«ما فائدة الثمار إذا تركت تذبل على أغصانها أو سقطت في أحواض أخرى» بهذه الجملة دق عدد من الباحثين الأكاديميين ناقوس الخطر للجامعات، التي تتكدس فيها آلاف الأبحاث العلمية دون الاستفادة منها، مؤكدين أنه لو تم تطبيقها على أرض الواقع فستلعب دورًا كبيرًا فى تطوير وخدمة المجتمع وتقدم حلولا عملية للعديد من المشكلات. وأبدوا أسفهم على أن مصير 80 % من الأبحاث هو رفوف المكتبات، مؤكدين أنها تصبح في طي النسيان بمجرد إقرار البحث ومنح الشهادة لأصحابها، مما يضيع أموالا طائلة على الدولة والباحثين الذين بذلوا جهودًا كبيرة في إعدادها، متسائلين عن السبب في عدم الاستفادة منها، حاثين الجامعات على مطالبة الباحث المتقدم لنيل الشهادة العليا أن يكون بحثه واقعيًا ويمكن الاستفادة منه في القطاع العام أو الخاص. استفادة محدودة ويؤكد تركي خيشان السلمي حاصل ماجستير ويحضر لمرحلة الدكتوراة أن الاستفادة من نتائج البحوث ما زالت محدودة، وتظل حبيسة الإدراج، مرجعا ذلك لغياب مقومات العمل المؤسسي في أغلب المؤسسات التي تخدم المجتمع وبروز العمل الفردي بها. واقترح فتح أقسام مستقلة في المؤسسات المجتمعية تستقطب البحوث والدراسات التي تستهدفها وتحولها إلى أوراق عمل وحقائب تدريبية بالتنسيق مع الباحثين وتدريب كافة أفراد المؤسسة على مخرجات البحوث. الارتباط بالواقع فيما يرى ماهر الرحيلي ماجستير تربوي أنه يجب أن تعالج البحوث العلمية المشكلات الواقعية، مشددًا على ضرورة تطبيق نتائجها على أرض الواقع. وأيده الرأي محمد خلف العنزي ماجستير في المناهج وطرق التدريس وتربوي من تبوك، مطالبًا بالتوسع في نشر رسائل الماجستير والدكتوراة إلكترونيًا، وإيجاد قاعدة معلومات لها بما يضمن وصولها لكافة شرائح المجتمع، مقترحًا أن تشترط الجامعة على الباحث أن يطبق دراسته عمليًا على أرض الواقع ولو لمدة عام قبل منحة الدرجة العلمية، وبعد التأكد من الاستفادة منه يتم إجازته. غياب إعلامي وفيما طالب الدكتور زيد الهدباني أكاديمي في الجامعة الإسلامية بمنطقة المدينة المنورة وسائل الإعلام بالمساهمة في نشر الأبحاث العلمية لإيصالها للمجتمع، لفت الدكتور سعيد الجريسي مدير تعليم مهد الذهب إلى ضرورة تشكيل لجان علمية ذات مصداقية بالمعايير وتتبعها مؤشرات لفحص وتقييم الرسائل العلمية. من عالم آخر ونوه الدكتور عبدالكريم العلوني عميد وأكاديمي بمحافظة ينبع إلى عدم وجود بيئة مشجعة على البحث العلمي في معظم الجهات الحكومية والخاصة، وقلة الإنفاق على البحث العلمي، ملمحًا عدم التوفيق في اختيار موضوعات لها صلة بواقع بلادنا ومشكلاته المختلفة. نشر الأبحاث من جانبه، قال المتحدث الرسمي لجامعة أم القرى الدكتور عادل باناعمة أن عدد الرسائل العلمية التي أنجزتها الجامعة حتى الآن بلغ نحو 15390 رسالة علمية، منها: 11632 رسالة ماجستير، و 3758 رسالة دكتوراة، تتوزع على طيفٍ واسعٍ من المجالات والتخصصات. وذكر أن من الطرق التي اتبعتها الجامعةُ لتيسير الاستفادة من هذه الرسائل تمثلتْ في ثلاث طرق الأولى عبر النشر الرقمي، عبر صفحة مكتبة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الجامعية التابعة لأم القرى، لافتا إلى أن المكتبة خصصت جزءًا من منظومتها للرسائل العلمية من الجامعات السعودية الأخرى، حيث قامت بنشر 4696 رسالة. وذكر أن الطريقة الثانية تمثلت في النشر الورقي، فيما الثالثة فمن خلال توفير نسخ ورقية من الرسائل جميعًا في (مكتبة الملك عبدالله الجامعية)، وبشكل جزئي في المكتبات الفرعية، ملمحًا إلى أن عدد الزيارات للمكتبة الرقمية تجاوز 72 مليون مستخدم. بينما يشير عميد الدراسات العليا بالجامعة الاسلامية أ.د. عبدالرزاق بن فراج الصاعدي إلى أن عدد الرسائل والمشروعات البحثية المنجزة في مرحلة الماجستير في الكلية بلغ 2418، وفي مرحلة الدكتوراة 1236. وأكد أنه يتم إتاحة الأبحاث العلمية في جميع المكتبات المعنية في الجامعة والمكتبات العريقة في المملكة مثل مكتبة الملك فهد الوطنية، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، المكتبات المركزية بجميع الجامعات السعودية، كما يطبع المتميز منها عن طريق عمادة البحث العلمي. المزيد من الصور :
مشاركة :