نيويورك - أثار الممثل ليام نيسون عاصفة بتطرقه إلى حادث عنصري تخلل ماضيه، وبات عليه الآن أن ينقذ مسيرته الفنية وهو تحد نجح فيه الكثير من المشاهير قبله. فقد كشف الممثل الايرلندي في مقابلة مع صحيفة ذي إندبندنت أنه قبل أكثر من 40 عاما تقريبا تملكته الرغبة بـ"قتل" رجل أسود انتقاما لصديقة له إثر تعرضها للاغتصاب، غير أنه أكد أنه نادم بشدة على هذه الفكرة راهنا. لكن لا يزال صدى هذا التصريح يتردد في المشهد الإعلامي بعد ستة أيام على إدلائه به. وقد هدأت اعتذارات الممثل الايرلندي غداة ذلك عبر التلفزيون والتي أكد خلالها أنه "غير عنصري"، مشاعر البعض إلا ان آخرين لم يسامحوه. ورأت المخرجة آفا دوفيرناي أن ليام نيسون هو رمز "للامتياز الأبيض" الذي يحمل الرأي العام على القبول من البيض ما لا يقبل من أي أسود. وعلى شبكات التواصل الاجتماعي طالب أشخاص عدة بإعادة تمثيل المشاهد التي يظهر فيها نيسون في الجزء المقبل من فيلم "من إن بلاك" بالاستعانة بممثل آخر. ليام نيسون اعتراف يهدد فيلما لنيسون في برلين وقالت الممثلة ريجينا كينغ في مقابلة مع صحيفة "ذي انديبندنت" أيضا متوجهة إلى نيسون "لا تتفاجأ إن لم يوافق أحد على العمل معك". ويقول جوزف كاوبسكي الأستاذ في جامعة كارولينا الشمالية والمتخصص بالعلاقات العامة "الأفعال عادة ما تلحق الضرر أكثر من الأقوال. لكن حالة نيسون فريدة نوعا ما لأن ما قاله مرتبط بسلوكه". ويفيد خبراء عدة في إدارة الأزمات أن المقابلة المتلفزة غداة الجدل كانت رغم كل شيء نقطة انطلاق جيدة. ويوضح رون توروسيان مؤسس وكالة "5 دبليو بي أر" "في عالم يعتمد على الفورية يجب التحرك بسرعة أكبر من السابق" مشيرا إلى أن البيئة الإعلامية الحالية تتطلب استعانته بخبير في التواصل. ويضيف "عليه أن يواصل الاعتذار والقول بوضوح إنه ارتكب خطأ بدلا من محاولة الدفاع عن نفسه وإدراج ما حصل ضمن إطار معين". ويرى ستيف جاف من وكالة "جاف اند كومباني"، "الأفعال لها بعد أكبر من الأقوال. يجب عليه أن يلتقي منظمات معنية بالحوار حول العنصرية". ويرى خبراء أن هذه الاستراتيجية لن تنجح إلا إذا نظر إليها على أنها صادقة وليس انتهازية. على شبكات التواصل الاجتماعي طالب أشخاص عدة بإعادة تمثيل المشاهد التي يظهر فيها نيسون في الجزء المقبل من فيلم "من إن بلاك" بالاستعانة بممثل آخر سوابق وفي هذه المرحلة لا يبدو أن أيا من مشاريع ليام نيسون الراهنة مهددة جراء ما حصل. ويؤكد ستيف جاف الذي عمل خصوصا مع بيل كلينتون "إن السمعة الي يملكها الشخص قبل الأزمة مهمة جدا. فمن الأسهل الاستماع إلى اعتذارات شخص طيب او يعتبر طيبا بالمقارنة مع شخص يريد فقط انقاذ عمله". وقد هب ممثلون ومخرجون عدة لدعم الممثل الإيرلندي الشمالي ولا سيما الممثلة السوداء ووبي غولدبرغ. ويرى مارك هاس أستاذ التواصل الاستراتيجي في جامعة أريزونا أن الرأي العام يسامح المشاهير أكثر من غيرهم. ويؤكد "أتوقع أن تهدأ الزوبعة الإعلامية بالسرعة التي هبت بها". وإلى جانب أوساط السينما يتمتع الموسيقيون والسياسيون أيضا بحصانة نسبية حيال التصريحات الصادرة عنهم. ويقول مارك هاس "انظروا بكل بساطة إلى دونالد ترامب" إلا أن هذا الخبير يرى أن ذلك لا ينطبق كثيرا على عالم الاعمال والشركات. ويوضح "الفرق هنا أن رؤساء الشركات مسؤولون أمام مجلس الإدارة الذي يمكن أن يصرفهم. وهذا ليس حال المشاهير من أمثال ليام نيسون وميل غيبسون وكانييه ويست". ويذكر كثيرون ميل غيبسون على أنه مثال للنهوض مجددا. فقد أدلى الممثل والمخرج بتصريحات عنصرية ومعادية للسامية وللمثليين واتهم بالعنف الاسري وكان يعتبر شخصا غير مرغوب فيه في هوليوود العام 2006. لكن بعد عشر سنوات عجاف عاد في العام 2016 ظافرا واستعاد مكانته في أوساط السينما. وقد أثار الممثل غاري أولدمان ومغني الراب كانييه ويست جدلا أيضا لكنهما لم يستبعدا يوما. وكثيرا ما أفلت مشاهير من أي عقاب رغم الجدل الحاد الذي نشب أثر تصريحاتهم. ويأتي جوزف كابوسكي على ذكر كيفن هارت الذي كان موضوع جدل مطلع ديسمبر/كانون الأول بشأن تصريحات سابقة له معادية للمثلية الأمر الذي دفعه إلى التخلي عن تقديم حفل جوائز الأوسكار المقبل. ويشير الخبير "فيمله ذي أبسايد عرض بعد أسابيع قليلة وحقق نتائج أفضل مما كان متوقعا".
مشاركة :