البابا فرنسيس في رسالته بيوم المريض: المجانية والعطاء سبيلنا في العناية بالمرضى

  • 2/10/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحت عنوان "أخذتم مجانًا فمجانًا أعطوا" أصدر البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، رسالة بمناسبة اليوم العالمي السابع والعشرين للمريض لعام 2019، والذي سيحتفل به غدًا 11 فبراير، باحتفال في مدينة كالكوتا الهندية.وفي رسالته قال البابا: تذكّر الكنيسة، المرضى وأعمال العطاء المجاني، كعمل السامري الصالح، ليكون السبيل الأكثر مصداقيّة للمسيحية، مؤكدًا إن الاعتناء بالمرضى يحتاج إلى الاحترافية والحنان، والأعمال المجّانية والفوريّة والبسيطة مثل المداعبة، التي من خلالها نجعلُ الآخرَ يشعر بأنّه "عزيز".وأكد الحياة هي هبة من الله، ولا يمكن اعتبارها مجرّد امتلاك أو ملكيّة خاصة، ولا سيما إزاء إنجازات الطبّ والتكنولوجيا الحيويّة التي يمكن أن تقود الإنسان إلى الاستسلام لإغراءات التلاعب "بشجرة الحياة".وأضاف: إزاء ثقافة الهدر واللامبالاة، أنه يجب وضع العطاء كنموذج قادر على تحدّي الفرديّة والتفتّت الاجتماعي المعاصر، من أجل تحريك روابط جديدة وأشكال مختلفة من التعاون الإنساني بين الشعوب والثقافات.واستطرد: العطاء لا غنى عنها، للعلاقة الاجتماعيّة، في العطاء، هناك انعكاس لمحبّة الله، التي تجد ذروتها في تجسّد المسيح وفي حلول الروح القدس.واوضح: لا يجب أن نخشى الاعتراف بأننا محتاجين وغير قادرين على إعطاء ذواتنا كلَّ ما نحتاجه، لأننا وحدنا وبقوّتنا لا نستطيع التغلّب على أيّ حدود.واكمل: أذكُر بفرح وإعجاب شخصَ القدّيسة الأمّ تريزا كالكوتا، مثال المحبّة التي أظهرت حبّ الله للفقراء والمرضى، لقد أغدقت الأمُّ تريزا بكلّ سخاء، طيلة وجودها، الرحمةَ الإلهية فكانت حاضرة للجميع عبر استضافة الحياة البشرية والدفاع عنها.وأكد: لقد كانت الرحمة بالنسبة لها "الملحَ" الذي ملّح كلّ عمل قامت به، و"النور" الذي أنار عتمةَ الذين لم يعد لديهم حتى الدموع ليبكوا فقرهم ومعاناتهم، وما زالت رسالتها في ضواحي المدن والضواحي الوجودية، في أيامنا هذه، شهادةً بليغةً عن قربِ الله من أفقر الفقراء.وأشار إلى إن المجّانية الإنسانيّة تشكّل خميرة عمل المتطوّعين الذين لهم أهمّية كبيرة في المجال الصحّي الاجتماعي والذين يعيشون روحانيةَ السامري الصالح بشكل بليغ، ولذلك أشكر وأشجع كلّ الجمعيّات التطوّعية التي تهتمّ بنقل وإنقاذ المرضى، وتلك التي توفّر التبرّعات بالدمّ والأنسجة والأعضاء.وشدد: تهتم الكنيسة،بحماية حقوق المرضى، ولا سيما أولئك الذين يعانون من أمراض تتطلّب رعاية خاصّة، دون إهمال مجال التوعية والوقاية، وخدمات التطوّع التي تقومون بها في مجال الصحّة والرعاية المنزليّة، بدءا من الرعاية الصحّية إلى الدعم الروحي، هي ذات أهمّية قصوى. فالكثير من المرضى، والأشخاص الوحيدين، وكبار السنّ، والذين يعانون من هشاشة نفسيّة وحركيّة، يستفيدون منها. ولفت: المتطوّع هو صديق لا يبحث عن مصلحته، من الممكن مشاركته بالأفكار والعواطف، من خلال الإصغاء، يخلق الظروف التي ينتقل فيها المريض، من شخص ينال الرعاية دون أيّة مشاركة منه، إلى شخص نشيط وله دور مهمّ في العلاقة التبادلية، قادر على استعادة الرجاء، ومستعدّ بشكل أفضل لقبول العلاجات.واستطرد: على المجّانيّة أن تحرّك قبل كلّ شيء الهيكليّات الصحّية الكاثوليكية، لأن منطق الإنجيل هو الذي يؤهّل عملهم، سواء في المناطق الأكثر تقدّمًا أو الأكثر حرمانًا في العالم، والهيكليات الكاثوليكية هي مدعوّة للتعبير عن معنى المجّانية والتضامن، وذلك ردًّا على منطق الربح مهما كان الثمن، والعطاء بهدف الحصول، والاستغلال الذي لا يكنّ أيّ اعتبار للأشخاص.واختتم: لا يجب أن تتحوّل المؤسّسات الصحّية الكاثوليكية إلى شركات، بل عليها أن تحافظ على رعاية الأشخاص أكثر من حفاظها على الربح.

مشاركة :