مركز رعاية الحيوانات وملجأ السائبة.. عنوان للرفق

  • 8/26/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: فدوى إبراهيم للحفاظ على المكانة المتميزة التي حققتها في مجال الحفاظ على البيئة، تكمل العاصمة الإماراتية أبوظبي جهودها في هذا المجال برعاية الحيوانات الأليفة والمهددة بالانقراض، حفاظاً على التنوع البيولوجي. وفي هذا السياق جاء إنشاء مركز رعاية الحيوانات الأليفة، وملجأ أبوظبي للحيوانات السائبة، وفق أحدث المعايير التي تضمن توفير أفضل الممارسات الدولية المستخدمة عالمياً، في التعامل مع الحيوانات التائهة، القطط والكلاب تحديداً، أو تلك التي تخلى عنها أصحابها. للتعرف أكثر إلى الخدمات التي يقدمها كل من المركز والملجأ، نصحبكم في هذه الجولة. يقع كل من مركز رعاية الحيوانات الأليفة، وملجأ أبوظبي للحيوانات السائبة في مستشفى أبوظبي للصقور. افتتح المركز في يوليو/ تموز من العام 2007 من أجل توفير الإقامة الداخلية للكلاب والقطط، في منشأة متكاملة التجهيزات، شهدت توسعات في أعوام 2008 و2010 و2012؛ ففي العام 2008 افتتحت عيادة الحيوانات الأليفة، التي تطورت إلى مستشفى في العام 2011، يقدم الإجراءات الوقائية والتطعيمات، إضافة إلى العلاجات المتقدمة والعمليات الجراحية المتخصصة. أما الملجأ فقد تأسس في العام 2010، بهدف رعاية الحيوانات وتحديداً القطط والكلاب السائبة، عقب قرار المجلس التنفيذي لحكومة أبوظبي بتاريخ 15 إبريل/ نيسان 2010. د. مارغيت مولر، مديرة مستشفى أبوظبي للصقور، تحدثنا عن رسالة الملجأ وأهمية إنشائه: رسالة الملجأ هي تقديم الرعاية المثلى للقطط والكلاب السائبة، وتوفير المسكن والمأوى المناسب لها، وإتاحة الفرصة لها للعيش في بيئة مثالية. تضيف: كما نعمل على نشر التوعية بضرورة العناية والاهتمام بالحيوانات الأليفة المشردة، وتلك التي يعجز أصحابها عن الاعتناء بها، من خلال موقع إلكتروني يضم معلومات عن كيفية العناية بالحيوانات وصور للمفقودة منها، وبإمكان الذين يبحثون عن حيواناتهم الأليفة تصفح الموقع، وتحميل صورها عليه، أو عبر صفحتنا على فيس بوك. وتلفت مولر إلى أن الحيوانات التي تعيش في الملجأ، هي حيوانات كانت تعيش في الشوارع، أو تركها أصحابها هناك، لأنهم لا يملكون الوقت الكافي للعناية بها، أو ربما لأنهم انتقلوا إلى سكن تحظر فيه تربية الحيوانات، أو أن المالك مات أو سافر فجأة ولا يوجد من يرعى الحيوان، وقد يكون قد فقد وظيفته فلا يستطيع تحمل نفقات الرعاية. ومهما كانت الأسباب، تقول مولر، فإن كل حيوان سائب يحتاج إلى سكن، وحالياً يؤوي الملجأ ما يزيد على 100 قط و150 كلباً. وحول الرعاية الصحية التي يقدمها مركز رعاية الحيوانات الأليفة، تقول مولر: يعد مستشفى أبوظبي للصقور المستشفى البيطري المعتمد الوحيد في إمارة أبوظبي، ويقدم لتلك الحيوانات رعاية وقائية وتطعيمات وفحوصات مخبرية واختبارات معملية وعناية متخصصة بالأسنان. ويضم المركز مستشفى مزوداً بغرف فحص متعددة، وتُجرى فيه عمليات جراحية للأنسجة الرخوة، وعمليات جراحية