«هدى الغزالى» سيدة من أهالى مدينة طنطا بمحافظة الغربية، يعتبرها الكثيرون فى بلدتها عنوانًا للرحمة والإنسانية، بعد أن نجحت فى ترك رسالة واضحة أثرت فى نفوس كل من يعلم قصتها لتحيى فيهم الرحمة التى اندثرت بين طيات الحياة ومشاغلها.«بحس إن القطط ولادى ومش بيعرفوا ياكلوا غير فى حجري».. هكذا بدأت «هدى» حكايتها مع الحيوانات مؤكدة أنها تخرج يوميًا فى الصباح تتوجه لمنطقة سوق الجبان بمدينة طنطا، لتبدأ جولتها اليومية بين محلات بيع الدواجن والأسماك لتأخذ منهم مخلفات تنظيف الدواجن والأسماك وتذهب لمكان تجمع القمامة والذى ينتشر فيه القطط الضالة التى تخرج عليها فى لهفة بمجرد أن تقترب منها.لافتة إلى أنها تشعر بأن القطط أبناؤها بالفعل فتقترب منها، وتبدأ فى التحدث إليها وكأنها تفهم لغتها، فهى تعرفها رغم كونها حيوانًا لا عقل له، فإن الحنان يشعر به القلب سواء كان إنسانًا أو حيوانًا ولا يحتاج أن يكون جنسًا مشتركًا ولغة مشتركة، وأشارت إلى أنها من أسرة ميسورة الحال، ولم يرزقها الله بالذرية، وتعتبر تلك القطط الضالة أولادها وونسها فى الدنيا.وأشارت «هدى» إلى أنها تقوم برعايتهم الطبية أيضًا، ولا يقتصر اهتمامها بهم عند الطعام فحسب بل إنها تقتنى كمية من الأدوية البيطرية التى تستخدمها كإسعافات أولية إذا تعرضت إحدى القطط لأى مرض أو إصابة حتى إن جيرانها يعرفون عنها هذا الأمر وهو ما جعلهم يستغيثون بها لتسعف كلبًا، وبالفعل أسرعت وقامت بإعطائه حقنة مضادة للسموم. وتقول هدي: «القطط روح وبتحس راعوها على أد ما تقدروا وإحنا بناكل البنى آدمين فى طبقنا وبيتكلموا علينا، لكن القطط مبتعملش كده، موضحة أنها دائمًا تتعرض لعدد من المضايقات والاستهزاء من جيرانها لكنها لم تهتم بذلك، وستظل تعمل على رعايتهم والاهتمام بها حتى وإن كلفها الأمر بيع ما تملك من ملابس من أجلهم، على حد وصفها. أما جيران «هدى» وبائعات السوق الذى تتسوق منه مأكولات القطط، أكدوا جميعًا اهتمامها بالقطط باستمرار وأنها إذا لم تجد بواقى المحلات، تقوم بشراء دواجن وتجهزها للقطط، أيضًا إذا تعثرت إحدى القطط فى قطع الطعام تقوم بتقطيعه لها بأسنانها، مؤكدين أن عنايتها بالقطط يومية لا تنقطع، كما أنها تراعيها صحيًا حتى إنها أجرت عملية جراحية لقطة تكلفت ٤٠٠ جنيه، وجعلتها تنام بجوارها فى السرير.