الرياض – صدر مؤخرا عن دار “صفحة سبعة” للنشر والتوزيع في المملكة العربية السعودية كتاب “كتاب مشردون: تاريخ فاضح لكتاب متمردين” للكاتب الأميركي أندرو شافر بترجمة الشاعر التونسي منير عليمي. وفي كلمته يرى المترجم أن “هذا الكتاب صرخة ضد أنفسنا، ضد فكرة الرفاهية التي تسيّج عقول الكتاب وقراء الأبراج العاجية المهدومة”. يرسم أندرو شافر في كتابه بورتريهات عديدة لكتاب دمروا حياتهم بأياديهم وتركوا خلفهم سجلا أدبيا حافلا، كتاب كانوا فريسة للجنون والعبثية القاتلة فنجد من بينهم الماركيز دو ساد الذي خصص له الكاتب بحثا مكتملا حول غرقه في بحار السادية التي انتقلت من ممارسة جسدية إلى ممارسة بحرها الكتابة، حقائق كثيرة تكشف لأول مرة حول هذا الكاتب الذي أحرقت أغلب كتبه ومع ذلك ظل في واجهة الأدب العالمي كأحد أعظم الكتاب الذين غيروا من تصورنا لفعل الكتابة. كما يتطرق الكتاب إلى أسماء كثيرة ومن بينها شارل بودلير، سيلفيا بلاث، دوروثي باركر، إرنست هيمنغواي، إدغار آلان بو، وليام فولكنر وغيرهم من كتاب آخرين أهدروا حياتهم على الهامش ولعل أهمهم دي كوينسي وعلاقته الغرامية والوجودية مع الأفيون، ولهذا خصص له أندرو شافر بابا في الكتاب بعنوان “قديس المخدرات” وتطرق إلى ما عاشه من عبثية مع صامويل كولريدج، تجربة كللت بكتابه “اعترافات آكل الأفيون” الذي يعتبر ضمن أعمدة الأدب الانكليزي. من بين الأبواب الأخرى التي يفتحها الكتاب ويتطرق إليها، تلك الحركات الأدبية التي ظهرت في القرن العشرين ومن بينها الفلابرز والجيل الضائع وجيل البيت. صور كثيرة يعرضها الكتاب حول علاقة هؤلاء الكتاب بالأفيون والمخدرات والكحول وكيف كان ذلك الإدمان سببا في كتابة روايات عظيمة كالطيران فوق عش الوقواق أو على الطريق وغيرهما من أعمال. ومن النقاط التي أحدثت ضجة في هذا الكتاب تطرقه إلى ما عاشه هؤلاء الكتاب من تجارب حياتية موحشة نتج عنها تمرد ضد السلطة وضد المجتمع وضد كل المفاهيم وانتهى بهم الأمر إلى انتحارات كثيرة كانتحار سيلفيا بلاث وإرنست هيمنغواي وآن سيكستون. تفاصيل كثيرة يكشفها هذا الكتاب تبين أن فعل الكتابة مرض مزمن ومرهق في آن لا خلاص منه إلا بالكتابة.
مشاركة :