الأمين العام لـ «نداء تونس»:نعمل لتجميع القوى الوسطية في حزب كبير

  • 2/10/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

التقاه مفتاح شعيب: أعرب الأمين العام لحركة «نداء تونس» سليم الرياحي عن إعجابه بالنهضة الشاملة التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيراً إلى أن ما تحقق في هذه الدولة الفتية تم بناء على تضحيات ورؤية استشرفت المستقبل منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وأكد الرياحي، في لقاء تناول ملفات عدة مع «الخليج»، أنه يبدي كثيراً من الاحترام والتقدير للإمارات، ويعتبر هذا البلد مفخرة عربية وإنجازاً كبيراً حققته قيادة تحب شعبها وتعمل على تقدمه وازدهاره، مؤكداً أن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، «رعاه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أصبحت واحدة من أهم الدول في العالم وليس في المنطقة العربية فحسب، وهو أمر واقع تشهد به الأرقام والمعطيات والتقييمات الدولية وشهادات المنصفين، وخير دليل على ذلك قصص النجاح الإماراتية في شتى المجالات، وقيم التسامح والتعايش التي تسود مجتمعها المتعدد الجنسيات والأديان والثقافات. ويضيف الرياحي «باعتباري تونسياً ومسؤولاً حزبياً، أنا من دعاة الاستفادة من هذه التجربة، ومن دعاة أن تكون الإمارات من الشركاء المهمين لتونس في المرحلة القادمة».يعتبر الرياحي، واحداً من الشخصيات الوطنية التونسية التي ظهرت بعد الثورة على نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وظل طوال السنوات الماضية من الأسماء المثيرة للاهتمام والجدل. وبسؤاله عن الواقع الذي تعيشه تونس اليوم، يؤكد أن الواقع الحالي تغير عما كنا نطمح إليه في 2014؛ إذ اختل التوازن السياسي مجدداً، وأصبح لزاماً علينا العمل على إحداث التغيير والتوجه بسياسات جادة، والمهمة الملقاة اليوم على النخب السياسية التونسية الوسطية وفي صدارتها «نداء تونس»، هي مكافحة الفقر والتطرف والإرهاب والفساد والانتهازية والمصالح الشخصية المفرطة، وحين تتحقق هذه الأهداف يمكن أن تتحقق الديمقراطية، وسيكون بوسع المواطن التونسي أن يختار ممثليه في السلطة بعيداً عن الضغوطات و«الدمغجة». وأكد أن التطرف مرفوض تونسياً وغير قابل للتسويق. ويضيف الرياحي أن «الواقع التونسي متنوع وديناميكي، وعلينا أن نتعامل مع هذا الواقع»، مشيراً إلى أن حالة الفلتان الحزبي والسياسي لن تستمر طويلاً، فهو يعتبر أن الانطلاقة الفعلية لتونس الجديدة ستكون بعد انتخابات هذا العام 2019، إذ بعدها سيتبين من يريد خدمة البلاد حقاً ومن له مآرب وأجندات أخرى. ومن أجل ذلك «نحن متفائلون بمستقبل تونس وبقدرة التونسي على التمييز والتفريق بين الوطني والانتهازي، وبين من يعمل لوطنه ومن يعمل لمصالح شخصية». ويشير سليم الرياحي إلى أن الهدف الأساسي الآن يتمثل في بناء الواقع السياسي، وتحديد الضوابط المساعدة على استقرار القوى السياسية، وعدم تكرار الأخطاء التي وقعت في السنوات الأخيرة، خصوصاً ما يتعلق منها بفقدان التوازن السياسي. وأشار إلى أن هذا الاستحقاق سيكون مطروحاً على مؤتمر «نداء تونس» الشهر المقبل. ويفترض الرياحي أن يتم في هذا المؤتمر الحاسم توزيع المسؤوليات وانتخاب قيادة ستتضمن وجوهاً جديدة. وبشأن الانتخابات الرئاسية، يقول الأمين العام لحركة «نداء تونس» إن الترشح سيكون بناءً على اتفاق، وستحدد الحركة كيفية الترشح، وفي الاستحقاق المقبل سيكون الرئيس الباجي قائد السبسي هو المرشح إذا قبل، فدستورياً ليس هناك ما يمنع، إلا إذا لم تكن لديه الرغبة. أما بعد الانتخابات فإن المهمة الرئيسية لمرشح «النداء» ستكون العمل على تعديل الدستور والقانون الانتخابي وإعادة بناء النظام السياسي، من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي المعدل، ومطلب تعديل نظام الحكم يتشارك فيه معظم القوى الوسطية الناشطة على الساحة التونسية.