ملكٌ ملكَ القلوب (١) | محمد بشير كردي

  • 2/20/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لشاطئ الشمسِ في جنوب أسبانيا نكهةٌ مميزةٌ عن غيره من شواطئ العالم تجذب إليه عشاقَ السياحة والاستجمام من كافة البلدان على مدى فصول السنة، لاعتدال الطقس فيه صيفاً وشتاءً، ولسمائه الصافية ما يقارب الثلاثمائة يوم من كل عام تتألق زرقتها الخاصة التي تسلب الأبصار، وإذا ما حجبت السحب والغيوم في فصل الشتاء سماءَ شبه جزيرة أيبيريا وما فوقها شمالاً من القارة الأوربية كان لشاطئ الشمس إشراقةٌ لا يغيب لها نور. ولماربيا ما يميزها عن غيرها من مدن ومنتجعات شاطئ الشمس، حيث يحرسها جبل كونشا، ويقيها من موجات البرد المندفعة من وسط شبه جزيرة أيبيريا ووسط أوربا شتاء، وصيفا من رطوبة رياح البحر المندفعة من القارة الإفريقية، وبهذا استحقت سفوح الجبل المطلة على البحر اسم الميل الذهبي جاذبة أغنياء العالم لاختيار مقار سكناهم. ولميناء بويرتو بانوس النصيب الأوفر حظاً من كل تلك الميزات، ففيه ترسو مئات اليخوت، من الأصغر حجما في مراسيه الشرقية الى الأضخم غرباً، يقابلها العديد من المطاعم والمقاهي ومعارض الملبوسات والمجوهرات والتحف وكل ما يحتاج اليه السائح لرياضته المائية من غطس وسباحة وتزحلق فوق سطح الماء،وبينها يمتد الكورنيش جاذبا قاصديه من المقيمين والزائرين، وعلى مدار الأربع والعشرين ساعة في شهري الذروة وهما يوليو وأغسطس من كل عام ، للتمتع بشمس الأصيل ، ومن ثم لقاء الأصدقاء والمعارف ، ولتناول وجبات الطعام في مطاعمه ومقاهيه على اختلاف درجاتها وتعدد ما تقدمه من أطباق ومقبلات. ناهيك عن فضول معظمهم لرؤية من في اليخوت الضخمة من كبار شخصيات العالم مقاماً أو ثراء. غير أن غالبيتهم يطيل الجلوس في مقاهي بويرتو بانوس على أمل لقاء الشخصية الأكثر شعبية من بين كبار الشخصيات التي تزور ماربيا كلَّ عام، والأكثر تبسطا مع من يلقاه من مواطني بلده أو البلدان العربية، يجلس إلى جانبهم في المقاهي ليتعرف عليهم ويطمئن عن حالهم وأحوالهم، وغالبا ما يدعوهم لمشاركته الغداء بعد صلاة الجمعة في مسجد الملك عبد العزيز من كل أسبوع، ويأسر هذا التبسط في الحديث والقرب من الآخرين قلوبَ من عرفه من زوار بويرتو بانوس ، فتجدهم يتابعونه عن بعد وهو يأخذ رياضته في المشي مساء كل يوم، وكل منهم يتساءل عن المطعم الذي سيقصده للعشاء مع صحبه ومرافقيه هذا المساء، كما ينتظر أصحاب المطاعم دورهم في زيارته لهم. وكثيراً ما يتساءل البعض عن تحرره من قيود الحراسة الشخصية والرسمية، ونحن في زمن أصبح الحراس الشخصيون ( البودي غارد ) خير تعريف عن الشخصية التي يؤمنون سلامتها بإحاطتهم له من الأمام والخلف، ومن الجانبين الأيمن والأيسر، وفي يدِ كلٍّ منهم جهازُ اتصالٍ وإنذارٍ، ويأتيهم الردُّ بأن من حكم وعدل نام مطمئنا وعين الله تحرسه وترعاه، وهذه حاله في بلده وهنا في هذا المنتجع السياحي،لم تغيره الأماكن كما لم تغيره الأيام، أميناً آمناً مأموناً. وللحديث بقية بعون الله

مشاركة :