«غيوم التجارة» تبدد أحلام الأسهم العالمية بمواصلة الانتعاش

  • 2/10/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: بنيمين زرزور غابت كل مؤشرات التفاؤل عن أجواء أسواق الأسهم العالمية نهاية الأسبوع، وحلت محلها غيوم متلبدة بعد نفي كل المؤشرات الإيجابية التي صدرت وسط الأسبوع عن تحقيق تقدم في المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، ما عزز الشعور السلبي حيال آفاق النمو في الاقتصاد الأمريكي وانعكس على أداء مؤشرات الأسهم العالمية التي تراوح أداؤها بين الخسائر الفادحة والمراوحة في المكان «مكاسب طفيفة». رفعت نتائج الشركات وبيانات أداء الاقتصاد الأمريكي ومؤشرات الانفراج في مفاوضات التجارة رهانات المستثمرين في الأسهم على استمرار النمو وتحقيق المكاسب بعد ستة أسابيع متتالية من الصعود الذي استمر حتى منتصف الأسبوع الماضي في ظل نتائج جيدة كشفت عنها شركات تقنية وبنوك وشركات صناعية، إلا أن كل ذلك تبخر فجأة يوم الجمعة بعد إعلان الأمريكيين عن غياب أي فرصة لتحقيق توافق على خريطة طريق مع بكين ونفي الأنباء التي ترددت حول لقاء بين دونالد ترامب ونظيره شي بينج قبل انتهاء الهدنة يوم الأول من مارس /‏‏آذار المقبل. النطاق الأحمر تهاوت مؤشرات الأسهم العالمية لتفقد مكاسبها الأسبوعية وتدخل النطاق الأحمر خاصة في اليابان وألمانيا وسط مخاوف من تضرر قطاعات التصدير في حال تصعيد الضغوط الأمريكية وتركيز كل الأطراف على مخارج تقوم على اتفاقات ثنائية مجدداً، وهو ما أفقد الثقة بأداء الاقتصاد العالمي عوامل صمودها بعد أن كشف مؤشر «مورجان ستينلي» للأسواق الناشئة عن تراجع مؤشرات 47 دولة بنسبة 0.3% للمرة الثالثة على التوالي ليضع حداً لشهر ونصف من المكاسب، وكان لافتاً حجم الخسائر التي تكبدها كل من مؤشر داكس الألماني الذي تصدر قائمة الخاسرين مغلقاً على 10906.78 نقطة ومتراجعاً 2.45% خلال أيام التداول الخمسة، ومؤشر نيكاي الياباني الذي فقد 2.19% وأغلق على 20333.17 نقطة وتركزت خسائره يوم الجمعة حيث تراجع بنسبة 2% على خلفية الصورة القاتمة للنزاع التجاري. وول ستريت نجحت بورصة وول ستريت في الإفلات من الخسائر مراوحة في المكان، وصفها بعض المحللين ب «المجهرية» نظراً لضآلتها، حيث بلغت مكاسب أفضل مؤشراتها أداء وهو «ناسداك» 0.47% فقط مغلقاً يوم الجمعة على 7298.20 نقطة بينما بلغت مكاسب داو جونز 0.17% ومكاسب «إس أند بي 500» 0.05% فقط. المؤشرات الأوروبية أما مؤشرات القارة الأوروبية فلم تشذ عن القاعدة رغم المكاسب التي حققتها وسط الأسبوع، وخيم الهبوط على مؤشراتها في نهاية تعاملات الجمعة، مع عودة المخاوف التجارية واستمرار الشركات في الإفصاح عن نتائج أعمالها، لتسجل خسائر أسبوعية، وعلى صعيد تطورات البريكست فإن رئيس المفوضية الأوروبية ورئيسة الوزراء البريطانية سوف يجتمعان مرة أخرى قبل نهاية فبراير الجاري لتقييم نتائج المناقشات المتعلقة بما إذا كان يمكن إيجاد طريقة من شأنها أن تحظى بأكبر دعم ممكن في برلمان المملكة المتحدة واحترام المبادئ التوجيهية التي وافق عليها المجلس الأوروبي أم لا. وعند نهاية تعاملات الجمعة، انخفض مؤشر «ستوكس600» بنحو 0.6% إلى 358.07 نقطة، ليسجل خسائر أسبوعية بنحو 0.4%، فيما تراجع مؤشر «فوتسي» البريطاني بنسبة 0.3% مُسجلاً 7071.1 نقطة، لكنه حقق مكاسب بنحو 0.7% خلال الأسبوع، أما مؤشر «كاك» الفرنسي فتراجع بنسبة 0.5% إلى 4961.6 نقطة، ليسجل خسائر أسبوعية بلغت 1.1%، كما سجل «داكس» الألماني خسائر أسبوعية بنحو 2.4% بعد أن تراجع بأكثر من 1% عند 10906.7 نقطة بنهاية جلسة الجمعة. النفط وبعد تحقيق مكاسب في بداية الأسبوع وسط مخاوف حول الإمدادات نتيجة الحصار المفروض على فنزويلا وتأكيد خفض السعودية إنتاجها في يناير بحوالي 400 ألف برميل يومياً، تلقى النفط صدمة يوم الجمعة بعد تصاعد المخاوف حول آفاق النمو الاقتصادي العالمي ليفقد خام غرب تكساس الخفيف «الوسيط الأمريكي» 4.6% على مدار الأسبوع وينهي سعر البرميل عند 52.72 دولار بينما بلغت خسائر خام برنت الأسبوعية 1% مغلقاً يوم الجمعة على 62.14 دولار. الذهب تعرض الذهب لأول تراجع منذ ثلاثة أسابيع نتيجة ضغوط ارتفاع الدولار وساعد على صموده الصورة السلبية لأداء بعض الاقتصادات الكبرى خاصة منطقة اليورو، وقد حافظ على صموده فوق حاجز 1300 دولار للأونصة لكن خسائره الأسبوعية بلغت 0.3%، منهيًا تداولات الجمعة على 1314 دولاراً. العملات ارتفع الدولار الأمريكي أمام سلة من العملات أول أمس الجمعة مسجلاً أقوى أداء أسبوعي في ستة أشهر مع إقبال المستثمرين على شراء العملة الخضراء كملاذ آمن وسط مخاوف من ضعف في الاقتصاد العالمي. وصعد مؤشر العملة الأمريكية أمام اليورو والين والجنيه الاسترليني وثلاث عملات أخرى، 0.14% إلى 96.642 في أواخر جلسة التداول بالسوق الأمريكي، منهياً الأسبوع على مكاسب قدرها 1.1% وهي أكبر زيادة أسبوعية منذ أن سجل قفزة بلغت 1.28% في الأسبوع المنتهي في العاشر من أغسطس/‏‏آب 2018، وتراجع اليورو 0.13% إلى 1.1323 دولار موسعاً خسائره بالأسبوع إلى 1.1%، وهو أكبر انخفاض أسبوعي له منذ أواخر سبتمبر/‏‏أيلول.

مشاركة :