قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دأب على التشكيك في قدرات وتقديرات أجهزة المخابرات الأمريكية، لكنه خطا خطوة أبعد في هذا الطريق أمس، حين نشر سلسلة من التغريدات انتقد فيها تقييم المخابرات لمصادر الخطر النابعة من إيران وكوريا الشمالية وتنظيم داعش.وأوضحت الصحيفة أن الصراع بين ترامب وأجهزة المخابرات الأمريكية كان مكتومًا وغير مباشر، فلطالما كان ناقدًا لتقديراتها في ملفات مثل التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية ومقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، لكن حتى عندما تحدث مدير المخابرات الوطنية دانييل كوتس مثلا عن علاقة ترامب بروسيا، انتقده مسئولي البيت الأبيض في اتصالات شخصية معه، وحيل دون وقوع صدام علني بين البيت الأبيض والمخابرات الوطنية.لكن الصحيفة أضافت أن ترامب لم يعد قادرًا على كبح رغبته في الهجوم على أجهزة المخابرات، معتبرة ذلك بمثابة حرب مفتوحة ضدها، وفي سلسلة من التغريدات نشرها أمس، اعتبر أن تقديرات المخابرات بشأن المخاطر من إيران وكوريا الشمالية وتنظيم داعش بمثابة تحد مباشر لقيادته.ووجه ترامب إهانة مباشرة لرجال المخابرات الأمريكيين، مطالبًا إياهم بالعودة إلى المدارس لتلقي التعليم من جديد، ومعتبرًا إياهم سذجًا في اعتقادهم أن إيران ملتزمة بالاتفاق النووي.وحذرت الصحيفة من أن ترامب سيحاول تقويض أجهزة المخابرات وتهميشها طالما ظلت بعيدة عن خدمة أهدافه ومصالحه السياسية المباشرة.وتابعت الصحيفة أن ترامب شعر بالاستفزاز حين جهرت أجهزة المخابرات بتقديراتها حول خطأ مزاعمه بشأن اكتمال هزيمة تنظيم داعش وزوال التهديد النووي من جانب كوريا الشمالية ومخالفة إيران للاتفاق النووي، وقد اتخذت أجهزة لمخابرات هذا الموقف لأن مزاعم ترامب تلك كانت فجة في مجافاتها للواقع.ونبهت الصحيفة إلى أن ترامب نفسه ناقض ادعاءاته خلال الأسابيع الأخيرة، فبعدما زعم من قبل أن تنظيم داعش تلقى هزيمة كاملة قال أمس إن "نظام الخلافة سيتعرض للتدمير قريبًا"، وبعدما زعم أن كوريا الشمالية لم تعد مصدرًا للتهديد النووي أصبح يقول إن هناك "فرصة معتبرة" لنزع السلاح النووي الكوري الشمالي، وهكذا فبالرغم من اتهام ترامب لأجهزة مخابراته بالخطأ أصبح موقفه أقرب إلى تقديراتها دون أن ينتبه هو إلى ذلك.
مشاركة :