لتقويم العظام باستخدام أحدث أجهزة الموجات فوق الصوتية والتنظير الداخلي. وتضيف: كما توجد بالمركز وحدة عناية مركزة، إضافة إلى وحدة عناية مركزة متخصصة أخرى في مكان منفصل، خاصة بالأمراض شديدة العدوى مثل مرض الالتهاب المعوي الفيروسي. إضافة إلى صالونين للتجميل يقدمان خدمة الرفاهية للحيوانات الأليفة، وتضم منشآت المركز عدة مبان لتربية الكلاب والقطط تشمل حديقة واسعة ومتنزهاً. فهد البادي، مسؤول قسم التبني، في الملجأ، يحدثنا عن أبرز الدوافع وراء تبني البعض قطاً أو كلباً: نعمل في الملجأ على تحديد الخيار الأنسب للشخص أو العائلة الراغبة في تبني قط أو كلب، بما يناسب شخصية ونمط حياة المتبني، ما يوفر عليه الجهد والمغامرة، وفي حال لم يكن الحيوان المتبنى مناسباً للمتبني، نقوم بإعادة الحيوان إلى الملجأ مرة أخرى. والسبب الأول الذي يدفع محبي الحيوانات الأليفة إلى تبني حيوانات الملجأ، هو أنها حيوانات صحية خاضعة لجرعات التحصين والوقاية المطلوبة، ما يساعد كثيراً في تقليل تكلفة الرعاية، إضافة إلى أنها مزودة بشرائح إلكترونية تحتوي على معلومات تعريفية تفيد في حالة الضياع أو السرقة. ويضيف: إضافة إلى ذلك فإن القطط والكلاب التي يتم تبنيها من الملجأ، تألف ملاكها الجدد بسرعة، فالكثير من هذه الحيوانات تكون مملوكة لأسر تخلت عنها نتيجة ظروف معينة، ومتى ما وجدت الأسرة المحبة مرة أخرى، فإنها ترغب في إسعاد مالكيها الجدد. ويشير إلى أن الملجأ يضم بعض الحيوانات الأليفة الأخرى، مثل الأرانب والسلاحف والطيور، والتي يتم كذلك عرضها للتبني. أما الشروط التي يجب توافرها في الشخص المتبني، فيقول عنها البادي: يجب أن يكون الراغب في التبني قد بلغ سن الرشد، ومدركاً لمسؤولية اقتناء حيوان أليف وما يتطلبه ذلك من عناية واهتمام، مع التأكد من وجود مكان مناسب لإقامة الحيوان، ويعمل الملجأ على التأكد من ذلك قبل الموافقة على التبني. ويمكن لمن يرغب في التبني أن يزور مقر الملجأ، أو الموقع الإلكتروني، لاختيار الحيوان المناسب، وبعد أن يتم الاختيار يجب عليه ملء الاستمارة المطلوبة وبعد إنهاء الإجراءات يمكنه اصطحاب الحيوان الذي تم اختياره. وعن أبرز طرق العناية بالحيوانات في الملجأ يقول البادي: غالباً عندما نتسلم الحيوانات تكون مريضة وتحتاج إلى الرعاية الصحية، التي تقدم لها في المستشفى، وتتضمن هذه الرعاية الفحص والتشخيص والعلاج، فضلاً عن توفير التغذية المناسبة والاهتمام بالشكل الخارجي للحيوان، بتمشيط القطط والكلاب ذات الشعر الطويل وغسله يومياً، والاعتناء بالنظافة العامة، إضافة إلى التدريب. تربية الحيوانات الأليفة يمثل لدى البعض شغفاً وطريقة حياة، ومن هؤلاء من يرى في ملجأ أبوظبي للحيوانات السائبة المكان الأمثل الذي يلبي هذا الشغف، وهو ما يؤكده محمد السعدي، مدير مشاريع في شركة أبوظبي للمطارات، الذي كرر تجربة تبني الكلاب إرضاء لرغبة أبنائه، ولحرصه على الحصول على حيوانات موثوق في تلقيها الرعاية الصحية والطبية المطلوبة، وملاءمتها للعيش مع أولاده، فإنه يتوجه إلى