مستقبلنا برؤية يابانية | محمد بشير كردي

  • 3/27/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

يتابع أصدقائي في اليابان من سياسيين وإعلاميين باهتمام، الخطوات الجريئة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله، وذلك منذ الساعات الأولى لتسنمه مقاليد الحكم ، وأهمها في تقديرهم إسنادُ المراكز القيادية إلى شباب يشترط فيهم الكفاءة والمقدرة دون النظر لأي اعتبارٍ آخر، إنها عملية حراكية تستخرج أفضل ما في المجتمع من أبنائه وعلمائه، في فترة حرجة من تاريخ العالم، نحتاج فيها من يقدر على تسيير السفين، وحسن إدارة وعمل متواصل دؤوب وصبر حتى يتمكن الجميع من المشاركة الواعية والقائمة على العلم الصحيح والإيمان الواثق لأداء مهامهم بما يلبي رغبة ولي الأمر في إقامة مجتمع العدالة والعلم. لقد كان أكثر ما أثار إعجابَ أصدقائي من اليابانيين انتفاضةُ هذا الجيل بهبة ولي الأمر، فخلعوا العباءة المطرزة بالسيم المطعم بخيوط من الذهب وشدوا حزام الجد، فلست ترى أياً من الوزراء أو كبار المسئولين في الإدارة الجديدة إلا وهم منخرطون في ورشات عمل لرسم خطة الطريق لإنجاز ما كُلفوا به من مهام، هكذا يقولون: جدّ فجدّوا، وإنهم ليرون أنَّ وضعَ المسئولين العباءة جانباً وهم يشاركون الفنيين في إعداد البرامج والدراسات يذكرهم بالعلاقة الوثيقة التي كانت قائمة بين القيادة اليابانية والكوادر البشرية التي أخذت على عاتقها إعادة بناء اليابان . كما إنهم يتابعون ببالغ التقدير عودة المملكة وهي تقوم بدورها الإقليمي والدولي النشط، للمِّ شمل الأمة العربية، وإزالة ما اعترى الساحتين العربية والإسلامية من فرقة وانقسام، ومجابهة تداعيات الفوضى الخلاقة التي ركبت إعصار تسونامي الربيع العربي ، مما أدى إلى ظاهرة سرطانية اتخذت اسم داعش، - ولازال الكلام على لسان أصدقائنا اليابانيين - : لا شك أنها حالة من الفوضى والاستهتار بالقيم والأعراف والمواثيق، هذا الكائن السرطاني الذي قام على الجهل، فمارس أعمالاً وحشيةً تحت راية الدين، وكان عوناً لمن يتربص بالإسلام في تشويه رسالته الإنسانية التي حملها الرسول العربي محمد بن عبد الله الذي جاء في قرآنكم الكريم أنَّ الله اختاره ليكون خاتمَ النبيين ومتمماً لمكارم الأخلاق. ويتساءلون عن ماهية داعش، وعمن مهد لها الطريق لتنتشر بهذه السرعة ، وأن تُمارس القتل والعنف والهدم للتراث الإنساني وطمس معالمه، ومن وفر لها المال والعتاد، ومن أين ملكت الأدوات المادية لاستئجار الألوف من المرتزقة ، لقطع الرؤوس من مختلف الجنسيات لأبرياء مدنيين من بينهم اثنان من اليابان، ولم تكن اليابان يوماً من بين المشاركين في اللعبة السياسية في بلدان الشرق الأوسط. ويستغرب البعض من الإعلاميين اليابانيين تسمية داعش بالدولة الإسلامية، وما هم إلا مجموعة من قطاع الطرق . وينهي صديقي سايشو سان « المسلم الديانة « محادثته معي على الشاشة العنكبوتية بقوله: إنه ليس ممن يقرؤون الطالع لمعرفة المستقبل، ومع هذا فإنه يتوسم في حسن إدارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لدفة الحكم والإصلاح أن تحقق الكثير من الخير لشعب المملكة وللأمم والشعوب الصديقة،والقضاء على هذه الظاهرة السرطانية التي أفسدت، حتى ما تركت من أخضر ولا يابس إلا وأهلكته، ولا صوتاً للعقل إلا وأخرصته..

مشاركة :