناع العالم بانتهاء مرحلة الرئيس السابق احمدى نجاد وأن ايران تخلت عن التشدد فى مواقفها وسياساتها. واضاف أن التقارب بين البلدين يخدم المصالح الامريكية والايرانية على حد سواء فى المنطقة حيث يجنب الولايات المتحدة التكلفة الباهظة للقيام بعمل عسكرى ضد ايران كما ان عواقب مثل هكذا عمل غير محمودة على المصالح الامريكية فى المنطقة حيث تملك ايران أوراق ضغط على المصالح الامريكية فى المنطقة كما ان التقارب يخدم المصالح الايرانية أيضا حيث من المتوقع أن يخفف الضغوط الدولية على ايران ويقلل من العزلة عليها ويجنبها أيضا أية خسائر تطال قدراتها العلمية فى حال ضرب المشروع النووى الايرانى من خلال عملية عسكرية .وأوضح « رشاد « أن المرونة التى أبدتها الدوائر الامريكية فى التعاطى الايجابى مع نوايا ايران للتقارب ، تعكس أيضا أن الولايات المتحدة مقبلة على مرحلة من التوازن فى علاقاتها فى المنطقة ، وان الولايات المتحدة باتت توازن بين مصالحها الخاصة وبين متطلبات المصلحة الاسرائيلية ، وبدأت تعيد حساباتها بايجاد توازن بين مصالحها ودون الاضرار بمصالح اسرائيل ، مؤكدا على أن التقارب بين الولايات المتحدة وايران لن يضر بالمصالح الاسرائيلية كما قد يظن البعض ، ولكنه فى الواقع يخدم المصالح الاسرائيلية وبنفس القدر حيث أن التقارب المتوقع سوف يقود الى تهدئة فى سوريا وفى لبنان وأن هذه التهدئة تخدم الاهداف الاسرائيلية وتجنبها أية توترات مع حزب الله ، كما أنه قد يدفع فى اتجاه ايجاد حلول سياسية للأزمة السورية ، ويوفر فرصا لنجاح المؤتمر الدولى المزمع عقده لحل الازمة السورية بالاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا تحت شعار مبادرة السلاح الكيماوى السورى من ناحيته قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة المصرية السابق اللواء علاء عز الدين ان كل طرف من الأطراف الدولية يسعى إلى تحقيق مصالحه بكل الوسائل المتاحة ، وان هذا النهج يعد أمرا مقبولا فى التفاعلات الدولية ، مؤكدا على أن الولايات المتحدة الامريكية تسعى من خلال التقارب مع ايران الى « وأد « المشروع النووى الايرانى ، ومنع ايران من امتلاك السلاح النووى والذى يعد أمرا غير مقبول من كل الأطراف الدولية ، فيما تسعى ايران من خلال التقارب مع الولايات المتحدة الامريكية إلى كسب الوقت ضمانا لسرعة الوصول إلى التكنولوجيا العسكرية النووية حيث تقول القاعدة العلمية أن من يملك التكنولوجيا النووية يملك الوصول الى تكنولوجيا السلاح النووى وأن لم يتخذ قرار بالانتاج الفورى لها ، كما تسعى ايران أيضا الى تقليل الضغوط الدولية من جانب الاتحاد الاوربى والولايات المتحدة ، وربما يقود هذا التقارب فى حال نجاحه بعد فترة زمنية الى رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران وسيؤدى ذلك لاحداث إنتعاش إقتصادى يقود الى تخفيف التوتر الداخلى فى داخل ايران وتهدئته . وحول تخوفات دول الخليج من التقارب الامريكى الايرانى ، قال « عز الدين « : إن الدول الخليجية يمكن أن تهدأ مخاوفها من المشروع النووى الايرانى متى أدركت تلك الدول أن الولايات المتحدة باتت عنصرا فاعلا فى السياسة الايرانية وتلعب دورا مهما فى دوائر صنع القرار من خلال الحوار المباشر ومن خلال التفاهمات المترتبة على التقارب وحول انعكاسات التقارب على المشروع النووى الايرانى من حيث الاستمرار والتطور ومن حيث التوقف والتحجيم له ، قال « عز الدين «: إن التقارب يمثل فرصة كبيرة لايران لاستكمال مشروعها النووى ويعطيها المزيد من الوقت لاستكمال المشروع ولو بشكل سرى ، كما أن التقارب وكما سبق أن قلت يوفرلايران فرصة لانتعاش اقتصادى فى حال رفع العقوبات وأنه فى حال فشل التقارب وتمت العودة الى فرض عقوبات اقتصادية على ايران مرة أخرى ، تكون ايران قد حققت ظروفا واوضاعا اقتصادية تساعدها على الصمود مرة أخرى أمام العقوبات الاقتصادية الجديدة ، وأن هذا معناه أن التقارب مع الولايات المتحدة سوف يقود الى تقارب مع اطراف دولية أخرى مثل الاتحاد الاوروبى ، ومن هنا يمثل التقارب « قبلة « الحياة لايران أما عن انعكاسات التقارب الامريكى الايرانى على اسرائيل ، قال « عز الدين « أن اسرائيل تعد أكثر الاطراف الاقليمية التى سوف تتأثر سلبا من هذا التقارب ، وأن من مصلحتها تدمير المشروع النووى الايرانى عسكريا ، كما أن ضربة ايران كانت ستقود الى تدمير البنية التحتية هناك وسيخرج ذلك ايران من معادلات توازن القوى الاقليمى لسنوات طويلة كما حدث فى العراق ، ومن هنا سوف تسعى اسرائيل الى عرقلة مثل هذا التقارب نتيجة القلق والخوف من قدرات ايران التقليدية او النووية.

مشاركة :