تمثل العلاقات السعودية - الإماراتية ضمانة قوية للأمن القومي الخليجي والعربي بوجه عام، بالنظر إلى تطابق وجهات النظر في البلدين الشقيقين تجاه مجمل قضايا المنطقة، وتعاونهما البناء والمثمر في التعامل مع التحديات التي تواجهها، وفي مقدمتها التصدي لخطر التطرف والإرهاب، والقوى والأطراف الداعمة له، ومواجهة التدخلات الخارجية في دول المنطقة. وترتبط المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والإمارات بقيادة أخيه الشيخ خليفة بن زايد، بعلاقات تاريخية قديمة، قدم منطقة الخليج نفسها، ضاربة في جذور التاريخ والجغرافيا، تعززها روابط الدم والإرث والمصير المشترك، وحرص قيادتي البلدين على توثيقها باستمرارها وتشريبها بذاكرة الأجيال المتعاقبة، حتى تستمر هذه العلاقة على ذات النهج والمضمون، مما يوفر المزيد من عناصر الاستقرار الضرورية لهذه العلاقة. وأسهمت المملكة والإمارات في قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وكانت مواقفهما متطابقة تجاه القضايا العربية المشتركة، كالقضية الفلسطينية والوضع في مصر وسوريا والعراق واليمن، والعلاقات مع إيران في ظل احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث، علاوة على موقفهما المتطابق من الغزو العراقي لدولة الكويت، إضافة للتدخل الإيراني في الشؤون البحرينية. وكان خادم الحرمين الشريفين منذ أن كان أميرا لمنطقة الرياض، من الداعمين للعلاقات التاريخية بين المملكة والإمارات، حتى تولى مقاليد الحكم في البلاد، حيث لا تزال المملكة متمسكة بمنهجها الثابت في الحفاظ على علاقاتها الأخوية مع دول المنطقة، ودعم اللحمة الخليجية. وبالمقابل تسعى الإمارات إلى تعزيز هذا الموقف، إذ أكد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات الشيخ محمد بن زايد في أكثر من مناسبة أن العلاقات الإماراتية السعودية تجسيد واضح لمعاني الأخوة والمحبة والروابط التاريخية المشتركة. وتحولت العلاقات الثنائية بين البلدين خلال العقد الأخير إلى نموذج لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الدول العربية، ومثال على الوعي المشترك بطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية المحيطة وأهمية التعامل معها بسياسات ومواقف متسقة ومتكاملة. العلاقة التجارية والاقتصادية بلغ إجمالي حجم التجارة الخارجية غير النفطية العام بين الدولتين نحو 29,4 مليار دولار في 2018. بلغت قيمة الاستثمارات السعودية في الإمارات 35 مليار درهم. بلغ عدد المشروعات الإماراتية في السعودية نحو 114 مشروعا، مقابل 206 من المشاريع السعودية في الإمارات. نقلات نوعية في العلاقات الثنائية 2011 تحمل البلدان العبء الأكبر في التصدي لحركة الاحتجاجات التي شهدتها البحرين، وقادا تحركا عاما لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بإرسال قوات «درع الجزيرة» إلى البحرين، وإعادة حفظ الأمن والاستقرار إلى البحرين. 2014 تأسيس لجنة عليا مشتركة برئاسة وزيري الخارجية في البلدين لتنفيذ الرؤية الاستراتيجية لقيادتي البلدين. شاركا في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» الإرهابي. 2016 وقع البلدان على اتفاقية إنشاء مجلس تنسيقي بينهما يهدف إلى التشاور والتنسيق في الأمور والقضايا ذات الاهتمام المشترك في المجالات كافة. 2017 يحسب للمملكة والإمارات أنهما كشفتا الأدوار التخريبية التي تقوم بها إيران في زعزعة أسس الأمن والاستقرار في المنطقة، ولعل مخرجات القمتين الخليجية - الأمريكية، والقمة الإسلامية - الأمريكية بالرياض، تؤكد ذلك بوضوح. جاء القرار الذي اتخذته كل من الإمارات والسعودية ومعهما البحرين ومصر بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر بعد استنفاد كل المحاولات الدبلوماسية لإعادة قطر إلى الإجماع الخليجي والعربي. 2018 رؤية مشتركة للتكامل بين البلدين اقتصاديا وتنمويا وعسكريا عبر 44 مشروعا استراتيجيا مشتركا ضمن «استراتيجية العزم» التي عمل عليها 350 مسؤولا من البلدين من 139 جهة حكومية وسيادية وعسكرية وخلال 12 شهرا. تخفيف معاناة الشعب اليمني أعلنت المملكة والإمارات تخصيص 200 مليون دولار ضمن مبادرة إمداد، منها: 140 مليون دولار لتوفير الاحتياجات الغذائية العاجلة من خلال برنامج الغذاء العالمي 40 مليون دولار لعلاج سوء التغذية الحاد لدى الأمهات والأطفال والإصحاح البيئي من خلال منظمة اليونيسف 20 مليون دولار لمكافحة وباء الكوليرا وتأمين المحاليل الوريدية من خلال منظمة الصحة العالمية
مشاركة :