محمد حنفي – استضاف مسرح د. سعاد الصباح في رابطة الأدباء الكويتيين محاضرة «لهجتا حلب والكويت: مواقف العلماء والدارسين»، لأستاذ اللغة العربية د. أحمد بكري عصلة، المحاضرة التي أدارها الشاعر عبدالعزيز المشاري ألقت الضوء على دور الأدباء والكتّاب في حفظ لهجتي الكويت وحلب من الاندثار. في بداية محاضرته، أشار بكري عصلة إلى أن الأمة العربية تعاني شتاتا كبيرا، وأن تراثها يعاني خطر الضياع، وأن اليونيسكو تنادي دائما بحفظ التراث من الضياع والاندثار، وعلى رأس هذا التراث تأتي اللهجات، وأثنى على عدد كبير من أدباء الكويت في حفظ اللهجة الكويتية من هذا الضياع، وكذلك على الكاتب السوري خير الدين الأسدي الذي حفظ لهجة حلب في موسوعة ضخمة. رواد توثيق اللهجة الكويتية عصلة أشار إلى أنه يغبط أهل الكويت على اهتمام عدد كبير من الأدباء والباحثين الكويتيين على مر العصور باللهجة الكويتية وتوثيقها والحفاظ عليه من الضياع، من خلال عدد هائل من الكتب والموسوعات والدراسات، وضرب أمثالا من جيل الرواد: حمد السعيدان، أحمد بشر الرومي، أيوب حسين، عبدالعزيز الرشيد، سيف مرزوق الشملان، كما أشار إلى عدد آخر من جيل التابعين أمثال: غنيمة الفهد، خالد الأنصاري، ليلى السبعان، عبدالله خلف. لهجة جميلة كما أشار عصلة إلى مجموعة من الصفات التي تميزت بها هذه الأعمال التي وثقت اللهجة الكويتية، حيث أكد أن أكثر هذه الكتابات رتبت كلمات اللهجة الكويتية كما هي وليست وفق أصلها، وهو ما وجده طريقة سهلة على القارئ، كذلك اعتماد هذه الكتابات على المكتوب وليس المنطوق، حيث اعتمدت على مصادر سابقة ولم تجمع مفردات اللهجة الكويتية من أفواه الناس، مؤكدا أن من يعاشر الكويتيين سيكتشف مواطن الجمال في اللهجة الكويتية. موسوعة حلب المقارنة وبالنسبة إلى لهجة حلب، أشار عصلة إلى أن الفضل في توثيق هذه اللهجة يعود إلى الأديب خيرالدين الأسدي، الذي ولد في عام 1900 ورحل عام 1971، وقال عصلة إن المتخصصين في اللهجة الكويتية يجهلون الأسدي، كما يجهله أهل حلب نفسها، وأرجع ذلك إلى أن الإعلام لم يسلط الضوء على الأسدي وموسوعته المهمة «موسوعة حلب المقارنة»، كما أنه كان عازفاً عن الشهرة والاضواء لما يتميز به من صوفية. عمل مهم ألقى عصلة بعض الأضواء على موسوعة الأسدي التي اعتبرها أهم أعماله، حيث أشار إلى أنه أنفق في تأليفها 50 عاماً، وانه أرخ من خلالها لهجة حلب، ولم يعتمد على مصادر مكتوبة، وإنما جمع كلمات لهجة حلب من أفواه الناس، وتضم معلومات قيمة ومهمة عن كل ما يتعلق بحلب. وأشار عصلة إلى ان الموسوعة صدرت بعد وفاة الأسدي في 7 مجلدات ضخمة، وأصبحت مرجعا لا غنى عنه لكل المهتمين باللهجات وعلى رأسها لهجة حلب، وقارن فيها بين لهجة حلب وغيرها من لهجات العالم، وأنهى عصلة محاضرته بتأكيد أن الهدف من هذه المحاضرة ليس المقارنة بين لهجة الكويت ولهجة حلب، وإنما أرد أن يقول ان لهجة الكويت وجدت عدداً كبيراً من الباحثين والأدباء الذين وثقوها وحفظوها للأجيال القادمة، بينما لم تجد لهجة حلب سوى خيرالدين الأسدي.
مشاركة :