استقالة عضو اللجنة الثقافية لـ «كتاب الرياض» تثير جدلاً !

  • 2/22/2015
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

أثار تقدّيم الكاتب والشاعر شتيوي الغيثي الأربعاء الماضي إلى وزير الثقافة والإعلام لاستقالته من اللجنة الثقافية المشكّلة لصياغة البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام 2015، والتي نشرت نصها «الحياة» أول من أمس (الجمعة)، ردود أفعال واسعة في الوسط الثقافي. وكان الغيثي اعترض على التدخل واستبعاد وتأجيل عدد من الفعاليات التي كان من المفترض أن تقر ضمن جدول البرنامج الثقافي، ومنها فعالية «ليالي السينما في المعرض» يقدم فيها عدد من النقاد والمثقفين أوراقاً تتناول تجارب سينمائية محلية، أو رفض تكريم الراحل عابد خزندار بأمسية ثقافية حول رحلته الأدبية والنقدية. وكان الروائي أحمد الدويحي علق عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» على تلك الاستقالة بقوله: «شتيوي الغيثي يمتلك الوعي والشجاعة ليقول كفى، ويقدم استقالته من اللجنة الثقافية لمعرض الكتاب في الرياض. المتسلقون سينتهزون الفرصة وما أكثرهم ويعرفون بالاسم (وبلاش فضائح) في لجان الثقافة وما خفي أعظم. معيب جداً أن نتسول ندوة عن علم ثقافي كعابد خزندار في أيام المعرض فلا نجد بحجة أن الأموات كثر!»، مضيفاً: «لست متفائلاً بواقع ثقافي جديد. المثقفون والثقافة لا ينتصر لهما موظفون وانتهازيون مهما كانت مواقعهم ودرجاتهم العلمية، وهم يفتقدون الحسّ ويقدمون مصالحهم ومصالح الأصحاب والأحباب، وهناك من يقبل أن يكونوا مطايا لأغراضهم!». أما الشاعرة والكاتبة زينب غاصب، فوجهت حديثها للغيثي بتغريدة في حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قائلة: «أنا قبلك قدمَت استقالتي لرئيس اللجنة احتجاجاً على حذف بعض الأسماء وقفلت عائدة إلى جدة». وقال الناقد أستاذ الأدب في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حسن النعمي لـ«الحياة»: «إن معرض الكتاب تظاهرة وطنية بامتياز، وهو ناقل عالمي للثقافة والمعرفة، هذا في شقه الأهم وهو عرض الكتاب وتوزيعه، أما الشق الثاني وهو البرنامج الثقافي للمعرض، فهذا الجانب في حقيقته لا يقدم المأمول البتة ولا يقابله حضور كما هو حال المعرض، فلا يوجد اهتمام كبير بما يقدم من أمسيات وفعاليات طوال أيام المعرض إلاّ ما ندر»، وأوضح النعمي أن البرنامج الثقافي يشهد خلافاً باستمرار، سواء أثناء إعداده عبر اللجنة الثقافية التي تشكلها بداية وزارة الثقافة عبر «حشد من المثقفين يفوق عددهم أحياناً 50 مثقفاً ومثقفة، وهذا ما دفعني في بداية الأمر إلى انسحابي منذ الاجتماع الأول، فجدير بوزارة الثقافة أن تتقدم إلى كل المثقفين باستفتاء عام للوقوف على ما ينتظرونه من البرنامج الثقافي، أما أن تجمع هذا العدد الكبير في لجنة فهذا مناف للعمل الثقافي ورفضته منذ أول يوم وانسحبت»، وعوداً إلى قضية البرنامج الذي تعددت حوله الآراء يقول النعمي: «دائماً ما يحدث الجدل في هذا الشأن تحديداً، ولا رغبة لأي مثقف في ذلك لو لا صراع تيارات تتدخل من الخارج، فتوصيات اللجنة الثقافية عادة هي أوراق معلنة وليست سرية داخل الوزارة ومن السهل تسريبها»، وكشف أن تلك الأصوات المضادة تتخذ من أي عنوان أو فعالية «ذريعة لتثير زوبعتها المعهودة، على رغم أنه ليس هناك أي خروج واضح من إطار الأعراف وللطرح العام داخل المملكة، وتتكرر هذه الأحداث في معرض الكتاب كما لو كانت المسألة تصفية حسابات لا أكثر ونحن موعودون بها كل عام!»، وأكد أن كل هذا المنازعات تأتي من خارج السياق الثقافي، وكان النعمي كتب تغريدة في حسابه على «تويتر» للغيثي يقول فيها: «لعلك تذكر يا صديقي عندما اعتذرت عن الاستمرار في اللجنة، قلت لك يومها لا فائدة»، مؤكداً بذلك موقفه الرافض للدخول في أية لجنة ثقافية وكرر لـ«الحياة» قوله: «إن تجييش الأسماء بتلك الطريقة خطأ ارتكبته وزارة الثقافة في الدورات السابقة وهذه الدورة أيضاً!». وعن رفض «عروض سينمائية» في بعض أمسيات المعرض، بين النعمي أنه سبق وناقش هذا الأمر في مقالة له بعنوان «لماذا نرفض السينما؟»، نشرتها صحيفة «عكاظ»، حدد فيها مسببات الرفض وآليات تصحيحه، وذكر فيها أن الرفض يتأسس في المجتمع على خلفيات مختلفة. وأوضح أن «الخلفية الاجتماعية المتحفظة لثقافتنا المحلية ليست حالاً استثنائية، بل حال طبيعية. لكن عندما تصل إلى حد التوتر والانفعال، فهي تخسر قيمتها»، ولا تؤمن بالتغيير، وتابع أن «قانون الرفض في مجتمعنا غير مفهوم»، إلاّ أنه «بات من أدوار الحكومة تصحيح مسار المجتمع كلما أعوج عن أهدافه التنموية». وحول تلك الاستقالة غرد الكاتب عبدالسلام الوايل قائلاً: «ببساطة الغيثي يقول: ما دام أن الوزارة ستمارس (حقها) من خلال موظفيها وليس من خلال اللجنة فلا حاجة لها بلجنة ولا يحزنون»، وأضاف: «تضمنت استقالة شتيوي من لجنة معرض الكتاب إشارات لتعامل مختلف بين المثقفين والوزارة عما كان سائداً. تشكيل لجان من أهل الاختصاص الذين هم المثقفون وتركيز القرار بيد موظفي الوزارة!». من جهتها، غردت الشاعرة شقراء مدخلي بقولها للغيثي: «خسرتك اللجنة وربحت ذاتك»، أما الإعلامي عبدالعزيز النصافي فاكتفى بعبارة «موقف مثقف حقيقي». وكان المغردون وضعوا في «تويتر» وسماً بعنوان «إلغاء ليال سينمائية من معرض الكتاب»، وتوالت فيه التعليقات التي لم تتوقف.

مشاركة :