أكد المطران بول هيندر، النائب الرسولي في جنوب الجزيرة العربية «الإمارات وسلطنة عُمان واليمن»، أن زيارات قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية هي دائماً محور اهتمام المجتمع الدولي، كما أنها الزيارة الأولى لقداسة البابا في منطقة الخليج العربي، الأمر الذي يجذب الأنظار، ترقباً لنتائج اجتماع حوار الأديان في المؤتمر العالمي للأخوة للإنسانية. وقال المطران هيندر، في حوار خاص لـ«الاتحاد»، على هامش المؤتمر العالمي الأخوة للإنسانية وزيارة قداسة البابا فرنسيس للدولة: «إننا نأمل أن يحذو الكثيرون، حذو «النموذج الإماراتي» الذي أراه نموذجاً يساهم بشكل كبير في إيجاد الحلول لبعض المشكلات في المنطقة». وعن أهمية الزيارة، وما يمكن أن تضيف من قيم لمبادرة عام التسامح التي أعلنتها دولة الإمارات، أشار المطران هيندر إلى أن الحب والاحترام لكل إنسان أمر أساسي، ويمكن أن يساعدنا في العمل على هذه المبادئ الأساسية بين كل فئات المجتمع، في تحقيق تعزيز قيم التسامح التي لا تدور فقط حول ترك الآخر يعيش، ولكن هي قيم تحدث الفارق في حياة الآخرين مع قبول الاختلافات الثقافية والدينية. وحول حرية العبادة والاعتقاد في الإمارات، قال المطران هيندر: «إن هناك مئات الآلاف من المسيحيين الكاثوليك في الإمارات والطوائف الأخرى، يعيشون في سلام، ويمارسون عباداتهم بكل حرية، ولقد أنعم الله عليهم فرصة الصلاة في أماكن العبادة في الدولة، ونشكر القيادة والحكومة الإماراتية على هذه الميزة، حيث تم افتتاح أول كنيسة كاثوليكية «سانت جوزيف» عام 1965 في أبوظبي، وكنيسة سانت ماري في دبي، والتي افتتحت عام 1967، وإن ذلك لم يكن ليحدث من دون مبادرات حكام دولة الإمارات الذين يحرصون دائماً على ترسيخ التقارب بين الشعوب». وأضاف أن دولة الإمارات أرض رائعة، حيث تحتضن أكثر من 200 جنسية من مختلف الأعراق والأجناس يعيشون في البلاد هنا، وأن مبادرة «عام التسامح» التي أعلنها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تدفع الأمة في الاتجاه الصحيح، في وضع مثال للتعايش بين جاليات من خلفيات ثقافية ودينية متعددة. وعن كيفية مواجهة الإسلاموفوبيا والمشاعر السلبية تجاه المعتقدات الأخرى، أشار إلى أنه يوجد بالفعل إسلاموفوبيا، وقد برزت إلى الواجهة، ولكن من الحقيقي أيضاً أن هناك مشاعر مماثلة في بعض الدول ضد معتقدات دينية أخرى، إذن ما يفعله البابا فرنسيس هو تعزيز الحوار بين الأديان المختلفة، وتبديد الأسطورة القائلة بأنه لا يمكننا العيش في سلام مع بعضنا بعضاً، ومع زيارته العالم الإسلامي يرسل إشارات قوية إلى أن طريق التقدم يتحقق من خلال الحوار والصداقة. وأوضح المطران هيندر أن البابا فرنسيس قد عمل في سنواته الست من البابوية باستمرار على التسامح مع الإسلام، ففي عام 2017، قام البابا فرنسيس بغسل أقدام رجل مسلم مع 11 سجيناً آخرين، من بينهم ثلاث نساء، وهذه الأعمال الطيبة جاءت لتكرس مفهوم التواضع».
مشاركة :