مقترح توحيد حزب نداء تونس يعود إلى الواجهة

  • 2/8/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تونس- عاد مقترح توحيد الأحزاب الحداثية إلى واجهة الأحداث في تونس مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة في الخريف المقبل. وأكد النائب عن كتلة الحرة لمشروع تونس حسونة الناصفي، وجود مشاورات بين كل من حزب مشروع تونس وحزب تحيا تونس وحزب نداء تونس من أجل توحيد العائلة الديمقراطية. وأضاف في تصريحات محلية الخميس، أن “تجميع القوى التقدمية ضرورة قصوى” وأن “الوقت أصبح ضيقا ويتطلب من الجميع تقديم تنازلات”. وحزبا “تحيا تونس” و”مشروع تونس” انبثقا عن حزب “نداء تونس”، الذي شهد خلال السنوات الماضية جملة من الانشقاقات. وبالإضافة إلى الحزبين المذكورين انبثق عن نداء تونس حزبان آخران هما حزب “بني وطني” الذي يقوده وزير الصحة الأسبق سعيد العايدي وحزب “المستقبل” بقيادة الطاهر بن حسين. ومن غير المعروف ما إذا كان الحزبان الأخيران سيشاركان في المشاورات التي تحدث عنها حسونة الناصفي. وكان حزبا نداء تونس ومشروع تونس قد أطلقا منتصف العام الماضي مشاورات بهدف إعادة توحيد الحزب، لكن تقارير إعلامية تحدثت عن فشل تلك المشاورات بسبب خلافات بشأن تزعم الحزب بين محسن مرزوق وحافظ قائد السبسي. وتعد الزعامة أكبر عائق أمام تحقيق مبادرة تجميع “العائلة الندائية” حيث يتساءل متابعون ما إذا كان رؤساء تلك الأحزاب مستعدين للتضحية بمنصب الزعيم لصالح أحدهم. ويقترح حزب مشروع تونس العودة إلى الالتفاف حول الرئيس الباجي قائد السبسي وهو ما أكدته تصريحات حسونة الناصفي. وأضاف “التقارب والالتقاء بين الأحزاب الثلاثة ممكن شريطة القبول بالتنازل” مشددا على “وجود إجماع داخل حركة مشروع تونس على ضرورة تجميع العائلة الوطنية وعلى أن الطرف الوحيد القادر على التجميع هو رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي".وتابع الناصفي “الرئيس قادر على لعب دور المُجمّع وكل من ينكر دوره وفضله لن ينجح”، معتبرا أن “عدم تقديم قيادات حركة تحيا تونس استقالاتهم من نداء تونس دليل على إمكانية عودتهم للحزب وأنهم تَرَكُوا باب العودة مفتوحا”. ونهاية يناير الماضي، أعلنت كتلة الائتلاف الوطني المحسوبة على رئيس الحكومة يوسف الشاهد تشكيل حزب “تحيا تونس”. وأثارت تلك الخطوة انتقادات واسعة خاصة من قبل أنصار العائلة الحداثية التي رأت أنها ستزيد من تشتيت التيار الحداثي التقدمي وهو الأمر الذي لا يخدم سوى حركة النهضة الإسلامية ويفتح لها الأبواب لتصدر نتائج الانتخابات القادمة. وفاز حزب نداء تونس خلال الانتخابات الرئاسية والتشريعية الماضية. لكن الانشقاقات التي شهدها انزلقت به إلى المرتبة الثالثة داخل البرلمان. وتتصدر الآن كتلة حركة النهضة عدد المقاعد البرلمانية حيث تحوز على 69 مقعدا تليها مباشرة كتلة الائتلاف الوطني. وبدوره ألمح النائب عن كتلة الائتلاف الوطني الصحبي بن فرج إلى ضرورة تجميع صفوف العائلة الحداثية، وذلك تعقيبا على حادثة أطفال المدرسة القرآنية بمنطقة الرقاب وسط البلاد. وقال في تدوينة عقب زيارته إلى المركز الذي يحتضن الأطفال “لمنظومة الإرهاب سياسيوها ونوابها وحقوقيوها ومحاموها ومنظماتها التونسية والدولية". وأضاف “للمنظومة الإرهابية أنصار ومريدون يجتمعون حولها ويتجندون للذود عنها ويقاتلون من أجلها ويرهبون كل من تسوّل له وطنيته الوقوف في وجه المنظومة، قيُصبح أطفال الأكاديمية الإرهابية، حفظة للقرآن اختطفهم أعداء الإسلام، يفرقونهم عن عائلاتهم ويحتجزونهم ويعتدون عليهم ظلما وعدوانا”. وتابع “هم كالبنيان المرصوص إذا سقط أو وقع منهم عضو يتداعى له سائر الأعضاء بالمساندة والمعاضدة والتعزيز والكذب والتشويه والتهديد، هكذا تشتغل منظومة الإسلام في خطر”. وتساءل قائلا، “فكيف تشتغل منظومة الدفاع عن مدنية الدولة وحداثية المجتمع؟ هل بنفس الوحدة؟ بنفس التضامن؟ بنفس التنسيق؟ على قلب رجل واحد أم على صيغة ‘كل حزب بما لديهم فرحون؟’ أفلا تتدبّرون؟ أم على القلوب أقفالها؟”.ويقسم مراقبون المشهد السياسي إلى ثلاثة فرق هي تيار الإسلام السياسي ممثلا في حركة النهضة، والتيار اليساري وتمثله الجبهة الشعبية (تحالف مجموعة من الأحزاب) والتيار الحداثي البورقيبي. ويرى هؤلاء أن التيار الحداثي الذي توجد به ما باتت تسمى بـ”الأحزاب الندائية” يشكل النسبة الأكبر داخل المشهد ويضم ما لا يقل عن نصف الناخبين، لذلك تسعى حركة النهضة جاهدة لعدم اتحادها. وكان عبدالعزيز القطي القيادي في حركة نداء تونس اتهم حركة النهضة بالوقوف وراء تأسيس حزب “تحيا تونس”. وأضاف في تصريحات إعلامية أن “عائلة الغنوشي بمن فيهم ابنه معاذ وصهره رفيق عبدالسلام هما مهندسا مشروع يوسف الشاهد تحضيرا للانتخابات القادمة”، كاشفا في المقابل أن “أعضاء حركة النهضة ضد بقاء يوسف الشاهد في الحكومة لكن عائلة الغنوشي هي من تتمسك بإبقاء مساندته للشاهد وهي من تشجع المارقين عن حركة النداء على الدخول ضمن مشروع الشاهد”. وتعيش تونس منذ نحو سنة على وقع أزمة سياسية عنوانها رحيل حكومة يوسف الشاهد وهو مطلب لنداء تونس والاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة نقابية) الذي رفضته حركة النهضة.

مشاركة :