نحن الآن في بداية العام 2019 وسيتجاوز الطلب العالمي على البترول لأول مرة في التاريخ 101 (مائة وواحد) مليون برميل في اليوم وفقا لوكالة الطاقة IEA. بينما توقعت مقولة انتهاء عصر البترول حين صدورها عام 2000 بأنه بحلول عام 2030 (اي بعد عشر سنوات من الآن) سيوجد دول لا حصر لهم من البائعين للبترول ولا يجدون مُشترين لبترولهم. لكن الذي حدث على أرض الواقع أن الطلب على البترول يزداد - سنة بعد سنة - بمتوسط معدل سنوي 1.5 % إلى أن تجاوز الآن 101 مليون برميل في اليوم. بعد أن كان 76 مليون برميل عام 2000 تاريخ صدور مقولة انتهاء عصر البترول. ليس فقط الطلب وحده يزداد على البترول، بل كذلك إجمالي احتياطيات البترول الموجودة في العالم لم يتم اكتشافات هائلة جديدة في كُل من: اليمن، ومصر، والعراق، وأنغولا، ونيجيريا، وبحر قزوين. وهذه الدول (أو المناطق) الست هي الدول التي ذكرتها المقولة بالاسم بأنها أهم الدول المرشحة التي ستغرق السوق بالبترول. كذلك توقعت مقولة انتهاء عصر البترول حين صدورها عام 2000 بأن تنهار أسعار البترول بعد خمس سنوات أي عام 2005. لكن تضاعف (أربعة أضعاف) سعر البترول فوصل 97.26 دولاراً عام 2008 بعد أن كان سعر برنت 24.44 دولار عام 2001. هكذا فشلت المقولة فشلاً ذريعاً في تحقيق حتى صورة تقريبية لتوقعاتها سواء للطلب على البترول أو عرض البترول أو مستوى الأسعار. ثم كانت اللكمة القاضية على المقولة عندما وصل سعر البترول 111 دولاراً على مدى أربع سنوات متتالية (من عام 2011 الى عام 2014) فأسدل النسيان ستارته على المقولة وكاد ينساها المروجون لها وأصبح الجميع يحذر من ذروة إنتاج البترول. ثم كانت المفاجأة - غير المتوقعة - في اجتماع أوبك في نوفمبر 2014 حيث كان من المتوقع أن تتفق دول أوبك على الخروج بخطة للحيلولة دون انخفاض سعر البترول عن 100 دولار. لكن انفض الاجتماع بالخلاف ورفعوا شعارات المحافظة على الحصص وطرد البترول الصخري الأميركي والبترول عالي التكاليف من خارج أوبك. فانهارت أسعار البترول الى 31 دولاراً في شهر فبراير 2016 فانتفض من سُباتهم أنصار مقولة الاستغناء عن البترول. على رأسهم صندوق النقد وتوقع الصندوق بأن سعر البترول لن يتجاوز 50 دولاراً في المستقبل. ثم تواترت التقارير التطوعية (التي ذكرنا ثلاثة منها في مقال زاوية الأسبوع المنصرم) تستشهد بالمقولة على الاستغناء عن البترول. خاتمة: سعر طن الحجر الآن أعلى من سعر برميل البترول وسيأتي وقت قريب يصبح سعر برميل البترول أعلى من سعر طن الحجر.
مشاركة :