لأننا نعيش واقعاً عبثياً ومؤلما وحالة غير مسبوقة في العمل السياسي لا نستغرب أن يكون سب وشتم الرئيسين بوابة دخول للمعارضة الوطنية، ونافذة للعمل السياسي الوطني، وأسهل وسيلة لدغدغة مشاعر الناخبين والتكسب الانتخابي من خلالها، حتى أنها لا تحتاج برنامجاً سياسياً ولا تشريعاً ولا رقابة ومحاسبة. كنا ننتقد المعارضة سابقاً عندما رفضت التعامل مع الواقع السياسي المفروض عليها، وكنا نطالبهم بالتعامل مع الوقائع كرجال سياسة لا كمرشحين، إلا أن معظمهم رضخ للشارع ولمجموعات تسيدت المشهد فجأة لتملي عليهم مواقف كارثية تسببت في حالة العبث التي نعيشها اليوم بكل تفاصيلها دون أي نتيجة إيجابية، ودفع بسببها الكثير منهم ومن شبابنا تضحيات عدة. اليوم البعض يطالب مسلم البراك، وما أدراك من مسلم البراك، بسب وشتم الرئيسين حتى يثبت أنه مسلم الذي سجن وهجر وضحى بكل ما يملكه خلال فترة عمله السياسي، وإلا فلن تقبل دعوته لتوحيد الصفوف، ولن يستجاب لندائه للتنسيق وتوحيد الرؤى وفقاً للواقع الحالي والتعامل معه بعقلانية متزنة ليتحقق الهدف المنشود، فلا السب ولا الشتم سيغيران الواقع ولا التعنت والعناد سيحققان النتيجة في العمل السياسي، ولنا في ذلك شواهد كثيرة. والجميع يعلم أن التعامل مع الرئيسين مرزوق الغانم وصباح الخالد أمر واقع بحكم منصبيهما ومفروض على الجميع، حتى إن كان الكثير لا يريدون ذلك الأمر الذي يستحيل بسبّهما أو شتمهما تتغيير الواقع السياسي وتحقيق مطالب المعارضة المفككة والمتناثرة، والتي يرفض بعضها التوحد والعمل وفق أجندة لتحقيق هذه المطالب. يعني بالعربي المشرمح: الحملة التي نراها اليوم لضرب رموز المعارضة ممن قدم التضحيات كمسلم البراك وفيصل المسلم وغيرهما من الشخصيات الوطنية ما هي إلا وسيلة ممنهجة لتشتيت الجهود وتفتيت الوحدة وعدم السماح للتنسيق وتوحيد الأهداف وهو الأسلوب ذاته الذي وقعت بخطئه المعارضة في السابق، وحتماً ستكون النتيجة ذاتها لتستمر حالة العبث السياسي الذي تسعى له مؤسسة الفساد، فهل من عقل يفكر وضمير مخلص مدبر ينهي هذه الحالة، لنبدأ مرحلة جديدة تنهض بنا وبوطننا نحو مستقبل زاهر؟
مشاركة :