راشد ماجكي: لأهمية الجت يوجد 22 دكاناً لبيعه

  • 2/9/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أجرى الحوار: جاسم عباس الحنين إلى الايام الخوالي، يبقى الجامع المشترك بين الرعيل الأول ومن عاش في الكويت، في عصر ما قبل النفط أو في مرحلة الاستقلال وما بعدها، في هذا اللقاء رحلة مع الذكريات ومع الماضي، نغوص في ثناياه، فنبحث وننقب عنه، مع الذين عايشوه تسجل لهم صفحات من عبق التاريخ ففيه رسالة وعبرة للأجيال. تحدث راشد جاسم ماجكي، من مواليد 1928، فقال: المكان الذي نجلس فيه هو سوق الجت (البرسيم) القديم في منتصف سوق الخضرة في المباركية، الى بداية سوق الدهن والتمر، وانتقل في عام 1953 إلى مكان آخر قريب من سوق الدلالوة، بعد أن سبب في زيادة الازدحام أدى الى مضايقة الزبائن، يسمى بسوق التناكة الموازي لسوق الخضرة، فكانت السوق مزدهرة بسبب تربية الأغنام في البيوت. وقال ماجكي: أنا والمرحوم «الحيان» تعلمنا قيادة السيارة في سوق الجت، بعد أن كنا نتجول بالدراجات الهوائية، ومازالت إجازة القيادة عندي، وأتذكر سيارة البلدية تدخل السكيك فتقوم برش الماء لتبريدها. أضاف ابو عدنان: كان الجت (البرسيم) يعتبر الغذاء الرئيسي للمواشي والدواجن، فكانت ساقه طويل وأوراقه مركبة كل ثلاث وريقات على حدة، فكان صاحب الماشية أو الماعز يتابع وصول الأبلام من البصرة لشراء هذا العلف المفيد من السيف الى سوق الجت، خاصة في شهر نوفمبر حتى شهر مايو. أهمية الجت قال ابو عدنان: أنا طراح وابن الطراريح الذين تاجروا بالخضار والفواكه، خاصة الجت والشعير والكحيل من الكويت، كان لقاؤنا على الفرضة، نستقبل أصحاب الأبلام من الإيرانيين (الأهوازيين) والعراقيين (البصارة)، ونحن من الطراريح الذين امتلكوا أبلامنا بالقرب من «سيف الجولان»، بجانب قهوة جولان، لصاحبها بوعباس بوتقي أشكناني، ولأهمية الجت وفوائده كنا نجففه ونخزنه علفاً للماشية وقت الحاجة، والطراح لا يستورد «الجولان»، نبات من فصيلة البردي، كان يجلب من شط العرب، والجت له أهمية لكل بيت فيه الغنم والأبقار، وأيضا للحمار الذي يعلف حماره بالجت فهو غذاء. وكان في كل بيت من 5 إلى 6 أغنام، بالإضافة الى بقرة واحدة، وقال: «الجت ما ينباع إلا بورقه»، هذا المثل يُعرّف المشتري بأهمية الجت مع ورقه لا بأعواده فقط، ومثل آخر: «حمار الجت ينقله ولا يذوقه». سعر الجت قال أبو عدنان: كان الجت يباع بالمدوار (حزمة) سعره بـ12 آنة، والمدوار الواحد يعادل بالوزن من 3.5 إلى 4 وقيات، وكل وقية تساوي خمسة أرطال وتعادل 2 و4/1 كيلوغرام، والوقية (وكية) oke أوك كلمة تركية، وأما الرطل فهو وزن إنكليزي يعرف بالباون يساوي أربعين تولة، ويعادل تقريبا نصف غرام، وأيام فصل الربيع يصل المدوار الواحد الى 5 وقيات، وكل «شريب» يعطى 12 مدوراً من الجت (البرسيم)، والشريب هو خيشة كبيرة، وقد يصل سعر الشريب الى 12 آنة، وقد يصل الى أقل من هذا السعر. وعندما يقدم الجت (البرسيم) للصخلة (الماعز) نناديها وتعرف هذا النداء: (تَعَهْ إرْرْرْرْ)، فتشاهدها تسير نحو علفها ونناديها أيضا «يَحَيْ يَحَيْ»، وإذا زجرت الصخلة (الماعز) (هَدَعْ أو خس)، وكانت سوق لها أهمية بالنسبة لمربي الأغنام، وعندما يصل الحَمار حاملا على حِماره الجت تنفد الكمية بأسرع وقت، وكان عدد المحال لبيع الجت حوالي 22 محلاً. الجولان قال ماجكي: من الأعلاف التي كنا نغذي بها الحيوانات، التي