قضية «هواوي» تعكر صفو مفاوضات التجارة بين واشنطن وبكين

  • 2/1/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

استأنفت الصين والولايات المتحدة أمس مفاوضات تجارية حساسة في مناخ متوتر عززته سلسلة اتهامات ضد عملاق الاتصالات الصيني "هواوي" ومديرته التنفيذية. وبحسب "الفرنسية"، أكد روبرت لايتهايزر كبير مفاوضي الولايات المتحدة، الممثل الأمريكي للتجارة، على أن القوتين الكبيرتين لن تتنافسا على المركز المهيمن في صناعات التكنولوجيا المتقدمة المستقبلية. وأطلقت الصين في عام 2015 برنامج "صنع في الصين 2025"، الهادف إلى تحويل البلاد إلى قوة عالمية رائدة في صناعات المستقبل، سواء في الملاحة الجوية وعلم الروبوتات والاتصالات السلكية واللاسلكية أو الذكاء الاصطناعي والمركبات المسيرة بالطاقة الجديدة. وكرر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أكثر من مرة تأييده لأن يكون الاقتصاد الصيني بحالة جيدة، ولكن ليس على حساب الشركات الأمريكية وخبراتها. وعمليا، تريد الإدارة الأمريكية وضع حد لممارسات تجارية تصنفها بأنها "مخادعة"، وتحديدا النقل القسري للتقنيات الأمريكية في إطار الشركات المختلطة في الصين التي تتهمها "بسرقة" الملكية الفكرية الأمريكية، فضلا عن الإعانات الضخمة المقدمة للشركات الحكومية الصينية لتصبح مصدر فخر وطني. ولإجبار بكين على تصحيح تلك المخالفات التجارية، فرض البيت الأبيض رسوما جمركية إضافية على 250 مليار دولار من الواردات الصينية. وتهدد واشنطن برفع قيمة الرسوم الجمركية على 200 مليار دولار من البضائع الصينية المستوردة من 10 إلى 25 في المائة، في حال لم تؤد المفاوضات إلى نتائج. وردت بكين بفرضها رسوما جمركية إضافية على ما قيمته 110 مليارات دولار من البضائع الأمريكية. ولا يراهن أي خبير على أن تتوصل واشنطن وبكين إلى اتفاق مكتمل في ختام يومين من المناقشات. واستبعد ستيفن منوتشين وزير الخزانة الأمريكي ضمنا هذه الفكرة، بتأكيده على أنه يتوقع "تقدما مهما"، وذكر أنه في ختام هذه المحادثات الجديدة، سيكون أمام الطرفين 30 يوما إضافيا قبل نهاية الهدنة المعلنة في الأول من كانون الأول (ديسمبر) بين ترمب ونظيره الصيني شي جين بينج. ويتناقص احتمال التوصل إلى اتفاق شامل مع افتتاح هذه المفاوضات على كشف وزير العدل الأمريكي عن 13 تهمة مرتبطة بخرق العقوبات الأمريكية على إيران، بحق "هواوي" ومديرتها التنفيذية منج وانتشو التي أوقفت في كندا في كانون الأول (ديسمبر) بطلب من محققين أمريكيين. وحتى الساعة، تشدد واشنطن على أن ذلك الملف غير مرتبط بالمفاوضات التجارية، وأعلن منوتشين أنهما "مسألتان منفصلتان والتعامل معهما منفصل"، وهو ما أكد عليه أيضا ويلبور روس وزير التجارة. ومع ذلك، ترى مونيكا دو بول الخبيرة في مركز "بترسون" للاقتصادات الدولية أنه "من المؤكد أن قضية "هواوي" تعقد المفاوضات التجارية إلى حد كبير. ليس هناك أدنى شك في ذلك. قضية "هواوي" يمكنها في مرحلة ما أن تسبب انهيار المفاوضات". وعكرت العقوبات الكبيرة العام الماضي على مجموعة "زي تي إي" الصينية أجواء المفاوضات التجارية نفسها التي انتهت بالفشل، ووافق ترمب حينئذ على إيجاد تسوية تسمح للشركة باستكمال نشاطها. وفي مؤشر على أهمية تلك المحادثات، يقود ليو هي المستشار الاقتصادي للرئيس الصيني ونائب رئيس الوزراء، ذو النفوذ الكبير، الوفد الصيني لدى واشنطن. وسيلتقي هذا الاقتصادي الحائز على شهادته من جامعة هارفرد الأمريكية بالرئيس دونالد ترمب شخصيا. وحتى الآن، يظهر ترمب متفائلا، باعتباره أن الولايات المتحدة في موقع قوة مقابل الصين التي يشهد اقتصادها تباطؤا. وسجل العملاق الآسيوي في عام 2018 أدنى نسبة نمو له منذ 28 عاما (6.6 في المائة)، تأثرت خصوصا بالحرب التجارية. وفي إطار أزمة «هواوي» الحالية التي وقعت فريسة للسلطات الأمريكية في خضم الحرب التجارية المشتعلة حاليا، وجد رين زينج فاي مؤسس الشركة نفسه أمام أصعب التحديات في حياته، وهي إنقاذ شركته وابنته التي تواجه اتهامات من القضاء الأمريكي. وأسس المسؤول البالغ من العمر 74 عاما شركته عام 1987، ومنذ ذلك الوقت، شاهدها تتحول إلى أضخم الشركات على كوكب الأرض، مع 180 ألفا من الموظفين في 170 بلدا، وبيع 206 ملايين من الهواتف الذكية العام الماضي، ورقم أعمال حجمه 100 مليار دولار (87 مليار يورو). لكن الاتهامات الثقيلة التي كشفت عنها وزارة العدل الأمريكية ضد الشركة، تهدد بتقويض إمبراطوريته وإرسال ابنته منج وانزهو، المديرة المالية لـ «هواوي»، إلى السجن.

مشاركة :