أعلنت قبائل في محافظة شبوة بجنوب اليمن أمس إغلاق حدودها مع محافظة البيضاء التي تدور فيها معارك شرسة بين ميليشيات الحوثيين ورجال قبائل تحسبا لتمدد حوثي محتمل إلى الجنوب. وقالت مصادر محلية وقبلية إن اجتماعا قبليا عقد أمس وشارك فيه زعماء قبيلة العوالق كبرى قبائل شبوة، أكد التصدي لأي نشاط لأي جماعات مسلحة مرتبطة بالقاعدة أو الحوثيين. وذكرت المصادر أن الاجتماع قرر تشكيل قوة مسلحة قبلية من 3 آلاف مقاتل و200 طقم لحماية مصالح المحافظة النفطية ورفض أي أعمال تخريب لأي مصالح خاصة أو عامة بها. وأكد الاجتماع القبلي رفضه الإعلان الدستوري الذي أصدره الحوثيون قبل أسبوعين بالعاصمة صنعاء حل بموجبه الحوثيون البرلمان اليمني ودعوا إلى تشكيل مجلس موقت بديل ومجلس رئاسي من خمسة أشخاص وحكومة. وأكد المجتمعون التمسك بشرعية الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي. ودان الاجتماع استمرار حصار واحتجاز هادي ورئيس وزرائه خالد بحاح، وطالب بسرعة فك الحصار المفروض عليهما، وحمل الحوثيين المسؤولية عن أي مساس بأمنهما وحياتهما. وتشير تقارير إخبارية إلى أن 80% من حقول النفط في اليمن تقع في الجنوب الشرقي في محافظتي حضرموت وشبوة. ويرى مراقبون أن إقدام الحوثيين على محاولة اقتحام شبوة سيلقى مقاومة شرسة لوجود رجال قبائل أشداء. وتعد شبوة أيضا معقلا لمقاتلي القاعدة ومتشددين يتبعون الفكر نفسه. يأتي ذلك، في وقت تواصلت فيه المظاهرات المناهضة للانقلابيين الحوثيين في معظم المدن اليمنية. وشهدت العاصمة صنعاء تظاهرات حاشدة، رفضا للانقلاب الحوثي ومطالبة باستعادة مؤسسات الدولة، وتنديدا بانتهاكات الجماعة. كما تم خلال التظاهرة تشييع رمزي لصالح البشري الذي توفي السبت الماضي تحت التعذيب من قبل جماعة الحوثي بعد اختطافه في مظاهرة خرجت في 11 فبراير الجاري. واعتدت ميليشيات الحوثي على المسيرات، إذ أقدمت على تفريق المتظاهرين في شارع بغداد بالضرب بأعقاب البنادق، وملاحقتهم بالسلاح الأبيض، ودهست متظاهرا بالسيارة في نقطة تجمع الثوار في شارع بغداد، قبل أن تقوم بخطفه وعدد من المتظاهرين واصطحابهم إلى جهة مجهولة. وردد المتظاهرون شعارات مناهضة للانقلاب الحوثي، وتصاعد حماسهم عند مرورهم بالمسلحين الحوثيين الذين انتشروا بكثافة عند مداخل الشوارع المتفرعة مرتدين الزي العسكري. وشهدت مدينة الحديدة غرب اليمن أيضا مظاهرة حاشدة دعا إليها شباب الثورة والحراك التهامي جابت شوارع المدينة منددة بحملة الاعتقالات وقمع المواطنين بالرصاص الحي وتغييبهم في سجون الميليشيات الحوثية. وردد المتظاهرون شعارات ترفض الانقلاب وتطالب بخروج المسلحين الحوثيين فورا من المحافظة، لأنهم أصبحوا خطرا على أمن واستقرار وحياة أبناء تهامة. كما أكد المشاركون أن ميناء الحديدة ومطارها لن يكونا تحت تصرف ميليشيات الحوثي لاستخدامها لأغراضها وأهدافها الحربية ضد الشعب اليمني.
مشاركة :