الملجأ، يقول: كانت التجربة الأولى مع الملجأ ناجحة، ما دعاني إلى تكرارها، لاطمئناني إلى الكلاب التي يضمها الملجأ مطعمة ومدربة، كما أن عملية التبني يسبقها تأكد الملجأ من أهلية المتبني لاصطحاب الحيوان المتبنى، ما يدل على مدى اهتمامهم ودقتهم، وهو الأمر الذي يمنح الثقة في هذا المكان. يضيف السعدي: حققت رغبة أبنائي في تبني أكثر من كلب من نوع جيرمن شيبرد، وهي من كلاب الحراسة والرعي، التي لا بد من الحصول عليها من مصدر موثوق، إذ من الممكن شراؤها وبأسعار أعلى كثيراً من محال تجارية متخصصة، لكنها تكون غير مدربة وشرسة ما قد يعرض الأبناء للخطر. ويشير إلى أنه قام بتبني أكثر من 3 كلاب من الملجأ لأولاده، مقابل أسعار أقل من تلك المعروضة خارج الملجأ، كما أنه يتابع الرعاية الصحية لها، في مستشفى المركز وبأسعار كذلك أقل من أسعار العيادات البيطرية الخارجية. هناء يوسف، ربة بيت، من اللواتي يحملن الكثير من العاطفة للحيوانات الأليفة، حيث سبق أن أبلغت عن العديد من القطط والكلاب التي تجدها تائهة في محل سكنها في منطقة الفلاح في أبوظبي. وحول تجربتها مع كل من المركز والملجأ تقول هناء: تعرفت إلى المركز والملجأ بسبب قرب سكني منهما، ولأنني أحب الحيوانات كثيراً فقد كنت أزور المكان بين حين وآخر، ولفت انتباهي مدى الاهتمام ومستوى الرعاية الصحية، المقدمين لهذه الحيوانات، كما يجد الزوار ترحيباً كبيراً. تضيف: لذلك أقدمت على تبني كلب لابرادور، كان عمره حينها سنة وثمانية أشهر، وقد تسلمته بكامل الصحة، مكتمل التطعيمات، وبسعر لا يقارن إذا فكرت في شرائه من الخارج. وتؤكد أن تجربتها الناجحة مع الملجأ دفعتها إلى إبلاغ جميع معارفها الذين يرغبون في تبني حيوانات، لأن الملجأ يقدم خدمات مميزة لا تقارن بغيره. رعاية 5نجوم في حال سفر أصحاب الحيوانات الأليفة، يمكنهم ترك حيواناتهم في الفندق التابع للمركز، حيث تخصص لها بيوت كبيرة للسكن فيها، وهناك مزية إضافية هي أن القائمين على الفندق ستكون لديهم معرفة مسبقة بالحيوان، في حالة ما إذا تم تبنيه من المركز أو الملجأ، وهو ما سيشعر هذه الحيوانات بالألفة تجاه العاملين. كذلك يضم مركز رعاية الحيوانات الأليفة منتزه أغيليتي للكلاب داخل مستشفى أبوظبي للصقور، وهو مخصص للكلاب لتمارس نشاطاتها المختلفة، وتم تجهيزه بالعديد من المرافق، كالحواجز التي توفر لهم الترفيه والتدريبات اللازمة، وحيث يمكن للكلاب الخروج من غرفها مكيفة الهواء إلى الجزء المخصص لها في الحديقة، كما يمكن لكل كلب اختيار المكان الذي يود الإقامة فيه. وفي ما يخص عنابر القطط داخل المركز، فلا توضع القطط في أقفاص لحاجتها إلى مساحة للتجول فيها، لاسيما أن المعروف عن القطط أنها تحب قضاء يومها مستلقية تحت أشعة الشمس، أوالاستمتاع بالنظر من نوافذ غرفها. وتتوافق معايير بناء الأجنحة في المركز مع مثيلتها الأوروبية، الخاصة بإقامة الحيوانات الأليفة، وتم تزويد أماكن إقامة القطط بأشجار خدش، مصممة طبقًا لاحتياجاتها الفردية، لتجعل كلاً منها تشعر كأنها في منزل أصحابها.

مشاركة :