أثار القرار الإسرائيلي بإنشاء المخطط التهويدي “القطار الهوائي” في سماء مدينة القدس، ردود فعل فلسطينية غاضبة، لما يشكله من مساس بالهوية الفلسطينية في المدينة المحتلة، واستمرار عمليات التهويد التي تتم بدعم الحكومة الاسرائيلية. ورصدت حكومة إسرائيل ميزانية تقدر بقيمة 200 مليون شيكل من أجل إنشاء هذا المخطط التهويدي ،بطول 1400 متر في البلدة القديمة، حيث يربط جبل الزيتون شرق القدس بساحة البراق. قال جمال عمرو المختص والخبير في شؤون القدس “إن هذا المشروع يعد من أخطر المشاريع التهويدية التي تقوم الحكومة الإسرائيلية ببنائها في مدينة القدس المحتلة، نظرا للمخاطر الكبيرة التي سيحدثها هذا المخطط التهويدي الإسرائيلي ضد أحياء القدس، لاسيما البلدة القديمة”. وأوضح عمرو في حديث لموقع قناة الغد أن القطار الهوائي رسالة تحد للمسلمين والمسيحيين على حد سواء، فالحكومة الإسرائيلية حفرت عشرات الأنفاق تحت مدينة القدس، وأقاموا 102 كنيس لهم، وأضاف قائلا “كل ذلك لم يشبع نهم وتغول الاستيطان والتهويد الإسرائيلي بل أرادوا أن يستوطنوا في سماء القدس لإطباق السيطرة عليها بشكل كلي، من أجل الهيكل المزعوم كذلك ذلك تحت مسمى تطوير السياحة “. مشروع تهويدي خطير حذر الخبير في شؤون القدس من هذه المخططات التهويدية التي تهدف لتفريغ القدس وطرد سكانها، عبر مصادرة الأراضي وسحب الإقامات من المقدسيين، وإقامة المشاريع والمخططات التهويدية تحت مسميات عديدة منها سياسية أو اقتصادية وغيرها من المشاريع التهويديه الخطيرة. وتابع حديثه، “في ظل انسداد الأفق السياسي والتراخي العربي تجاه القدس، لم يكن هناك رادع لوقف كل الانتهاكات الإسرائيلية بحق مدينة القدس المحتلة، والمطلوب ليس حراكت فلسطينيت فقط، بل حراك عربي ودبلوماسية نشطة لمواجهة الجرائم الإسرائيلية”. بدورة، أوضح الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية، حنا عيسى، أن هذا المخطط على قدر كبير من الخطورة لما له من دور في تهويد القدس وتغيير معالمها العربية، ويعدّ مشروعا مكملًا لمشاريع التهويد التي تجري على الأرض وباطنها. وأضاف عيسى، القطار الهوائي المزمع تنفيذه سيؤدي إلى تشويه القدس، وإحداث معالم تهويدية تطغى على عروبتها، مؤكدًا أن هذه المعالم والحدائق المستحدثة مرافق للهيكل المزعوم. القدس غير قابلة للتقسيم وسيشمل المخطط بناء ثلاث محطات، الأولى قرب مجمع المحطة قرب مسرح خان، والثانية قرب موقف المركبات قرب جبل الخليل، والثالثة على سطح “مجمع كيدم” قرب ساحة البراق ، يشار إلى أنه من المتوقع أن يتم البدء بتشغيل القطار الهوائي عام 2021. ويقول خليل التكفجي مدير مركز الخرائط في جمعية الدراسات العربية “هذا المخطط هو تعميق للسيطرة الإسرائيلية على القدس الشرقية، وخاصة في المناطق التي تسمي الحوض المقدس أو الحوض التاريخي”. وذكر التكفجي في تعقيب للغد، أن المخطط الاستعماري الاستيطاني، يأتي بدعم من المؤسسات الإسرائيلية عن طريق جمعية ” العاد” وهى الذراع التنفيذي المدعومة من قبل الحكومة بشكل غير مباشر لتنفيذ مخططاتها التهويدية، وشدد على الاحتلال يريد من هذه المشاريع توجيه رسالة للفلسطينيين مفادها  “أن القدس غير قابلة للتقسيم” . من جهتها، دعت وزارة الخارجية الفلسطينية، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” لسرعة التدخل العاجل لوقف تنفيذ المشروع الاستيطاني التهويدي “القطاع الهوائي بمدينة القدس المحتلة، وطرحه على جدول أعمال المجلس التنفيذي لها وإدانته واتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقفه فوراً.