وعن دوره في المرحلة الحالية والمقبلة، يؤكد الرياحي: «الآن أنا في مهمة تجميع القوى الوسطية لتشكيل حزب كبير، وأريد بناء تحالفات قبل الانتخابات لا بعدها، حتى يطمئن الشعب، والتونسيون بطبيعتهم يرفضون التشتت. والحزب الكبير عندما يفوز ويستطيع تشكيل حكومة سيتحقق الاستقرار نسبيّاً. ونأمل أن تجد تونس نفسها في الطريق القويم لجعل الطموحات واقعاً يعيشه التونسيون بمختلف توجهاتهم السياسية ضمن دولة عادلة وقادرة على رفع التحديات». ويضيف، «أنا لا أبحث عن مصلحة خاصة وشخصية، بل أبحث عن مكان أكون فيه جزءاً من القرار السياسي لإعادة بناء الدولة الحديثة، وأنا أؤمن بأن هذا الهدف لا يكون إلا بتجميع العائلة الوسطية، ولذلك تجرأت على اتخاذ قرار بدمج حزب «الاتحاد الوطني الحر» في «نداء تونس» من أجل خير التونسيين لا لحسابات شخصية». ويشير الرياحي إلى أن تجربته السياسية كانت تدافع عن مدنية الدولة وحمايتها من الإرهاب والتطرف والانزلاق إلى الفوضى. وفي هذا السياق يستذكر أنه كان مهندس لقاء باريس بين الباجي قايد السبسي زعيم «نداء تونس» وزعيم حركة «النهضة» راشد الغنوشي يوم 15 أغسطس/ آب 2013 بعد حادثة اغتيال الشهيد محمد البراهمي، مؤكداً أن ذلك اللقاء ساهم في تهدئة الأوضاع في البلاد، وأخرج الإسلاميين من السلطة، وسمح باستكمال المسار السياسي وكتابة الدستور.وفي ثنايا خطابه، يحمل الرياحي الكثير من الاحترام والتقدير لقائد السبسي، ويؤكد أن تونس بحاجة إلى قيادات في قامة هذا الرجل بالنظر إلى الدور المحوري الذي اضطلع به منذ 2011 إلى اليوم، فقايد السبسي «قاد الحكومة المؤقتة، وأشرف على انتخابات نزيهة في أكتوبر/ تشرين الأول 2011، ثم سلم السلطة في أول مشهد ديمقراطي حضاري تعرفه تونس، وبذلك رسخ اسمه في سجل الزعامات التاريخية، وهو شيء يسجل له، وإذا قورن بالزعيم الحبيب بورقيبة، فإن بورقيبة علم التونسيين، أما قايد السبسي فقد ساهم في وضع تونس في مدار الدول الديمقراطية».وحول موقفه من كتلة «الائتلاف الوطني» التي تدعم رئيس الحكومة يوسف الشاهد، يؤكد الرياحي أن أي حركة سياسية تبنى بالقيادات الوطنية وليس بالنواب، وكتلة «الائتلاف» فيها نواب «لا نشك في وطنيتهم، ولكنهم ليسوا من القيادات الأساسية التي أسست «نداء تونس» عام 2012». ويضيف أن البرنامج هو الذي يعطي الكيان السياسي قيمة ومشروعية وليس عدد النواب. وانتقد الرياحي إطلاق اسم «تحيا تونس» على الحزب الجديد الداعم للشاهد، قائلاً: إن «تسمية «تحيا تونس» هي محاولة للاستيلاء على رصيد النداء، و«تحيا تونس» هو شعار الحملة الانتخابية للنداء عام 2014 وسيكون الشعار في انتخابات هذا العام. وهذا سيخلق مشكلة اتصالية؛ لأن هذا الشعار يرفعه جميع التونسيين بمختلف التيارات».وعن رؤيته للتغيرات السياسية في العالم، يؤكد الرياحي أن متغيرات سياسية كثيرة تطرأ، مؤكداً أن المرحلة الحالية تشهد تقدم رجال الأعمال إلى مواقع القيادة والحكم. وبناء على ذلك، يرى أن عهد القائد التقليدي انتهى؛ لأن هذا العصر هو عصر القيادات المالية، والدولة كي تنجح لا بد أن تسير وتدار كمؤسسة كبرى، مع احترام النمط المجتمعي والقوانين والنواميس الاجتماعية، وهي مهمة صعبة نظريّاً، ولكن عندما يتوفر النضج والوعي والدفاع عن حقوق المواطنين يمكن أن تكون النتائج إيجابية وفارقة.

مشاركة :