الحرق والنبش أنِفهُ العرب في جاهليتهم وحرّمه الإسلام | عاصم حمدان

  • 2/17/2015
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

كثيرًا ما كنا نتهم المؤسسات الصهيونية وخصوصًا تلك التي تتخذ من الغرب مقرًا لها مثل: مجلس النواب اليهودي في بريطانيا: Jewish,Board, of ,Deputies أومؤسسات رجال الأعمال الملتزمين بالقضايا الصهيونية مثل مؤسسة الثري اليهودي روتشايلد Rotshild أومؤسسة «ايباك» لجنة العلاقات الاسرائيلية - الأمريكية التي تقوم بتسويق المشروع الصهيوني داخل الكونغرس الأمريكي، أومؤسسات من يطلقون عليه في الإعلام الغربي بإمبراطور الصحافة الكندي الاصل روبرت مردوخ: Rupert Murdoch من خلال مجموعته الصحافية مثل: الصن، The Sun وسواها، نعم.. لقد مر زمن طويل ونحن لا نفتأ ليلًا ونهارًا باتهام هذه المؤسسات الإعلامية والصحافية بتشويه صورة العربي والمسلم في الغرب، وهوأمر لا خلاف عليه لأن المنطلقات الصهيونية تختلف عن منطلقاتنا وأهدافنا بل ورؤيتنا الدينية والحضارية للحياة، إلا أن ظهور تيارات متشددة وإرهابية في عالمنا العربي والإسلامي من مثل: طالبان التي تحرق وجوه الأطفال بمادة «الأسيد» لأنهم اختاروا دروب العلم بدلًا من دروب الجهل والأمية، وكذلك «بوكوحرام» التي هي الأخرى تحرِّم التعليم على الفتيات وتحتجزهن مهددة ببيعهن في سوق النخاسة ،وأخيرًا «داعش» التي تحاول لي عنق النصوص وتفسيرها بما يخدم رؤيتها الظلامية، وتسفك دماء المسلمين وسواهم بجز الرؤوس كما تقوم جهارًا باغتصاب نساء الطوائف التي عاشت في المجتمعات العربية لعشرات القرون آمنة مطمئنة مثل الطائفة اليزيدية في العراق، وأخيرًا قيامها بما تقشعر منه الأبدان وتأباه الفطرة السوية وذلك بحرق الطيار الأردني «الكساسبة». وقد ارتفع صوت فضيلة الشيخ سعود الشريم من منبر المسجد الحرام يذكّر الناس بأن الإسلام دين الرحمة والرفق واللين والعدل والمساواة، مستشهدًا جزاه الله خيرًا بوصية سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه لجيوش المسلمين قائلًا: لا تقتلوا شيخًا فانيًا ولا طفلًا صغيرًا، ولا امرأة، ولا مريضًا ولا راهبًا، ولا تقطعوا ثمرًا، ولا تخربوا عامرًا، وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين» وما ذاك إلا لأن الإسلام جاء لعمارة الارض. وحتى في الجاهلية فإن العرب كانوا بفطرتهم يرفضون ما يمس حرمة الإنسان، فلقد ذكرت كتب السيرة الصحيحة بأنه لما خرجت قريش من مكة لقتال النبي صلى الله عليه وسلم في «أحد» وكانت هند بنت عتبة لم تُسلم بعد مع زوجها أبي سفيان فلما وصلوا الى الأبواء قالت «هند»: لونبشتم قبر والدة «محمد» آمنة بنت وهب فإن أُسر أحد منكم فاديتم كل انسان بإرب من آرابها ،فذكر أبوسفيان ذلك لقريش فأجابوا: لا نفتح مثل هذا الباب علينا ،وفي رواية: أتريدوننا أن نأتي بأمر لم تأتِ به العرب من قبل، وفي تلك الغزوة -أي «أحد» - قُتل عم النبي صلى الله عليه وسلم وبُقر بطنه ومُثّل به، فلما رأى المسلمون حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم على من فعل بعمه ما فعل: قالوا: والله لئن ظفرنا الله تعالى بهم يومًا من الدهر لنمثلنَّ بهم مُثلةً لم يمثلها أحد من العرب، فنزل جبريل عليه السلام والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بخواتيم سورة النحل «وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهوخير للصابرين». نعم لقد عملت تلك الجماعات المتشددة على رسم صورة سيئة عن «المسلم» وواجب الأمة أن تقف ضد هذه الجماعات فخطرها على الإسلام وأهله لا يقل عن خطورة أعداء الأمة لأن العدوظاهر وهؤلاء يندسُّون بين صفوف الأمة.

مشاركة :