تربى في البيوت، «جولان» من نبات البردي يظهر على ضفاف الأنهار القريبة من الحدود العراقية ــ الإيرانية (شط العرب)، والجولان من دون الأوراق يرتفع ساقه الى نحو مترا وأكثر، ولا يحتاج هذا النبات الى رعاية أو الى زراعته، لأنه ينبت من دون تدخل الإنسان، ما على المصدر الى «حشه»، بمعنى يقوم الفلاح بجمعه أو ما يسمى «الحشاش» يقطع الحشائش، ومنه تصنع الحصران، والطلب على هذا النبات (الجولان) أقل من البرسيم، وإذا وصل البلم حاملا الجولان يفرغ على الفرضة أمام قهوة «بوتقي»، حتى سميت القهوة بجيخانة جولان، وكان يفرغ على شكل أكواد (جمع كود أو كومة)، وحتى كمية من التراب تسمى «كوم من التراب أو كوم من الصخر»، وكان يباع الكود الواحد «ببيزة»، وإذا زادت الكمية يرخص السعر ونسمع نداء الطراح البائع بالجملة: «شيل الكود ببيزة» ويقال عن الكود أيضا: «كود الحجار ولا هالجار»، بمعنى أن الجدار في هذه الدار خير وأفضل من جار سيئ، الذي منه الاشمئزاز، والكود ايضا كل شيء إذا جمع فوق بعض من دون ترتيب يقال كود، وأما البيزة فهي عملة نقدية هندية قديمة كانت تساوي ربع آنة، والآن البيزة تساوي واحد فلس تقريبا، وكان مربي الماعز يحمل معه خيشة ليضع فيها «الجولان»، لأنه لا ينحزم مثل الجت، والجولان في أعلى رأس العود نتخذ منه الخريط، الذي يعتبر من الحلوى، خاصة عند الفلاح العراقي، الذي يستخرج من زهرته، وهو مسحوق أصفر يطبخ ثم يجمع ويصدر على شكل كتل صخرية. فَخَّار.. فخارة قال: من علف الحيوانات، خاصة البقر، أكلها يختلف عن الخرفان والحمير والماعز، مربو الأبقار يعتمدون في تغذية أبقارهم على الفخارة، هو طعام (نوى) مطبوخ ومنقوع سلفاً في الماء، مع خليط من النخالة تسمى «الشوار والباجلا والشعير»، توضع هذه المواد في وعاء فخاري أو وعاء من جذع النخل، وبعد هذه الوجبة يقدم الجت (البرسيم) والشعير، وهناك من يدلل البقرة حيث يضيف الى هذه المكونات الفاصوليا وحبوب أخرى. الشعير أضاف: لم نعرف خبز الشعير لكثرة الحنطة (القمح)، نتخذ منها الجريش والهريس، الشعير نتخذه علفاً للحيوان وكان يخلط مع التبن (دقائق أعواد سنابل القمح أو الشعير)، وهذا أفضل غذاء للماشية والدواب، وكان التبن يخلط مع الطين لبناء جدران المنازل، وكان الشعير نستورده من التنكسير وبوشهر (السواحل الإيرانية)، وهذا من الأعلاف التي تنظف بطن الحيوان، خاصة الحمار تخرج منه الغازات، ولا يدخل الشعير في المطبخ الكويتي القديم. كصيل أضاف: ورق القمح أو الشعير يقصل ويقدم للحيوان، خاصة من نبات الشعير الأخضر منه، كان يزرع في الجهراء ويستورد من العراق وإيران بالأبلام، وكان يباع في سوق الجت، ومن أرخص الأعلاف، لأنه يزرع في مزارعنا داخل الكويت. ومن الأعلاف أعشاب الربيع، التي كانت تباع في ساحة الصفاة، أو أن الشاوي (الراعي) كان يغذي الماشية خلف السور، ومنها: العرفج والخبيز والحميض والثمام والحوذان وأصابع العروس، وكانت هذه الأعلاف تخزن لفصل الصيف، وهذه أنفع للحيوان. أسواق الغنم والبقر والحمير ــــ كانت للأغنام والماشية سوق خاصة تباع أكثر في فصل الربيع. ــــ تقع سوق البقر القديمة شمال السوق الداخلية، ونقلت الى شرق ساحة الصفاة. ــــ للأبقار أحواش خاصة لرعايتها والاستفادة منها. ــــ هناك دلالون متخصصون لبيع البقر. ــــ وللحمير سوق خاصة، ويعتبر الحمار الحساوي من أفضل أنواع الحمير ثم يأتي الحمار الزبيري أقل جودة.

مشاركة :