تعثرت المحاولات التي يبذلها كبير المراقبين الدوليين الجنرال باترك كاميرت في إحراز أي تقدم في طريق تنفيذ اتفاق ستوكهولم بشأن الانسحاب وإعادة الانتشار من موانئ ومدينة الحديدة، بسبب تعنت ميليشيا الحوثي الإيرانية، مما وضع اتفاق ستوكهولم على حافة الانهيار بحسب مصادر تحدثت لـ«البيان»، في وقت واصلت الميليشيا خروقاتها للهدنة على الأرض، بقصف عدد من المناطق الخاضعة للشرعية بالمدافع وقذائف الدبابات. فيما تجتمع اللجنة المعنية بملف الأسرى والمعتقلين اليوم في العاصمة الأردنية وسط آمال بكشف الميليشيا عن مصير المختطفين لديها.. بالتزامن أكد رئيس الوزراء اليمني د. معين عبدالملك أن إصرار ميليشيا الحوثي على إفشال اتفاق السويد، وتنصلها عن تنفيذ كل التزاماتها بموجب الاتفاق الموقع عليه برعاية الأمم المتحدة، يبرهن على استمرارها في مراوغاتها المعتادة وعدم جديتها أو قبولها الانصياع للسلام والرضوخ للإرادة الشعبية وتنفيذ القرارات الدولية الملزمة. مراوغة ومماطلة وأوضح عبد الملك الذي استقبل امس رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بوزارة الخارجية البريطانية نيل كومبتون، ان تساهل المجتمع الدولي جعل من أي اتفاق أو قرار جديد فرصة للميليشيا الإيرانية للتصعيد في انتهاكاتها وحربها ضد اليمنيين، لتتجاوز ذلك مؤخراً إلى إطلاق النار على فرق الرقابة الأممية ومنع تحركاتها في تحدٍ سافر وغير مقبول للمجتمع الدولي. ولفت إلى ان لعبة المراوغة والمماطلة التي تعتمدها الميليشيا تتجسد حالياً في محاولاتها لإعادة التفاوض من جديد على اتفاق السويد وتفسيره بحسب ما يروق لها ويخدم ويشرعن لانقلابها. وقال «كانت موافقة الشرعية على اتفاق السويد حرصاً منها على السلام وحقن دماء اليمنيين، رغم اداركنا أن ميليشيات الانقلاب كعادتها في نقض المواثيق والاتفاقات لن تلتزم به، وهو ما نراه حالياً بعد مضي أكثر من شهر على التوقيع ولم تنفذ شيئاً سواء في الانسحاب من مدينة وموانئ الحديدة أو تبادل الأسرى والمعتقلين». وجدد التأكيد على أن المفتاح الحقيقي والوحيد للخروج من هذه الحرب التي أشعلتها ميليشيا مسلحة ومتمردة، هي في التعامل الجاد مع أسبابها وذلك بإزالة مظاهر الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة، بالاستناد على مرجعيات الحل السياسي المتوافق عليها. الى ذلك قالت مصادر مقربة من فريق المفاوضين عن الجانب الحكومي لـ«البيان» إن الطرفين عقدا امس اجتماعين احدهما في الصباح والآخر مساء. وكرسا لتسلم ملاحظات الجانبين على مقترحات كاميرت بشأن الانسحاب وإعادة الانتشار، حيث احتوى رد ممثلي الحكومة الشرعية على بنود المقترحات والتي تنص على الانسحاب من الموانئ الثلاثة وإعادة الانتشار من مدينة الحديدة. تعنت حوثي ووفقاً للمصادر فإن الميليشيا رفضت استلام القوات التي كانت موجودة في الحديدة قبل الانقلاب للموانئ والمدينة وأصرت على أن ما تقول إنها قوات خفر السواحل وقوات الأمن التي جرى التلاعب ببياناتها وإدخال عناصر الميليشيا في قوامها هي التي ستتولى استلام الموانئ والمدينة . وأوضحت المصادر أن خطة كاميرت نصت أيضاً على أن تكون هناك عملية انسحاب متزامنة لقوات الشرعية ومسلحي الميليشيا من مدينة الحديدة على أن تتمركز هذه الوحدات في مواقع خارج المدينة بمسافة يتفق عليها الا ان الميليشيا أصرت على ضرورة أن تنقل القوات إلى مسافة 60 كيلو متراً وبهدف إبعاد قوات الشرعية عن مدينة وموانئ الحديدة التي تريد أن تبقى تحت سيطرة مسلحيها الذين ارتدوا اللباس الرسمي لقوات خفر السواحل وقوات الأمن والشرطة. في الأثناء أوضحت مصادر أممية أن كاميرت أجرى اتصالات عدة بالمبعوث الأممي، مارتن غريفيث، ومسؤولين دوليين للضغط على قيادة الميليشيا الحوثيية للقبول، بالمقترحات التي قدمها لإحداث تقدم في ملف الحديدة، المهدد بالتوقف وانفجار الوضع العسكري. في الأثناء واصلت ميليشيا خروقاتها لاتفاق استوكهولم بشأن وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار في الحديدة واستهدفت الاحياء السكنية وذكرت مصادر عسكرية ان الميليشيا واصلت قصف الاحياء السكنية في مدينة التحيتا جنوب الحديدة مستخدمة قذائف الدبابات والمدفعية وخلفت أضراراً كبيرة في المنازل وحالة من الخوف والرعب لدى السكان وطبقاً لما ذكرته المصادر ناشد سكان المدينة التحالف العربي بإسكات المدفعية التي تستهدف المدينة ومنازلهم بشكل هستيري منذ صباح الأمس. مفاوضات عمان وعلى صعيد متصل أعلن مكتب المبعوث الدولي الخاص باليمن مارتن غريفيث أن اللجنة الإشرافية المعنية بمتابعة تنفيذ اتفاق الأسرى ستجتمع من جديد اليوم، في العاصمة الأردنية عمان. مشاركة يشارك مارتن غريفيث ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر مورير في اليوم الأول لاجتماعات اللجنة التي ستتولى متابعة تنفيذ اتفاق الأسرى، بحسب بيان لمكتب المبعوث الدولي الخاص باليمن. وسيناقش الخطوات المتخذة من قبل الأطراف للوصول إلى القوائم النهائية للأسرى.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :