التأم مجلس الوزراء اللبناني في قصر بعبدا، امس، برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لدراسة مشروع البيان الوزاري، الذي وضعته اللجنة الوزارية المكلفة صياغة البيان وأنهته أمس الاول، تمهيدا لإحالته الى مجلس النواب. وافتتح عون الجلسة، قائلا: "البيان الوزاري غطّى كل المواضيع الأساسية ونأمل إنجازها وعدم إضاعة الوقت". وقبل الجلسة اجتمع الرئيس عون برئيس الحكومة سعد الحريري، كما قال نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني من بعبدا قبل الجلسة: "يجب على الدولة ان تحافظ على شرعيتها على أراضيها". أما وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية مي شدياق، فقالت: "لو كانت لحزب الله النية بتحدي المجتمع الدولي لما عين وزيراً للصحة بربطة عنق ويصافح باليد"، لكنها أكدت اعتراضها على بند "حق اللبنانيين في مقاومة الاحتلال"، مقترحة تحويلها الى "حق اللبنانيين في مقاومة الاحتلال من ضمن مؤسسات الدولة الشرعية". الى ذلك، أكد الرئيس الحريري في مؤتمر صحافي مع نظيره الايطالي جوزيبي كونتي، في السراي الحكومي أمس، أن "المرحلة المقبلة في لبنان مرحلة عمل"، مضيفا: "أدعو اليوم أصدقاءنا الايطاليين إلى المشاريع الاستثمارية في لبنان". وأشار الحريري الى ان "الحكومة اللبنانية ملتزمة بالقرار 1701 وبسياسة النأي بالنفس". وتابع: "سنعمل على تطوير العلاقات بين لبنان وإيطاليا وتفعيلها على كل الصعد". في سياق منفصل، لم تصمد الايجابية والنبرة الهادئة التي تحدث بها الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله منذ ٣ ايام أكثر من 48 ساعة، فدعواتُه الى تخفيض السقوف ووقف السجالات، وحديثُه عن وزارة الصحة التي "ستكون للجميع ولن تُستخدم لاغراض فئوية"، وعن وزيرها "غير الحزبي" جميل جبق، تبددت كلّها في خطابه، أمس الاول، في الذكرى الاربعين لانتصار الثورة الاسلامية في ايران، ليحلّ مكانها كلام آخر من العيار الثقيل استعاد فيه نصرالله أدبياته الخلافية بامتياز في الداخل، كقوله: "حزب الله شريك لإيران في المنطقة. ونحن سادة عند الولي الفقيه"، مقترحا "ترسيخ العلاقات بين بيروت وطهران وتوسيعها، عبر سلسلة خطوات اقتصادية وعسكرية وصحية". وأشار الى ان "إيران مستعدة لدعم لبنان على المستويات كافة، من الكهرباء إلى النقل والأدوية وعلى المستوى الدفاعي، فإن حزب الله كصديق لإيران جاهز للمساعدة في الحصول منها على كلّ ما يحتاج إليه الجيش اللبناني، وبخاصة في مجال الدفاع الجوي". وتابع: "انا مستعد للذهاب إلى إيران للإتيان بكلّ ما يريده الجيش اللبناني ليُصبح أقوى جيش في المنطقة". وختم نصرالله: "العروض الإيرانية لتحرير لبنان من سلطة الولايات المتحدة الأميركية تشمل ايضا قطاعات حيوية اخرى. فأهمّ مشكلة ستواجهنا في مجلس الوزراء هي الكهرباء"، مجدّداً التأكيد أن "إيران لن تكون وحدها في اي حرب تندلع ضدها، بل سيدعمها كل محور المقاومة".
مشاركة :