سبق أن ذكرت أن كتلة الأغلبية تكونت دون قناعات أعضائها، ودون هدف واضح مجمع عليه أغلبيتهم، بل أجبر معظمهم على الانظمام إليها لعدم وجود بديل آخر، الأمر الذي جعل معظمهم يرتدون ثوب المعارضة لأهداف انتخابية وهم ليسوا بمعارضة حقيقية. ولكن المعارضين اعتبروا انضمام هذه الفئة مكسباً لهم دون أن يدركوا حقيقة الصراع، وما يملكه خصومهم في السلطة أو خارجها، ومن باب زيادة الخير خيرين، وهو الأمر الذي انعكس على سلوك المعارضة، حيث اتفقوا على أن تكون قراراتهم بالأغلبية، وهو ما جعلهم يثقون بتلك الفئة التي انحرفت بعد ذلك عن مسار المعارضة الحقيقي، وعادوا منفردين بثوب المعارضة لكي يقنعوا الناخبين بقدرتهم على إكمال مسيرة المعارضة، وإعادة الأمور لنصابها، وهو أمر لا عاقل يقره بعد أن هزمت المعارضة واستقر الأمر للسلطة وحلفائها، فالمنتصر في أي معركة هو من يملي شروطه، وهذا ما حصل لكل من شارك في الانتخابات الأخيرة ممن قاطعوها وممن كان يدعي المعارضة والإصلاح. بمعنى أن المعارض القوي والفطن عادةً ما يفاوض، وهي اللعبة السياسية، فكلما كان قوياً يملك أدوات التفاوض وتحقيق المكاسب، أما إذا ضعف وخسر معركته، فحتماً سيضطر لقبول أقل الخسائر وسيقبل بشروط الخصم مهما كانت قاسية، وهذا الأمر الذي وقعت فيه المعارضة لاعتمادهم على أشباه المعارضة في توكيلهم في التفاوض مع خصومهم، وهم لا يملكون حتى الخبرة أو القوة في ذلك، بل بعضهم لا يملك المصداقية والجدية لتحقيق أي مكسب للمعارضة. يعني بالعربي المشرمح: لا معارضة حقيقية في المجلس الحالي، إنما هناك معارضون يلبسون ثوب المعارضة، ولا يملكون لا المصداقية في التفاوض ولا الجدية في تحقيق أي مكسب، إنما اتخذوا التفاوض ذريعة لهم من أجل العودة للكرسي الأخضر والتمتع بامتيازاته، ولا عزاء للمعارضين الإصلاحيين الذين وثقوا بمن لبس ثوب المعارضة من أجل أن يكون له باب للعودة أو الفوز بالكرسي الأخضر!
مشاركة :