كثيراً ما نسمع بمصطلح التعلم الذاتي وكيف أنه يسهم في تشكيل حاضر ومستقبل الأفراد والمجتمعات، وهو عبارة عن ممارسة تعليمية يقوم بها الفرد نفسه، ليطور من مهاراته وسلوكه، ليصل إلى هدف منشود قد حدده لنفسه سلفاً، أو الوصول إلى نتيجة معينة تسهم في رضاه وتقدمه. وموضوع التعلم الذاتي كثيراً ما يثار في الآونة الأخيرة، فقد أصبح متطلباً مهماً يسعى إليه الأفراد والشركات بشكل متواصل، وكما كان الحال سابقاً مع التعليم الأكاديمي، فالشهادة الجامعية والشهادات العليا كانت ولا تزال متطلباً مهماً للحصول على فرص وظيفية أفضل في مختلف الجهات، أصبح كذلك التعلم الذاتي أيضاً، فالكثير من الشركات الكبرى الآن على مستوى العالم هي نتاج لتعلم ذاتي فردي، فظهورها الأولي كان نتيجةً لجهود فرد أو بعض الأفراد الذين يتمتعون بخبرة اكتسبوها بشكل فردي في مجال معين. وكما هو معلوم، فإننا نعيش في عصر الانفجار المعرفي، فلا يوجد الآن أكثر من المعلومات من حولنا، ونرى تراكم الخبرات في جميع المجالات، مما جعل تبادل هذه الخبرات والمعلومات متطلباً مهماً، فظهرت منصات إلكترونية سهلة وبسيطة لتبادل هذه الخبرات، ولضمان الاستفادة القصوى من كم المعلومات الكبير. وهنا في هذا المقال نخاطب الرواد والمتطلعين لتطوير ذواتهم، والاستفادة من هذا الكم المعرفي، فالتعليم الذاتي أصبح ضرورة مهمة لتشكيل مستقبل أي منا، وفي حياتنا اليومية نمر بالعديد من الأحداث والمواقف التي تظهر معها جلياً أهمية التعلم الذاتي، فالعديد منا يزعم أن الوقت لو عاد به إلى الوراء لما تخصص في هذا المجال، أو لكان من الأفضل لو درست كذا وكذا، وهذا الأمر وارد جداً، فالعديد منا لم يكتشف ميوله وشغفه إلا في وقت متأخر، أو أنه أحب مجالاً جديداً بعد أن أنهى دراسته الجامعية في مجال مختلف تماماً. وهنا نقول إن التعلم الذاتي هو الممارسة الأسهل للفرد من أجل أن يعدل اتجاهاته من غير أن يحس بأن الأوان قد فات، فهذه الممارسة لا تتطلب إلا القليل من الوقت والكثير من المثابرة والجهد والالتزام، وهنا نعرض للقارئ بعض النصائح التي قد تفيد في تنظيم عملية التعلم الذاتي لديه: 1- تحديد المجال أو التخصص المطلوب، وهنا ينظر كل منا في نفسه وميوله، ما هو شغفي؟ في أي المجالات يجب أن أطور من ذاتي؟ كيف يمكنني صقل موهبتي؟ 2- تحديد القنوات التي سيتم من خلالها التعليم الذاتي، كالمواقع الإلكترونية التي تطرح دورات تدريبية متخصصة وتكون الدراسة فيها عن بعد، أم التوجه نحو قنوات الفيديو التعليمية، أو الاكتفاء بالكتب والمصادر المطبوعة. 3- تخصيص وقت ثابت للتعلم، كتخصيص ساعة أو أكثر يومياً لتنمية المهارات واكتساب الخبرات، وهنا تحديداً يظهر مدى التزامنا بعملية التعلم الذاتي، فالكثير منا يرتب جدوله الشخصي، ويحدد المجال الذي يريد، وعندما تدق ساعة الجد يتهرب من الالتزام بما خطط له، مع العلم بأنه لو التزم بما خطط له سيلاحظ التقدم في مستواه خلال الأسابيع الأولى من التعلم، وبعد 4 أو 6 أشهر سيحس بالفرق الكبير بين مستواه السابق ومستواه ما بعد التعلم الذاتي. 4- وأخيراً الممارسة والاستفادة من كم المعلومات المكتسبة، ويكون ذلك من خلال توظيفها في الحياة الشخصية والمهنية، وقياس مدى التقدم ومدى الفائدة المحققة. * كاتبة إماراتيةطباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :