ذكرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية في تقرير لها نشر أمس الأول حول ذبح تنظيم داعش الإرهابي 21 مصريًا من المسيحيين الأقباط وهجماتها على آبار النفط الليبية أن ليبيا لن تكون لقمة سائغة يسهل ابتلاعها كالعراق أو سوريا كما حدث في بداية الأمر (بدءًا من سيطرتها على الموصل). وقالت: إن ذبح أولئك الأبرياء بالقرب من شاطئ البحر، واستجابة القاهرة السريعة بشن غارات جوية على مواقع تابعة للتنظيم أثار المخاوف بنية التنظيم التمدد نحو ليبيا واعتبارها ضمن مناطق خلافته التي يدعيها. واستطردت المجلة أن ذلك يبدو من رابع المستحيلات: فليبيا ليست سوريا وليست العراق ولن يكون من السهل على الدولة الإسلامية تحقيق ما حققته بفترة قصيرة في العراق وسوريا. وأوضح التقرير الأسباب بالقول إن مايقف حجر عثرة أمام ما يتطلع إرهابيو داعش إلى تحقيقه في ليبيا وجود منافسة قوية من جماعات إسلامية إرهابية أخرى في البلاد، إلى جانب عدم وجود نزاع طائفي في ليبيا الذي يعتبر في العراق وسوريا عامل رئيس في تصعيد العنف. كما أن النجاح الذي حققته داعش في العراق وسوريا يعود في جزء منه إلى السيطرة على أغنى حقول النفط في المنطقة، ولكن هنا في ليبيا سيواجه التنظيم ضغوطًا شديدة تحول بينه وبين تحويل الاحتياطي النفطي الليبي إلى مصدر تمويل ثابت له. وأشار التقرير حول التنافس في ليبيا بين جماعات إرهابية شتى إلى قول باتريك سكينر الضابط السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية والذي يعمل في الوقت الراهن في مركز «سوفان جروب» للدراسات الأمنية والإستراتيجية في نيويورك بأن وجود داعش في ليبيا بإمكانياته الضخمة يعتبر دون شك كابوسًا أمنيًا ، لكنه يبدو ككرة قدم يركلها العديد من الأطراف المتنافسة. وأضاف سكينر: «لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن: ما الذي يمكن لداعش أن تحصل عليه في نهاية الأمر من جراء انغماسها في مستنقع النزاع الليبي وسياساته المتشعبة»؟. واستطرد التقرير بأنه أصبح من الواضح أن جماعة داعش الإرهابية بصدد توسيع عملياتها الإرهابية في ليبيا، بالرغم من أنه لا مجال لمقارنة مكاسبها التي تتطلع إلى تحقيقها في ليبيا بتلك التي حققتها في العراق وسوريا. وأعاد التقرير الإشارة إلى الفيديو الذي عرض مذبحة الأحد 15 فبراير التي نفذها التنظيم في حق 21 مواطنًا مصريًا قبطيًا جرى اختطافهم من قبل، وقيام الطائرات المصرية الحربية في اليوم التالي (الاثنين) بشن ضربات جوية استهدفت مواقع للتنظيم في مدينة درنة الساحلية انتقامًا للضحايا المصريين. وليست جريمة ذبح المصريين الوحشية هي الجريمة الإرهابية الأولى لهذا التنظيم الإرهابي في ليبيا، فقد اعترف التنظيم أيضًا بمسؤوليته عن الهجمة الإرهابية التي استهدفت فندق كورينثيا في طرابلس يناير الماضي والتي أدت إلى مقتل عشرة أشخاص، إضافة إلى الهجمات التي شنها على منشآت نفطية وأنابيب نفط ليبية.
مشاركة :