مع بداية موجة أفلام الجاسوسية وكان أشهرها فيلم جيمس بوند الذي كاد أن يصبح مسلسلا، كنت معجبا بها ثم تكاثرت تلك النوعية من الأفلام حتى مسّخوها فانصرفت عنها، ولكن مؤخرا عاودني الحنين وأعدت مشاهدة فيلم الجاسوسية «انت فقط تعيش مرتين» الذي يقوم جيمس بوند، الذي قام بدوره الممثل الايرلندي شون كونري، أثناء مطاردته لخصومه، بفتح حقيبة يد كبيرة، ثم إخراج قطع معدنية وتركيبها، فتحولت تلك القطع إلى طائرة مروحية صغيرة تتسع لراكب واحد، ومشهد تلك الطائرة في الفيلم لم يكن خدعة بل حقيقة، فقد ألهم الفيلم صناعة الطيران فكرة صنع طائرات صغيرة حملت اسم «أوتوقايرو»، وحدث شيء مشابه بعد عرض فيلم الحديقة الجوراسية للمخرج العبقري ستيفن سبيلبيرغ الذي لعن العرب والديه وأجداده، لأنه اخرج فيلم قائمة شيندلر الذي يحكي جانبا من قصة المحرقة اليهودية، الهولوكوست، (ونحن قوم نفضل لعن الظلام على إيقاد الشموع) المهم ان فيلم الحديقة الجوراسية ألهم العلماء فكرة إعادة إحياء كائنات منقرضة باستخدام أحماضها النووية (دي أن ايه) التي يتم الحصول عليها من هياكلها المتحجرة، وهكذا يعمل بعض العلماء الغربيون على إعادة الديناصورات إلى كوكبنا، وهم لا يدرون ان الديناصورات لم تنقرض في العالم العربي الشقيق (من فرط معاناته من الشقيقة والشقاق)!! على كل حال فإن الجيل الأول من طائرات اوتوقايرو أودى بحياة العشرات فطلبت هيئة الطيران المدني البريطانية من فريق من العلماء ان يعملوا على تطوير جيل جديد منها يتسم بالسلامة والقدرة على التحليق والهبوط في كافة الأحوال الجوية، وبعد سنوات من البحث والتجريب نجح هؤلاء في إنتاج طائرة ميرلين جي تي اس، القادرة على الطيران بسرعة نحو 140 كيلومترا في الساعة (ولا شيء.. فعيالنا يطيرون بسياراتهم بسرعة 240 كيلومتر على الأرض، داخل المدن... تذكرت حكاية تتعلق بالسرعة ففي ماليزيا وقف رجل أمام القاضي متهما بأنه خالف حدود السرعة المقررة بسيارته، وابلغ الشرطي القاضي ان صاحبنا كان يقود سيارته بسرعة 720 ميلا أي ما يقل عن سرعة الصوت بقليل وبداهة فإن القاضي لم يكن في غباء الشرطي وأفرج عن الرجل من دون تردد). المهم ان المئات من طائرات ميرلين دخلت الخدمة سلفا في العديد من الدول الغربية، ويستخدمها أناس ذوو ثروات ليست طائلة لتفادي ازدحام الطرق، خاصة وان سعرها لا يتجاوز سعر سيارة عادية (نحو 52 ألف دولار)، ولا يحتاج التدرب على قيادتها سوى بضعة دروس لا تزيد مدتها عن أربعين ساعة، ومن المؤكد انها ستغزو البلاد العربية قريبا فتتساقط على رؤوسنا أعضاء بشرية كلما اصطدمت اثنتان منها أثناء قيام قائدَيْها بالاستعراضات المعتادة المسماة بالتفحيص والتفحيط وهي مفردات كانت تستخدم في ما مضى لوصف سلوك الحمار الهائج! ومع وصول هذه الطائرات إلى بلداننا لا بد ان يتسلح معظمنا بمدافع مضادة للطائرات، لأنها ستستخدم للتحليق فوق البيوت للمغازلات، كما يجب على الجميع ارتداء قبعات فولاذية أثناء السير في الشوارع، لأن المعتادين على إلقاء قصاصات عليها أرقام هواتفهم في الأسواق أمام كل أنثى يمرون بها، سيضطرون اثناء المعاكسات الجوية إلى ربط قصاصات ارقام الهواتف بحجارة أو أشياء ثقيلة الوزن ورميها من الجو لضمان وصولها إلى أقرب نقطة من الفتاة المستهدفة بالغزل الجوي، مما يستوجب وجود إسعافات طائرة لإنقاذ ضحايا الأرقام الجوية، بس ستكون هناك مشاهد ممتعة عندما تبدأ وحدات الشرطة الطائرة في مطاردة الصائعين أصحاب العواطف الطائرة وتحدث مطاردات ومناورات كتلك التي نشاهدها في الأفلام الحربية وقد نقرأ في الصحف: تمكنت وحدة الصواريخ التابعة لشرطة الآداب أمس من اسقاط طائرتين كانتا تشنان غارات على مجموعة من الفتيات في سوق الخضراوات وقد راح ضحية الحادث بائع الخيار بابو شنكر، وقد اتضح أنه يقيم في البلاد بصورة غير شرعية ومن ثم فإن ذويه لا يستحقون أي تعويض على فقده غير الأليم.
مشاركة :