المتتبع لمسيرة العلاقات السعودية مع الشقيقة دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تدشينها في العام 1971 لابد وأن يلاحظ أنها علاقة تتسم بالتفرد، بما تتضمنه من معاني الإخوة والمحبة والتفاهم على المستويين القيادي والشعبي، حتى أنه يمكن وصفها دون أدنى مبالغة بأنها علاقة بين بلدين توأمين، لا سيما وأن ما يربط البلدين من علاقات تاريخية واجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية يجعلهما أقرب إلى التآلف. وهو ما يتضح بشكل خاص من خلال المواقف الموحدة التي يبديها البلدين إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية على كافة المستويات، سواءً في مجلس التعاون الخليجي أو الجامعة العربية أو منظمة التعاون الإسلامي، أو الأمم المتحدة. كما أن جهود البلدين في مكافحة الإرهاب تعبر عن رؤية مشتركة وإستراتيجية موحدة، عبرت عن نفسها في كثير من الشواهد، تعتبر مشاركة الجانبين في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي من أحدث شواهده. وعندما نتحدث عن تجربة تأسيس وبناء الدولة الحديثة لكل من المملكة ودولة الإمارات العربية المتحدة، فإنه لابد من الإشارة إلى بعد مشترك ساهم في انصهار التجربتين السعودية والإماراتية في بوتقة واحدة، وهو البعد الوحدوي في الفكر الإستراتيجي لمؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- ولمؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد آل نهيان وما اتسم به القائدين الموحدين من حكمة وبعد نظر وقدرة على استشراف آفاق المستقبل. يمكن القول أيضًا أن المملكة والإمارات في علاقتهما الأخوية تتقاسمان معًا الهموم والآمال في إطار البيت الخليجي الواحد، والعمل معًا من أجل درء المخاطر التي تتهدد أمن واستقرار المنطقة وتلمس أفضل الأساليب والطرق التي تدعم مسيرة دول مجلس التعاون الخليجي من التعاون والتكامل إلى الاتحاد الذي كان حلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- والذي يسعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- كي يصبح حقيقة واقعة في أقرب وقت ممكن باعتباره الدرع الأقوى لمواجهة التحديات التي تواجهها دول المجلس وفي مقدمتها التحدي الإرهابي خاصة بعد التغيرات والتطورات الأخيرة التي شهدها اليمن الشقيق. تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- لمقاليد الحكم بعد وفاة أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز -رحمه الله- يدشن لمرحلة جديدة في العلاقات السعودية الإماراتية ضمن المراحل التي ميزت مسيرة العلاقات بين البلدين الشقيقين، وحيث اتضحت مؤشرات تلك المرحلة الجديدة بزيارة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على رأس وفد رفيع المستوى واستقبال المليك المفدى وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد وسمو أمير منطقة الرياض له في مطار الملك خالد الدولي.
مشاركة :