ابن مساعد.. القيم مهدرة في مدرج «الفرص الضائعة»

  • 2/17/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

حتى وأنت ترفع يديك لتنهي هذه اللعبة الوقحة مع الحظ مرة ومع جمهور المتعصبين مرة أخرى، ثمة من لا يمتلك فروسية الموقف ليكف اللسان والبنان عن إشارات الهمز واللمز والإيذاء المعنوي لشخصية أقل ما يقال عنها إنها أثرت المشهد الرياضي وقبله الثقافي لنحو عقدين من الزمان. عشرة أعوام من الدخول في عوالم الكرة المليء بمرضى الهوى والتعصب، وقبلها 15 عاما من ملء المشهد الثقافي في شكل أكثر نضارة وأقل وطأة، وبينهما لحظات دمجت المشهدين ليخرج الثقافي والرياضي من قلب شاعر فرح بالوطن في عز إنجازاته الرياضية لينتج "جاكم الإعصار ما شي يعيقه، منتخبنا اليوم وخّر عن طريقه، هذا الأخضر لا لعب، جهزوا كأس الذهب، اذكر الله وشوف وأنسى الحذر والخوف، ما يعرف الخوف من هذا فريقه". كان الأخضر بوابة العشق الرياضية الأولى للشاعر الأمير عبدالرحمن بن مساعد، أدخلته معنويا عالم الرياضة ليختار منها لونا محليا أزرق وجد فيه ما يشبهه، غير أن أعاصير التعصب واستعجال الأنصار أعاقا تجربة الشاعر في إكمال مشهد رياضي يقترب من مثاليات المثقف ويلبي نداء الإنجاز لدى الرياضي. ستة إنجازات كروية في الفترة الأولى تبعها بواحدة في الفترة التالية لم تكن كافية لسد رمق جمهور لا يشبع من الإنجاز، وثمانية أعوام من لغة جديدة لمسؤول رياضي مثقف لم تشفع لعبدالرحمن بن مساعد في الاستمرار، ليختار الانسحاب من المشهد الرياضي المأزوم حقناً لمشاعر جمهور مكلوم بدأ يفقد الثقة وتسربت له رياح الشك العاصفة من معسكرات رياضية أخرى، غير أن كلمة "قيم أوفر" يفهمها كل العالم أنها لحظة تصافح تنسي ما قبلها من حرارة التنافس، لكننا ما زلنا نفخر بالزير باعتباره مضربا في الشجاعة والأخذ بالثأر على مدار السنين، هي ليست سوى بداية حرب جديدة لمعارك لا تنتهي. اللعبة انتهت.. قالها عبدالرحمن بن مساعد الجمعة الماضي في أعقاب الخسارة لثالث نهائي كان طرفه نادي الهلال في عام واحد بينها نهائي القارة، إلا أنه قد يتراجع عن خطوته، لكن اللعبة لم تنته عند المتعصبين ليبدأوا حملة جديدة من محاولة اغتيال معنوية لرموز أثرت المشهد بما لها أو عليها، وكأن المطلوب دوما من الهلال أو من أي فريق رياضي آخر أن يفوز على الدوام، أو يتلقى أعنف وسائل التحطيم. ليس عبدالرحمن بن مساعد وهو ابن الرجل الذي عرف بالزهد بأحد أولئك المتجبرين في الأرض كي تبدو المسألة نهاية طبيعية لمشوار رياضي، فهنا يشهد أحد المثقفين السعوديين المتابعين للرياضة بأن رئيس الهلال أحد أفضل رؤساء الأندية السعودية في تاريخها لغة وأدبا في الحضور الإعلامي والرياضي ــ كما يقول الناقد عبد العزيز الردادي ــ وأكثرهم ثقافة وأوضحهم حجة وأقدرهم إقناعا"، لكنها كلها كانت قيما معنوية مهدرة في مدرجات الضجيج وراء الفرص الضائعة" هكذا يقول مثقف آخر يؤلمه ألا تتسع صدور ومدرجات الرياضة لقبول ثقافة الإخفاق حينا والفوز في أحيان. إن كنت محبا للغة الجميلة والأدب الجم بعيدا عن ألوان الأندية وتعصباتها المختلفة فسوف تحب أن يبقى في مشهد رياضي تعز فيه اللغة الراقية وترتفع فيه لغة الأنانية والتصريحات الخرقاء لأندية نسينا في غمرة حمى التنافس الكروي أنها أندية رياضية ثقافية، أن يبقى في المشهد رجل مثقف كعبدالرحمن بن مساعد، لم يتحمل وخزات "الدبابير"، ما جعله يغادر ويترك المكان مجروحا جرحا سيبقى أثره سنين طويلة.

مشاركة :